أكتب في آخر لحظات 2013.. وأنت تقرأ في أول أيام 2014.. نحن الآن ننتمي إلى عالمين وزمنين مختلفين حتى وإن كان الفاصل بينهما لحظات قليلة ودقات ساعة في ليلة باردة! لا أود الكتابة عن حصاد عام 2013، لأنني أجده أشبه بحصاد 2012 و11 و10 وغيرها من الأعوام.. الأحداث نفسها، والوقائع مع اختلاف الأسماء والتواريخ.. اختلاف في أسماء مواليد وراحلين، أبطال ومتوجين، ضحايا وظالمين.. الأمم لا تصنع تاريخها في عام أو عامين، وإنما في عقود وقرون، وتاريخنا وفق هذا المعيار «كان» ولم «يصبح» بعد! قافلة البشرية تدور، تنقلنا من عام إلى آخر، ونحن مازلنا مفعولاً بنا.. عام فوق وعام تحت، نتدحرج فاقدي السيطرة، وكأننا نعيش داخل الكرة الأرضية لا فوق سطحها! وأجدنا -أفراداً- من عام إلى آخر نذهب من سيئ إلى أسوأ على صعيد رصيدنا الإنساني بصفتنا بشراً، نفتقد الموضوعية والشفافية والصدقية.. كلمات فقدت حقاً معانيها، أرصدة إنسانية باتت مرتبطة أكثر بالأرصدة المصرفية وسوق التعاملات المالية.. وصارت أعداد من يؤمنون بها ويتبنونها تتناقص من عام لآخر، إلى درجة تهدد ب«انقراضهم» بين ما نسميهم بشراً! معايير غيابها جعلنا نرى الأمر باللون الذي نريد.. فالأسود قد يكون عند البعض أبيض، وفي أعين آخرين أزرق أو أحمر أو حتى «فوشيا»! دول ننعت أيامها بالربيع بينما تعيش هي أقسى أيام خريفها! حصادنا الرياضي مازال هزيلاً، بل هو هزل عربي لا يتناسب مع غبار الضجة التي يثيرها، ولا المبالغ التي ينفقها ويتكبدها دونما رؤية واضحة.. ليس جديداً القول إن «غول» كرة القدم يأكل الأخضر واليابس من حصة الرياضة العربية من دون أن يسجل «جول» يدفعنا ويرفعنا! وليس جديداً القول إن الرياضة صارت بالنسبة إلينا مجرد مقهى و«شيشة» وتعصباً محلياً، وتشجيعاً عالمياً للمان والريال والبرسا والبلوز.. فأصبح واجباً على وزارات الصحة العربية المطالبة بضم حصة من ميزانيات وزارت الرياضة إليها للإنفاق على معالجة الآثار المترتبة على تقاعس معالي وزراء الرياضة العرب الذين غرقوا في روتين اللوائح وخلافات الاتحادات ومخالفات مجالس إدارات الأندية، لتصبح رياضتنا أوراقاً وأختاماً حكومية، لا ملاعب وممارسة حقيقية للمواطن لحقه في حصة رياضية! سألت نفسي بماذا يمكن أن أحلم حقاً في 2014؟! بخلاف أحلام المال والعيال والصحة والعافية.. أحلم وأتمنى أن يمنحني الله صبراً وقدرةً على التعامل مع أصحاب المعايير المزدوجة والوجوه المتلونة.. أحلم بأن نعيش ربيعاً حقيقياً يحترم الإنسان وحقوقه وكرامته.. أحلم بأن يضع كل منا حلماً إضافياً إلى جانب أحلامه الخاصة، وهو ألا يهرب منه يوم من أيام 2014 من دون أن يمنح السعادة لإنسان واحد على الأقل ممن يقابلهم، راسماً البسمة على شفاهه. أترونها حقاً أحلاماً وأمنيات صعبة التحقق؟! أصارحكم القول عندما أمعن التأمل والتفكير فيها، أجد أن إمكان تحقق حلم رياضي مثلاً كفوز الجزائر بكأس العالم 2014 بالبرازيل، سيكون أسهلها! لكن لا بأس، فلنحاول.. وكل عام وأنتم سعداء بخير. [email protected]