وسّعت الحكومة المصرية من دائرة مواجهتها لجماعة «الإخوان المسلمين» بالتصعيد تجاه أذرعها في الخارج، فبعد أيام قليلة من إعلان الحكومة الجماعة «تنظيماً إرهابياً»، وتوزيع القرار على الدول العربية الموقعة على اتفاقية الإرهاب لتطبيقه، خرج وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم ليتهم حركة «حماس» الفلسطينية بشكل رسمي بدعم مسلحين نفذوا عمليات إرهابية في داخل مصر. وتزامنت تصريحات الوزير أيضاً مع تحديد يوم 28 الشهر الجاري لانطلاق محاكمة عدد من رموز «حماس» و «حزب الله» و «الإخوان» على خلفية قضية «اقتحام السجون» خلال الثورة عام 2011، كما أنها جاءت بعد تصريحات متكررة للناطق باسم الجيش أكد فيها تورط «جماعة عنف» في قطاع غزة بعلاقات مع مسلحين في شبه جزيرة سيناء، من دون أن يذكر «حماس» بالاسم. لكن الوزير إبراهيم لجأ هذه المرة، خلال مؤتمره الصحافي الأخير، إلى تسمية القيادي في كتائب عز الدين القسام رائد العطار، إضافة إلى أيمن نوفل الذي كان ضمن الفارين من السجون المصرية عقب اقتحامها في كانون الثاني (يناير) العام 2011، واتهمهما مع آخرين من قيادات «حماس» بتقديم الدعم اللوجستي والتدريب العسكري لأعضاء في جماعة «الإخوان» عادوا إلى الأراضي المصرية ثم نفّذوا اعتداءات. كما ألمح الوزير إلى علاقة بين قادة «حماس» وجماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة -وذراعها «كتائب الفرقان»- والتي تبنت غالبية العمليات الإرهابية في مصر في الفترة الأخيرة. وقسّم إبراهيم متهمين تم القبض عليهم في الفترة الماضية إلى خليتين: الأولى ضمت ثلاثة أعضاء في «الإخوان» هم: عامر مسعد عبده عبدالحميد وأحمد السيد فيصل ياسين ومحمد أحمد عبد الله الشيخ وقال إن الأخيرين دخلا إلى قطاع غزة عبر الأنفاق بصحبة الفلسطيني وسام محمد محمود عويضة، خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وتلقوا تدريبات على استخدام السلاح هناك، قبل أن يعودوا إلى الأراضي المصرية، وينفذا جرائم قتل والشروع في قتل معارضين في محافظة الدقهلية (دلتا النيل). ولتعضيد رواية الوزير نشرت وزارة الداخلية فيديو تضمن اعترافات أعضاء «الإخوان» بتنفيذ تلك الجرائم، وبأنهم التقوا وزير داخلية حماس لدى وصولهم إلى غزة، وتلقوا تدريبات عسكرية على أيدي مسؤولين في القطاع. أما الخلية الثانية والتي اتهمها الوزير بالضلوع في تفجير مديرية أمن الدقهلية، فقد أشار إبراهيم إلى أن أحد المتهمين فيها يدعى يحيى وهو نجل القيادي الإخواني المنجي سعد حسين، وأنه واحد من المتهمين في هذا الاعتداء، إضافة إلى تورط الخلية في حوادث سطو مسلح واستهداف مكامن شرطة. ونشرت الوزارة أيضاً فيديو لنجل القيادي الإخواني ولمتهم آخر هو عادل محمود البيلي تضمن اعترافات بالانضمام إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» والضلوع في عدد من الجرائم.