اعتبرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أن التوقّعات عن المحاصيل لهذه السنة، قياساً إلى معدلات سقوط الأمطار التي جاءت دون المتوسط، فضلاً عن استمرار النزاعات والتشرد السكاني، «تشكِّل عوامل تُفاقم وضع الأمن الغذائي المُزعزع في منطقة القرن الإفريقي». ورجّحت أن «يرتفع عدد السكان المعتمدين على المعونة في الإقليم، ويبلغ حالياً 20 مليون نسمة، مع انقضاء الوقت خلال موسم الجوع، تحديداً في صفوف المُزارعين الحَدّيين والرعاة، وسكان المناطق الحَضَرية من ذوي الدخل المتدني». وأشارت «فاو» إلى ظاهرة مُستَجَدة تتمثل بتيار «النينيو» البحري الدافئ فوق السطح البحري، الذي يستتبع عادة بهطول غزير قبيل انتهاء سنة الموسم الزراعي، كما يمكن أن تزيد الأوضاع سوءاً على سوء، لما يترتّب عليها من سيولٍ وفيضانات وانهياراتٍ طينية، ودمارٍ للمحاصيل في الحقول ومستودعات خزن الغذاء، وكذلك من خسائر في قُطعان الماشية فضلاً عن إلحاق الأضرار بالبُنَية التحتية والمساكن». ولاحظت أن أسعار الذرة الصفراء «ظلّت مرتفعة على المستوى ذاته قبل سنتين، على رغم اتجاهها إلى الانخفاض منذ مطلع هذه السنة». ولم تستبعد المنظمة استناداً إلى ضعف القوة الشرائية للأسر الزراعية، أن «تتدهور حال الأمن الغذائي أكثر فأكثر». وفي حال الرُعاة تحديداً، «تفاقم قِلّة المراعي المُتاحة أوضاع الماشية وتُقلِّص فُرص التسويق، ما يقوِّض بالتالي مستويات الدخل وقدرات الحصول على الغذاء». ولفتت إلى أن «معدلات تكاثر القطعان عانت نتيجة رداءة مواسم الأمطار المتعاقبة منذ العام 2007، فيما زادت الصعوبات في وجه محاولات تحسين سُبل المعيشة المُعتمدة كليّاً على القطاع الحيواني، فضلاً عن تفاقم وضع انعدام الأمن الغذائي عموماً في الأجل الطويل». وأشارت «فاو» إلى تقديرات ترجح أن يواجه أكثر من مليون شخص في أوغندا أمناً غذائياً مُزعزعاً، مع احتمال تفاقمه مع مرور الوقت خلال موسم الجوع إلى حين حلول منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأظهرت توقّعات أن إنتاج المحصول لمواسم هذه السنة، المستكملة مطلع آب (أغسطس)، كانت أدنى بكثير من متوسط المستويات السائدة سابقاً، في ما يمثّل رابع حصادٍ رديء على التوالي. وفي كينيا، لم تستبعد المنظمة أن يؤدي الأداء الرديء لما يُعرف باسم محصول ذرة «موسم الأمطار الطويل» لهذه السنة، مقروناً بنفاد مخزون الحبوب الوطنية وحظر الصادرات من البُلدان المجاورة، فضلاً عن استمرار الارتفاع في أسعار الحبوب، إلى تقويض قدرات الحصول على الغذاء في صفوف قطاعات واسعة من السكان. وقدّرت أن يصل محصول الذرة الصفراء، الذي يغطّي ما يصل إلى 80 في المئة من الإنتاج السنوي، إلى 1.84 مليون طنّ، أي ما هو دون المستويات الاعتيادية بنسبة 28 في المئة. كما أدّى النزوح الإجباري بحثاً عن إمدادات المياه والمراعي المتناقِصة، إلى تفاقُم حال الإنتاج الحيواني ورعي القطعان، مع تزايُد تفشي الأمراض واشتداد النزاعات الناجمة حول الموارد المحدودة. أمّا في إثيوبيا، فتوقعت أن يكون إنتاج محصول ذرة «الِبلغ» الموسمي أدنى من المتوسط بفارقٍ كبير، بل يمكن أن ترتّب ندرة الأمطار خسائر محصول بحدود 75 في المئة في بعض المناطق الأشد تضرراً. وافترضت «فاو» أن يرفع فشلٍ جزئيّ لمحصول ذرة «الِبلغ»، عدد طالبي معونات طوارئ بحدود 1.3 مليون شخص ليبلغ 6.2 مليون». وحذّرت من أن فُرص محصول موسم أمطار «الكِرمِت» الرئيس في إرتيريا، لا يبعث إلى التفاؤل». وأفادت وحدة المنظمة المتخصصة بتحليل أوضاع الأمن الغذائي والتغذية، بأن الصومال «يواجه أسوأ أزمةٍ إنسانية منذ 18 سنة، إذ يحتاج نصف مجموع سكانه، أي 3.6 مليون شخص، إلى مساعدات سريعة لإنقاذ حياتهم وسُبل معيشتهم. ويندرج تحت هذا الرقم نحو 1.4 مليون شخص من سكان الريف المتضررين من جرّاء الجفاف الحادّ، ونحو 650 ألفاً يعانون وطأة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الضرورية، و1.3 مليون من المشرَّدين النازحين داخلياً نتيجة القتال والنزاعات».