لأن العالم يتغير مع تطور التقنيات، لم يعد مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي من راغبي شراء المركبات، صغيرة كانت أو كبيرة، في حاجة إلى الذهاب لوكالات السيارات، أو تكبد عناء الدوران في ساحات عرض المركبات المستعملة، والتعرض إلى التلوث الهوائي والضوضائي فيها، بعد أن أصبح البحث عن مركبة أمراً يسيراً بفضل «أكشاك» بيع المركبات المستخدمة عبر «تويتر» و«آنستغرام»، وأمراً متاحاً في أي وقت ومن أي مكان، بعد دخول «الشريطية الإلكترونيين» إلى العمل داخل الفضاء الحر. فبعد ما كان البحث عن مركبة «مستخدمة» يتطلب زيارة الأماكن المخصصة لبيعها خلال الفترة بين صلاة العصر وقرب سماع آذان العشاء، في مختلف المدن السعودية، أصبح التواصل مع «الشريطية الإلكترونيين» أمراً متاحاً عبر «تويتر»، وذلك بعد انتشار حسابات «بيع المستعمل» من المركبات ما صغر منها وما كبر في «تويتر»، الأمر الذي يجعل الوصول إلى «الشريطي» يسيراً، وذلك بمجرد البحث في محرك البحث «التويتري» عن مسمى المركبة المرغوب في شرائها، أو كتابة كلمات دلالية عن السوق المستعملة، أو ال «حراج»... بما ييسر للمستخدم الوصول إلى «الكشك» الذي يعرض من خلاله المسوق ما لديه من مركبات. وفيما على شريطية الأرض شرح مواصفات السيارة، يتميز زملاؤهم الإلكترونيون بتقديم كل المعلومات عنها دفعة واحدة إلى المهتم، عبر عرضهم صورها ومعلومات تفصيلية عنها، من عدد الكيلومترات إلى حالها العامة... فضلاً عن رقم التواصل مع المالك، بما يمكّن الزبون الكامن من الاطلاع على التفاصيل من دون عناء التحرك من مكانه... ويكون «الشريطي الإلكتروني» بذلك أقرب إلى «السمسار» منه إلى التاجر. ويعمد عدد من «الشريطية الإلكترونيين» إلى التسويق لصدقيتهم في العرض والبيع بنشر محادثات جرت عبر «واتساب»، عادة ما تشيد بالسلع المنتقاة والمعروضة لديهم، من زبائن إلكترونيين، يعبّرون عن فرحتهم بما وصلهم من معروضات. بندر العدواني تكبّد عناء الرحلة من مدينة الطائف، (غرب السعودية)، إلى إحدى مناطق الشطر الشرقي من المملكة، بعد أن قرر شراء مركبة اطلع على مواصفاتها عبر أحد حسابات تسويق المركبات في «تويتر». قطع مسافة طويلة لشراء السيارة بعد إجراء الفحص النهائي عليها إثر الاتفاق مع مالكها على السعر، واستماعه إلى المواصفات. لكن رحلته لم تحمل الاكتفاء، بل الخيبة. يقول: «قبل شهرين كنت أبحث عن مركبة مستعملة ذات موديل حديث، لتغيير مركبتي، وكانت حسابات التسويق للمركبات عبر تويتر ملجأ لي للبحث عن المركبة الجديدة... وبعد بحث طويل، اعتقدت أني وجدت المركبة المناسبة في مدينة الدمام، تواصلت مع مالكها عبر الهاتف، وفي ضوء ما سمعت منه، بدا لي أن فيها مميزات كثيرة، فقررت السفر إليها لإلقاء النظرة الأخيرة قبل تسليم النقود، إلا أن عيوباً عدة لم يكشفها المالك حالت دون إتمام الشراء». تجربة فهد العتيبي معاكسة لتجربة العدواني، إذ إنه وُفّق في الشراء من خلال الحسابات التويترية التي وفرت عليه عناء البحث «الميداني»، يقول: «على رغم عدم وجود ثقة كبيرة بمثل هذه الحسابات، إلا أنها وفّرت عليّ عناء البحث في معارض المركبات المستخدمة، بعد أن وجدت مبتغاي في المركبة التي أردت اقتناءها في مدينتي، الأمر الذي سهل لي مقابلة المالك، وشراءها منه بعد فحصها». ويتساءل العتيبي عن وجود متابعة لمثل هؤلاء «الشريطية الإلكترونيين»، ومراقبة من الجهات المختصة لما يعرض لديهم من مركبات وسلع مستخدمة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل تنظيمي لهم. «الحياة» حاولت التواصل مع عدد من «الشريطية الإلكترونيين» الذين فضلوا عدم الحديث عن مهنتهم الإلكترونية، وطريقة إدارة مثل هذه الأسواق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.