اتهمت القاهرة أمس حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، بتقديم الدعم لمسلحين نفذوا عمليات إرهابية في داخل مصر، وكشفت النقاب عن ملابسات الاعتداء على مديرية أمن محافظة الدقهلية (دلتا النيل) والذي شارك في تنفيذه نجل قيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، وفق اعترافاته. وجاء ذلك في وقت حددت السلطات القضائية 28 كانون الثاني (يناير) الجاري لانطلاق أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة «الإخوان»، منهم المرشد محمد بديع ونائبه محمود عزت والداعية يوسف القرضاوي، وعشرات من أعضاء في حركة «حماس» و «حزب الله» اللبناني، في القضية المعروفة إعلامياً ب «اقتحام السجون» خلال «ثورة يناير» 2011. وكان لافتاً تزامن هذا التاريخ مع الذكرى الثالثة لما سمي «جمعة الغضب» التي انطلقت معها شرارة الثورة ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتخللها في المساء انطلاق موجة من الهجمات على السجون، وفرار مرسي وعدد من زملائه من سجن وادي النطرون. وكشف وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، في مؤتمر صحافي عقده أمس، ضبط عدد من أعضاء «الإخوان» من ضمن موقوفين على ذمة قضايا إرهاب، واتهم حركة «حماس» في قطاع غزة بدعم مسلحين قاموا بعمليات داخل مصر. وقال إن الحركة الإسلامية الفلسطينية قدمت لكوادر في «الإخوان» دعماً لوجيستياً ودربتهم على مختلف أنواع الأسلحة في معسكرات ل «كتائب القسام»، ملمحاً إلى ارتباط جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي تبنت غالبية العمليات الإرهابية التي جرت في البلاد منذ عزل مرسي في صيف العام الماضي، بحركة «حماس». وكشف إبراهيم في المؤتمر الصحافي هوية الضالعين في الهجوم الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية في المنصورة (دلتا النيل) مطلع الأسبوع الماضي والذي راح ضحيته 16 شخصاً غالبيتهم من رجال الشرطة، وقال إن من بينهم نجل قيادي في «الإخوان» شارك في عملية رصد مبنى مديرية الأمن وإيواء منفذي الاعتداء. في غضون ذلك، سقط قتيلان في اشتباكات بين أنصار «الإخوان المسلمين»، من جهة، وقوات الشرطة، من جهة أخرى، في مناطق متفرقة من محافظة الإسكندرية (شمال) مساء أول من أمس، في وقت دعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إلى تظاهرات جديدة اليوم وأثناء جلسة محاكمة مرسي يوم الأربعاء المقبل في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2012، وذلك خلال توليه الحكم (وهي قضية مختلفة عن قضية اتهامه بالفرار من السجن). وشهدت الجامعات المصرية أمس هدوءاً عدا اشتباكات محدودة شهدتها جامعة الزقازيق في محافظة الشرقية بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم، وتدخلت قوات الشرطة لفضها باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.