السعوديون راضون عن نقطة بانكوك... ونقطة في اليد خير من ثلاث في يد تايلاند! والقطريون ما أغلى انتصارهم في جاكرتا... وهم الذين ذاقوا مرارة الهزيمة أمام الهند! أما الإماراتيون، فهاهم يكتبون تاريخاً «أبيضاً» خال من النقاط! مصر الغائبة عن نهائيات أمم أفريقيا المقبلة تستعيد الثقة في ختام التصفيات بالفوز على من؟... النيجر المتأهلة! وتونس تعبر إلى نهائيات ليس من الباب الضيق، وإنما من ثقب في الباب الضيق!.. ثقب أوجده هدف سجله تشاد في مرمى مالاوي في الدقيقة 90، فعاد التأهل الضائع إلى تونس في الوقت الضائع! تلك المحطات على شريط موجز أحداث شهر أكتوبر الجاري، تفتح الباب الواسع أمام تساؤل جدلي يحمل بعداً نسبياً! ترى هل تخلفنا نحن؟... أم تقدموا هم؟ الحقيقة... أننا لم نكن يوماً أسياد العالم في كرة القدم، ولا في الرياضة عموماً، وعلى ما يبدو لن نكون، طالما تحول هدفنا من نشوة حلم الوصول لمرتبة أوروبا وأميركا الجنوبية، إلى معاناة كابوس الهروب من براثن اندونيسيا وتايلاند والهند وبتسوانا والنيجر! الخليجيون، وحتى قبل أن يعرفوا عصر زاغالو وألبرتو ولازاروني وريكارد ومارادونا، كانوا يذهبون إلى جاكرتا وبانكوك وكاوالالمبور للاستجمام والراحة... كان ذلك يشمل العائلات الخليجية اجتماعياً والأندية والمنتخبات كروياً... لكن اليوم، منعوا منتخباتنا من الحصول على التأشيرات السياحية! كذلك أهل شمال أفريقيا الذين اعتادوا رحلات السفاري في ربوع «القارة السمراء»، لم تعد عقدتهم في مثلث غانا ونيجيريا والكاميرون!.. فالمثلث تعددت رؤوسه، فأصبح مربعاً ثم مخمساً ومسدساً ومثمناً!... وسيطرة عرب أفريقيا على البطولة «السمراء» لدوري الأبطال، لا تعبر عن تفوقنا.. لأن نجوم القارة الحقيقيون مشغولون بخوض غمار دوري أبطال أوروبا!.. كما أن ثلاثية «الفراعنة» الاستثنائية لا يمكن أن تعبر عن التفوق المطلق لمنتخبات عرب أفريقيا... وبطولات كأس العالم الأخيرة في 2002 و2006 و2010 خير دليل... فبين كل خمس بطاقات أفريقية نجد حصة العرب بطاقة واحدة فقط! من المؤكد أن هناك من سيختلف معي في الطرح.. لكن لا أتصور أن هناك اختلاف على أهمية خبر حمله لنا أيضاً شهر أكتوبر.. وهو عودة نشاط الاتحاد العربي لكرة القدم إلى الملاعب بعد أن أقتصر خلال السنوات الأخيرة على قاعات الاجتماعات..! فبطولة دوري أبطال العرب ستعود بعد طول غياب، وكذلك بطولة كأس العرب للمنتخبات... بعد أن وقع الاتحاد العربي مع شركة «وورلد سبورت غروب» عقد رعاية للمسابقتين بقيمة 44 مليون دولار كحد أدنى... في حين قال لي الصديق بيار كاخيا رئيس الشركة في غرب آسيا أن هذا المبلغ سيصل إلى 60 مليون دولار. ومبلغ الرعاية ضخم مقارنة بالعشرين مليون ريال التي رعت بها شبكة ART بطولة دوري أبطال العرب في مواسمها الأولى.. ومع زيادة مبلغ الرعاية، فهناك طفرة أيضاً في أهداف المسابقات... بحيث أنها لن تتقاطع مع بطولتي دوري أبطال أفريقيا وآسيا كما كان يحدث من قبل... فالبطولة في حلتها الجديدة سيكون لها موعد ثابت في كل عام... البداية في نوفمبر، والنهائي في فبراير.. إضافة على أن بطولتي كأس العرب ستراعي ظروف المنتخبات العربية أيضاً، فالبطولة الأولى المقبلة ستقام في النصف الأول من شهر يونيو المقبل في السعودية، أي قبل أنطلاق الأدوار الحاسمة في تصفيات كأس العالم، بحيث تكون المحطة الأخيرة في استعداد المنتخبات المشاركة.. لكن تبقى المسألة أكبر وأعقد بكثير من مجرد عودة نشاط. وكما قالوا: «سلحفاة في الطريق الصحيح، تسبق ثعلباً في الطريق الخطأ»! لكن ترى ماذا ستفعل «سلحفاتنا» العربية إذا كانت الثعالب تسير في الطريق الصحيح! [email protected]