انهار اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين وأنصارهم من مسلحي القبائل في شمال اليمن. واستغاث السلفيون في منطقة دماج بالرئيس عبدربه منصور هادي متهمين جماعة الحوثي بخرق الهدنة ومنع الجيش من دخول البلدة تنفيذاً لبنود الاتفاق، في وقت تواصلت المعارك الضارية بين الجانبين على جبهة «حاشد» في محافظة عمران شمال صنعاء بعد فشل جهود الوساطة الحكومية وهاجم الحوثيون قرى حاشد ومسقط رأس حاشد الأحمر وأشقائه. وشهدت محافظة الضالع الجنوبية مناوشات بين قوات الجيش ومسلحي «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال. وفككت السلطات عبوة ناسفة في مدينة عدن زرعها مجهولون في حديقة عامة، في حين أعادت قوات الأمن انتشارها مجدداً في مدينة سيئون وسط وادي حضرموت (شرق) بعد مخاوف من سقوطها في يد مسلحي تنظيم «القاعدة». وجاءت هذه التطورات في وقت كشفت مصادر رئاسية أنه تم تحديد الأسبوع المقبل لعقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني التي ستشهد إقرار وثيقته النهائية بحضور مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، تمهيداً للبدء في عملية صوغ الدستور الجديد. ورحب أمس سفراء مجموعة الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية باكتمال التوقيع على وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية» من قبل المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، معتبرين التوافق القائم «دفعة نوعية وخطوة متقدمة في اتجاه إنجاح عملية الحوار وتنفيذ ما تبقى من بنود «المبادرة الخليجية وفق آليتها التنفيذية». وأعرب السفراء في بيان صدر امس في صنعاء عن تطلعهم «إلى الانتهاء من الجلسة العمومية الختامية للحوار قبل مناقشة ملف اليمن في اجتماع مجلس الأمن الدولي نهاية كانون الثاني (يناير) الجاري. في غضون ذلك اتهم الناطق باسم جماعة السلفيين في دماج سرور الوادعي، في بيان أمس، جماعة الحوثيين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين برعاية لجنة وساطة حكومية، مؤكداً مقتل شخص وإصابة آخرين في قصف استهدف منطقة دماج، ومغادرة رئيس لجان الوساطة عبد القادر هلال. وقال الوادعي إن «الحوثيين منعوا الجيش من دخول دماج واستلام المواقع التي يسيطر عليها الجانبان، وقصفوا المدينة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة»، كما حمل الرئيس هادي مسؤولية ما يحدث لسكان البلدة، مطالباً إياه بالتدخل لردع ما وصفه ب «العدوان الحوثي». ومع إعلان السلطات نجاح الوساطة في وقف المعارك في منطقة حرض بموجب اتفاق أشرف على تنفيذه المفتش العام في الجيش اليمني اللواء محمد القاسمي، تواصلت المعارك على جبهة «حاشد» في محافظة عمران، بين الحوثيين ومسلحي القبائل الذين يقودهم آل الأحمر دفاعاً عن معاقلهم القبلية، على رغم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، لم يصمد طويلاً قبل أن ينهار. وأكدت مصادر قبلية أن معارك عنيفة دارت في الساعات الماضية في «وادي خيوان بالقرب من مدينة حوث ومنطقة الخمري مسقط رأس زعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر وأشقائه الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون). واتهمت مصادر حوثية تحدثت الى «الحياة» قادة عسكريين مقربين من آل الأحمر بدخول المعركة إلى جانبهم، وقالوا إنهم تصدوا لدبابات وآليات للجيش حاولت ليل الأربعاء - الخميس تقديم المساندة لمقاتلي آل الأحمر، محذرين الرئيس هادي من توريط الجيش في حرب جديدة قد تؤدي إلى نسف العملية الانتقالية وإفشال الحوار الوطني المشارف على نهايته». وأفادت مصادر قبلية ل»الحياة» عن مقتل عشرات المسلحين في مواجهات اليومين الماضيين، التي شهدت تقدماً ملحوظاً على الأرض لمقاتلي الحوثي، في حين أكدت مصادر مقربة من آل الأحمر، أمس أنهم كبدوا الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات القتالية وأنه تم دحرهم في أكثر من موقع وأسر العشرات منهم».