قتل جنديان يمنيان أمس في مدينة المكلا التابعة لمحافظة حضرموت(شرق) برصاص مسلحين شاركوا في تظاهرة احتجاجية ل «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن شمال البلاد، في وقت تجددت الهجمات القبلية على خطوط الطاقة الرئيسية بالتزامن مع استئناف الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني العالق عند نهايته منذ ثلاثة أشهر. وقال شهود في مدينة المكلا ل «الحياة»، إن مسلحين تابعين ل «الحراك الجنوبي» كانوا ضمن تظاهرة خرجت للتنديد بمقتل مدنيين من عناصر «الحراك» في محافظة الضالع الجمعة الماضية قاموا بإطلاق النار على جنديين يحرسان مبنى المؤسسة الاقتصادية ما أدى إلى مقتلهما». إلى ذلك تجددت الهجمات القبلية أمس على خطوط الطاقة الرئيسية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء ومدن أخرى، وقالت السلطات إن الهجوم وقع في منطقة نهم القبلية «ونفذه شخص يدعى راجي محمد ناجي شميلة، ما تسبب في خروج المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية عن الخدمة بما فيها محطة مأرب العاملة بالغاز». وتعرضت المصالح الحيوية في اليمن لهجمات متكررة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ما كبد خزينة الدولة بلايين الدولارات جراء عمليات الإصلاح المستمرة لشبكات الكهرباء والإنترنت وأنابيب تصدير النفط الخام. في غضون ذلك، قضت أمس محكمة في صنعاء متخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، بإعدام عنصر من تنظيم «القاعدة» شارك في الهجوم على مقر المخابرات في مدينة عدن في تموز (يوليو)2011، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 20 جندياً وإصابة 10 آخرين وإحراق المبنى. كما قضت المحكمة نفسها بحبس تسعة آخرين مُدداً تراوحت بين عامين و10 أعوام، بعدما أدانتهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس عبدربه منصور هادي، والاشتراك في «عصابة مسلحة ومنظمة لتنظيم القاعدة للقيام بأعمال إجرامية تستهدف رجال السلطة العامة والأجانب، وإعداد العدة اللازمة لذلك الغرض من الأسلحة والمتفجرات ووسائل اتصال معرضين بذلك أمن وسلامة الوطن واستقراره للخطر». وجاء في قرار الاتهام الذي كانت وجهته النيابة بحق ستة منهم أنهم قاموا «بوضع عبوة ناسفة في الخط الرئيسي بشارع الستين الذي يمر منه رئيس الجمهورية بموكبه بشكل مستمر عند ذهابه لمزاولة عمله في القصر الرئاسي لتفجيرها عند وصول الموكب عبر الاتصال برقم الهاتف الموصل بالعبوة الناسفة، قاصدين بذلك النيل من حياة رئيس الجمهورية ومرافقيه». وكانت السلطات اليمنية أعلنت في أيار (مايو) الماضي أن قوات الأمن فككت عبوة ناسفة عثر عليها قرب جسر بالقرب من منزل هادي تحتوي على نحو سبعة كيلوغرامات من المواد المتفجرة، إضافة إلى جهاز توقيت. على صعيد آخر، استأنف مؤتمر الحوار الوطني العالق عند نهايته منذ ثلاثة أشهر أمس، أعمال جلسته الختامية، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق الحلول والضمانات الخاص ب «القضية الجنوبية» الذي ظل عائقاً أمام انتهاء المؤتمر في ظل الخلافات حول عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المرتقبة. ودان أعضاء الحوار حادثة مقتل المدنيين في محافظة الضالع جنوب البلاد بقذيفة للجيش، كما شرعوا في استعراض الموجهات الدستورية التي أقرها فريق «بناء الدولة» تمهيداً لسماع الملاحظات عليها قبل طرحها للتصويت النهائي، في حين يتوقع أن يثير الاتفاق الخاص ب «القضية الجنوبية» الذي كان توصل إليه فريق مصغر بدعم من الأممالمتحدة وبإشراف الرئيس هادي، الخلاف مجدداً داخل الجلسة الختامية للحوار في ظل تحفظ كثير من الأطراف عليه أو على بعض بنوده.