وصل الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ووزير الخارجية الإثيوبي توادروس إدهانوم الى جوبا عاصمة جنوب السودان أمس لإنقاذ جهود سلام متعسرة تقوم بها منظمة دول شرق أفريقيا "الإيقاد" لوقف القتال في أحدث دولة افريقية، بينما توقفت مليشيا الجيش الابيض التابعة لقبيلة النوير عن مهاجمة بلدة بور الاستراتيجية التي استعادها الجيش اخيرا من قبضة قوات نائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار. وسادت حالة من الهدوء الحذر المناطق التي تدور فيها معارك ضارية منذ اعلان الرئيس سلفاكير مياردت عن محاولة انقلابية نفذها نائبه السابق المقال مشار. وقال موسيفيني بعد لقاء مع كير في جوبا أمس إنه سيكون لزاما على دول شرق إفريقيا أن تلحق الهزيمة بزعيم متمردي جنوب السودان ريك مشار إذا رفض عرض وقف اطلاق النار. وأضاف للصحفيين "نحن (دول المنطقة) منحنا ريك مشار أربعة أيام للرد وإذا لم يفعل سيتحتم علينا ملاحقته كلنا، هذا ما اتفقنا عليه اخيرا في نيروبي." وبسؤاله عما يعنيه تحديدا قال "هزيمته". وقال مسؤول بارز في حكومة جنوب السودان -طلب عدم نشر اسمه خلال اتصال هاتفي من جوبا مع الرياض ان زيارة موسفيني وإدهانوم سبقتها رسائل شديدة اللهجة بعث بها زعماء إيقاد للطرفين المتقاتلين تهدد بنقل الملف لمجلس الأمن الدولي إذا لم يحضر ممثلون من الطرفين لمفاوضات سلام مقررة اليوم في أديس أبابا لإنهاء الصراع بين كير ومشار. وكانت حكومة الجنوب وافقت على وقف لإطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة مع مشار، لكن الأخير اشترط في وقت سابق الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين باعتبارهم هم من سيقودون وفده في المحادثات. وقال المسؤول الجنوبي، إن موسفيني وإدهانوم بحثا مع كير إمكانية الإفراج عن بقية المعتقلين وترحيل الجميع إلى أثيوبيا لانطلاق المفاوضات. واستجابت جوبا بالإفراج عن ثمانية سياسيين من بين 11 موقوفاً اعتقلوا عقب المحاولة الانقلابية، ورفضت الإفراج عن الثلاثة الباقين وهم الأمين العام السابق للحركة الشعبية الحزب الحاكم باقان أموم، ووزير الخارجية السابق دينق ألور، والمسؤول السابق كوستا مانيبي. وأكد المسؤول أن منظمة الإيقاد حذرت كلاً من كير ومشار من مواصلة القتال وهددت بإحالة القضية لمجلس الأمن في حال لم ينتقل وفدا الطرفين لمقر المفاوضات. من جهتها أعلنت الأممالمتحدة، أن أعداد النازحين بفعل القتال في جنوب السودان منذ 15 ديسمبر الجاري، وصل إلى نحو 180 ألف شخص، بينهم 75 ألف شخص لجأوا إلى مخيمات بعثة الأممالمتحدة "أونميس"،وتتركز معسكرات الأممالمتحدة في جوبا وبور وبانتيو وملكال وفاريانق. وذكر بيان للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن أونميس تواصل إجراء اتصالاتها المكثفة مع كبار المسؤولين الحكوميين والشخصيات المعارضة. ونوه بيان المتحدث الرسمي، إلى أن أونميس أصدرت اليوم بياناً أشارت فيه إلى قلقها العميق إزاء تقدم أعداد كبيرة من مسلحي النوير "الجيش الأبيض" نحو بور عاصمة ولاية جونقلي. وأوضحت البعثة، أنها أجرت الأحد مسحاً جوياً حدد مواقع بعض تلك الجماعات المسلحة بما يقرب من 50 كلم شمال شرقي بور.