كثفت الولاياتالمتحدة اتصالاتها بالحكومة العراقية ورفعت مستواها، مؤكدة تأييدها العمليات العسكرية في الأنبار، فيما اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي المعركة التي يخوضها «معركة العالم كله ضد الإرهاب»، ودعا مجلس الأمن إلى إصدار بيان «يحذر الدول والجهات الداعمة له من مغبة الاستمرار في هذا النهج الذي يزعزع الأمن والاستقرار الدوليين». إلى ذلك، تزايدت أعداد النازحين من الفلوجة والرمادي إلى بغداد وكربلاء، هرباً من المعارك في المدينتين ومحيطهما، فيما استبعد ناطق باسم الحكومة الهجوم على الفلوجة «في الوقت الراهن». وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس، أن نائب الرئيس جو بايدن اتصل بالمالكي وبرئيس البرلمان أسامة النجيفي، معرباً عن تأييد واشنطن «العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في الأنبار»، وحض المالكي على «التعاون مع أهالي المحافظة والعشائر والسنة». في غضون ذلك، اكد مجلس الوزراء أمس «دعم الجيش والأجهزة الأمنية والعشائر الغيورة في مواجهتها الجماعات الإرهابية وداعش وتطهير أرض العراق من دنسهم». وقال المالكي خلال استقباله سفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية، إن «طبيعة المواجهة قائمة حالياً بين القوات المسلحة وأبناء العشائر والأهالي في محافظة الأنبار وباقي المناطق من جانب، والإرهابيين من جانب آخر». وأكد أن «المعركة التي يخوضها العراق مع الإرهاب هي معركة العالم أجمع الذي يشعر بالتهديد من هذا الإرهاب والتطرف». ودعا إلى «صدور بيان واضح من مجلس الأمن «يدعم العراق ضد الإرهاب ويحذر الدول والجهات الداعمة له من مغبة الاستمرار في هذا النهج الذي يزعزع الأمن والاستقرار الدوليين». من جهة أخرى، قال عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ محمد البجاري في اتصال مع «الحياة» امس إن «القصف المدفعي توقف وتعيش المدينة أجواء هادئة». وأضاف أن «قوة عسكرية من الجيش حاولت اختراق الجانب الغربي لكن أبناء العشائر تمكنوا من صدها وأجبروها على العودة إلى الرمادي»، وأضاف أن «رتلاً عسكرياً تابعاً للجيش حاول عبور الطريق السريع المجاور للفلوجة، ولكن الثوار أطلقوا النار عليه بكثافة فعاد أيضاً من حيث جاء». إلى ذلك قالت مصادر في قيادة عمليات الجزيرة والبادية في الأنبار، أن قواتها شددت الإجراءات الأمنية على طول الشريط الحدودي بين العراق وسورية لمنع تسلل عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة ب «داعش». وأوضحت أن الإجراءات تضمنت نشر عدد من الدبابات والمدرعات والجنود على طول الشريط الحدودي مع مراقبة المسطحات المائية المشتركة. وأكد ضابط رفيع المستوى ل «الحياة» أمس، أن «وحداث الجيش المنتشرة على أطراف الفلوجة حصلت على تعزيزات عسكرية كبيرة منذ يومين استعداداً للعملية المرتقبة في المدينة». على المستوى الإنساني، طالبت منظمة الهلال الأحمر الأطراف المتنازعة في الأنبار بالسماح لها بإيصال المساعدات، وأكدت تصاعد أعداد النازحين جراء استمرار أعمال العنف. وأكد الأمين العام المساعد للهلال الأحمر محمد الخزاعي «وجود حالات نزوح كثيفة لعائلات من محافظة الأنبار، بعضها داخل المحافظة نفسها إلى المناطق الأكثر أمناً، وأخرى خارج المحافظة باتجاه بغداد أو قضاء عين تمر التابع لمحافظة كربلاء والمحاذي للمحافظة».