استعاد جيش جنوب السودان الجمعة السيطرة على مدينة بنتيو النفطية شمال البلاد بعدما كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الذين أكد زعيمهم أن الانسحاب من المدينة يهدف "لتفادي سقوط مدنيين"، فيما قدرت الاممالمتحدة أن عدد النازحين سيبلغ نحو نصف مليون شخص بحلول نيسان (ابريل). وفي اديس ابابا، عبرت بعثة الوساطة التي تقوم بها دول شرق افريقيا عن تفاؤلها ازاء توقيع سريع لاتفاق وقف اطلاق النار بين الطرفين اللذين يخوضان معارك منذ نحو شهر. لكن واشنطن حذرت من مخاطر تفكك الديموقراطية في احدث دولة في العالم. وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان اتيني ويك اتيني إن "بنتيو باتت اليوم تحت سيطرتنا". من جهته، أكد زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار ان قواته فقدت السيطرة على بنتيو. وقال نائب الرئيس السابق لوكالة "فرانس برس" في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية من مكان غير محدد في البلاد: "انسحبنا من بنتيو، لكن ذلك كان من أجل تجنب القتال في الشوارع وتفادي سقوط مدنيين". واضاف: "نحن نقاتل، وسنواصل المعركة". وهذه المدينة النفطية عاصمة ولاية الوحدة كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الذين تواجههم القوات الحكومية منذ قرابة شهر في جزء كبير من أراضي جنوب السودان. وأفادت إذاعة تمازج المستقلة أن المدينة عادت الى سيطرة الجيش في منتصف النهار بعدما اخلى المتمردون مواقعهم فيها في مواجهة هجوم حكومي كبير. وأضافت الإذاعة نقلاً عن شهود عيان ان معارك اندلعت في صفوف المتمردين انفسهم قبل استعادة الجيش السيطرة على بنتيو، مشيرة إلى أن عدداً من المقاتلين المتمردين قتلوا بنيران القوات الحكومية خلال محاولتهم اللجوء الى قاعدة للامم المتحدة. وفي جنيف، أعلنت مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين أن عدد النازحين في داخل البلاد وغالبيتهم من النساء والاطفال سيصل إلى 400 الف بحلول نيسان (ابريل) مقابل 230 الفاً حالياً فيما سيبلغ عدد اللاجئين 125 الفا مقابل 43 الفا حاليا. وغالبية اللاجئين أكثر من 32 ألفاً فروا الى اوغندا التي تسجل وصول ما بين اربعة وخمسة الاف شخص يوميا. وقال الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الاممالمتحدة ينس لاركي في تصريح صحافي إن نحو 628 الف شخص في حاجة حالياً لمساعدة انسانية عاجلة في جنوب السودان. وقال ان 167 الف شخص فقط تلقوا مساعدة حتى الان مشيرا الى ان الوكالات الانسانية في حاجة الى 166 مليون دولار حتى اذار (مارس). وقال الناطق باسم المفوضية العليا ادريان ادورادز: "في جنوب السودان، يستمر الوضع في التفاقم". ويشهد جنوب السودان معارك كثيفة منذ 15 كانون الاول (ديسمبر) بسبب الصراع بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي اقيل من منصبه في تموز (يوليو). ويتهم كير زعيم المتمردين بالقيام بمحاولة انقلاب ضده، فيما ينفي مشار ذلك متهما الرئيس بالسعي لتصفية جميع معارضيه. من جهته، قال ناطق باسم مفوضية الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان روبرت كولفيل ان "الوضع في جنوب السودان يبقى شديد الهشاشة، ولا تزال تدور مواجهات متقطعة بين عناصر مسلحة ما ارغم المدنيين على اللجوء الى منشآت الاممالمتحدة ومؤسسات دينية واماكن اخرى تعتبر آمنة". وقال ان قسم حقوق الانسان لدى بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان "يحقق في ادعاءات بحصول انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وتجاوزات وقعت في جوبا ومدن اخرى". واوضح ان انعدام الامن يجعل من الصعب اجراء تحقيقات. واكد ايضا ان المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي تدعو كل الاطراف الى ممارسة اكبر قدر من ضبط النفس والى حماية المدنيين.