أنزل من سيارتي لحضور مؤتمر صحافي لإحدى العلامات البارزة في الكرة الإسبانية وناديها الملكي ريال مدريد فرناندو هيرو، فأجد فينوس ويليامز تنزل من السيارة التي أمامي! أدخل مبنى أسباير، فأصطدم بالعجوزين بطلي كأس العالم 2006 وأمم أوروبا 2008 الإيطالي مارسيلو ليبي والإسباني أرجونيس! أتجول بحثاً عن صديق، فإذا بي أعثر على الأسطورة الأولمبية الحية ناديا كومانشي! أتوجه إلى مبنى التلفزيون للمشاركة في برنامج تلفزيوني، فأجد رئيس الأساطير برشلونة ساندرو روسيل سبقني إليه! أذهب عصراً لالتقاط الأنفاس في حي كتارا الزاخر بالمطاعم والمقاهي الممتدة على الشاطئ، فيفاجأني رونالدو بوجوده هناك! ولم يكن ينقصني إلا هذا! أدخل دورة المياه، فأجد الأسطورة كار لويس يقف إلى جواري! في ليلة تذهب على ملعب الريان لتشاهد منتخب مصر يلعب مع البرازيل، وفي الليلة التالية تذهب الى ملعب كرة السلة بأكاديمية «إسباير» لتستمتع باستعراض فريق هارلم القادم من عالم الأحلام. كل هذا الزخم الذي تزخر به الدوحة، وإلى أين تذهب قطر؟ بصراحة لقد أصبحت اليوم في واد، وبقية العرب في واد آخر. لم تعد المسألة مسألة دولة تملك المال والإمكانات، بل مسألة رؤية وقدرة على تحقيق الأحلام. أحلام كان يراها البعض أوهاماً، فإذا بها واقع ملموس تعيشه على الأرض. البناء يجري اليوم في كل بقعة في قطر. مؤسسات تعليمية ومنشآت سياحية وصروح رياضية، وهي التي كان يسخر منها البعض حتى عقدين مضيا من الزمان، ويختصرونها في «شيراتون الدوحة». كأس العالم 2022 أصبحت مشروعاً قومياً. مشروع كسر كل قواعد الجغرافيا. في إحدى ندوات مؤتمر «إسباير فور سبورت» صفقت مرتين للأمين العام لملف قطر 2022 حسن الذوادي، الأولى عندما لم ينس أنه مونديال العرب، والثانية عندما أجاب على سؤال لصحافي بريطاني كان يخفي الخبث في كلماته عندما تساءل عن مستقبل كأس العالم 2022 في ظل ثورات الربيع العربي التي لم تختتم فصولها بعد والتهديدات التي تحول بالمنطقة إذا خرب الغرب إيران؟ فأجابه الذوادي بهدوء وهل سيتأثر أولمبياد 2012 بحريق لندن؟ التداعيات السياسية كالكوارث الطبيعية والأزمات الحالية تأتي وتروح، وستبقى قطر حاضنة لمونديال العرب 2022. وكما تردد جماهير ليفربول أغنيتها الشهيرة: «لن تمشي وحيداً أبداً»، فإن قطر أيضاً لن تسير وحيدة أبداًًَ، فمونديال 2022 مونديال كل العرب. [email protected]