كشفت القاهرة أمس النقاب عن منفذي الهجوم الذي استهدف قبل أسبوع مديرية أمن محافظة الدقهلية (دلتا النيل)، وأعلنت أن نجل قيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» شارك منفّذي الهجوم، كما اتهمت حركة «حماس» الفلسطينية بتقديم الدعم اللوجيستي لمسلحين. وشن وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، في مؤتمر صحافي عقده أمس، هجوماً عاصفاً على جماعة «الإخوان»، محمّلاً إياها مسؤولية حوادث العنف والإرهاب التي حصلت في البلاد خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد حوالى أسبوع من إعلان الحكومة «الإخوان تنظيماً إرهابياً». واتهم إبراهيم الجماعة ب «إشاعة الفوضى للإيحاء بعدم استقرار الأوضاع الأمنية»، موضحاً أنه تم ضبط العضو في «الإخوان» عامر مسعد عبده عبدالحميد (30 عاماً) وفي حوزته سلاح آلي وكمية من الذخيرة، وأنه اعترف بتسلله عبر الأنفاق إلى قطاع غزة ومعه العضوان في الجماعة أحمد السيد فيصل ياسين ومحمد أحمد عبدالله الشيخ والفلسطيني وسام محمد محمود عويضة، حيث تم تلقيهم تدريبات عسكرية في غزة على استخدام الأسلحة النارية، كما اعترف بارتكاب عدد من حوادث العنف والشروع في قتل معارضين ل «الإخوان». ولفت الوزير المصري إلى أن الجماعة منذ الفترة اللاحقة على «ثورة يناير» 2011، بخاصة خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، «وسّعت قاعدة التقارب مع الفصائل المُتشددة لاستخدامها في تنفيذ مخططاتها العدائية». وفي ما يرسّخ احتدام التوتر بين القاهرة وحركة «حماس» الفلسطينية، اتهم إبراهيم الحركة المسيطرة على قطاع غزة بدعم مسلحين ينشطون في مصر، موضحاً أن جماعة «الإخوان» فتحت قنوات تواصل لعدد من كوادرها مع قيادات «حماس»، ومنهم أيمن نوفل ورائد العطار، وأن قيادات الحركة الفلسطينية قدموا لكوادر «الإخوان» مُختلف أوجه الدعم اللوجيستي من خلال استضافتهم في غزة وتلقينهم قواعد الأمن وتدريبهم على مختلف الأسلحة في معسكرات كتائب القسام، إضافة إلى التباحث معهم في بعض المسائل المتعلقة بالتكنولوجيا العسكرية وأبرزها ابتكار جهازين للتشويش على عمل الطائرات، وضبط عملية توجيه صواريخ القسّام، وتطوير عمل أجهزة فك الشفرة، ووضع منظومة لمراقبة الطائرات باستخدام الحاسب الآلي، وتدبير عدد من طائرات الخفّاش الطائر، وكمية كبيرة من حمض النتريك، مشيراً إلى أنه «استتبع ذلك الإعلان عما يسمى جماعة أنصار بيت المقدس التي تولى قيادتها الهارب توفيق محمد فريج زيادة وجناحها تنظيم «كتائب الفرقان» الذي يتزعمه الهارب محمد أحمد نصر، حيث تورط التنظيمان في عدد من الحوادث الإرهابية في مقدمها محاولة اغتيال وزير الداخلية في آب (أغسطس) الماضي». وكشف إبراهيم أمس عن منفذي هذه المحاولة التي استهدفته وهم: هشام علي عشماوي سعد وعماد الدين أحمد محمود عبدالحميد، إضافة إلى الانتحاري منفّذ الهجوم وليد محمد محمد بدر. كما كشف الوزير المصري عن منفذي عملية اغتيال الضابط في جهاز الأمن الوطني المقدم محمد مبروك وهم: سعيد الشحات محمد عبدالله الذي توفي إثر تفجير نفسه باستخدام حزام ناسف لدى استهدافه في حي المرج، والهاربان سمير عبدالحكيم إبراهيم ويحمل اسماً حركياً (شادي)، وفهمي عبدالرؤوف محمد فهمي ويحمل اسماً حركياً (هاني)، إضافة إلى المتهمين المضبوطين: محمد فتحي الشاذلي، وأحمد محمود عبدالرحيم فراج، وأحمد عزت شعبان. كما كشف إبراهيم، خلال المؤتمر الصحافي، أسماء المتهمين بالضلوع في الهجوم الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية في المنصورة (دلتا النيل) مطلع الأسبوع الماضي والذي راح ضحيته 16 شخصاً غالبيتهم من رجال الشرطة، مشيراً إلى أن بين المتهمين نجل القيادي في جماعة «الإخوان» المنجي سعد حسين مصطفى الزواوي الذي شارك في عملية رصد مبنى مديرية الأمن. ونشرت الداخلية فيديو له يدلي فيه باعترافات تفصيلية عن منفذي الاعتداء، حيث قام باستقبال توفيق محمد فريج زيادة والعنصر الانتحاري إمام مرعي إمام محفوظ والسيارة ربع النقل التي نفّذت التفجير. وأشار الوزير أيضاً إلى ضلوع المتهم الهارب أحمد محمد سيد عبدالعزيز السجيني في الحادث. كما أعلن ضبط عادل محمود البيلي سالم وأحمد محمد عبدالحليم السيد بدوي والذي عثر في مسكنه على معمل مُجهز لتصنيع المُتفجرات وسلاح آلي وقاذف آر بي جي مصنّع محلياً، مشيراً إلى أن الموقوفين نفذوا سلسة من الاعتداءات على مكامن الشرطة وسطوا بالسلاح على متجر مصوغات يملكه قبطي. واستغل الوزير المؤتمر الصحافي في دعوة المصريين إلى الاحتشاد أمام صناديق الاقتراع في الاستفتاء على الدستور المقرر له في الداخل منتصف الشهر المقبل، متعهداً «بذل كل الجهود لتوفير أقصى درجات الأمان في ذلك اليوم»، كما وعد ب «ضرب أوكار الإرهاب بيد من حديد».