استمر التوتر في بعض المناطق الجنوبية من البلاد بعد يومين من تنفيذ ما صارت تعرف ب"الهبة الشعبية" في هذه المناطق، حيث قطع محتجون الطرقات في بعض مناطق عدن، ورفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة على بعض المباني والمؤسسات الحكومية، بينها فرع نقابة الصحفيين اليمنيين في منطقة التواهي، كما واصل المحتجون، وغالبيتهم من الحراك، هجومهم على قوات الأمن. وفي منطقة سيئون بمحافظة حضرموت منعت قوات الأمن بالتعاون مع رجال القبائل، العشرات من المحتجين من اقتحام مبنى إذاعة سيئون لإذاعة ما سموه "بيان الاستقلال". وبلغت حصيلة المواجهات والاضطرابات التي شهدتها المناطق الجنوبية خلال الأيام الأولى للهبة الشعبية، ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحا في كل من عدنوحضرموت ولحج، إضافة لمقتل 3 جنود وجرح آخرين بهجوم على نقطة تفتيش للجيش في حضرموت. إلى ذلك، التقى الرئيس عبدربه منصور هادي أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، بحضور مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، لمناقشة ترتيبات عقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار، والمتوقع عقدها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. وجاء اللقاء بعد ساعات من تقديم بنعمر رؤية توفيقية لشكل مستقبل الدولة، والتي تتكون من عدة أقاليم، على أن يسبق ذلك ترتيبات بتشكيل لجنة دستورية خاصة تعد دستور الدولة الجديدة والاستفتاء عليه بعد مدة تحددها اللجنة.ولم يسجل أي حزب اعتراضاً حتى أمس على وثيقة بنعمر، والتي تأتي تتويجاً لمباحثات مطولة أجراها ممثلو الأحزاب السياسية المشاركة باللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية المعروفة بلجنة (8 + 8). وأكدت مصادر بالأمانة العامة لمؤتمر الحوار أنه من المقرر أن ينهي المؤتمر أعماله الخميس المقبل أو الثلاثين من الشهر الجاري كحد أقصى، على أن يتم التفرغ بعد ذلك لتشكيل اللجان التي ستعد لإشهار الدولة الجديدة التي تم الاتفاق على تسميها ب "جمهورية اليمن الاتحادية". واعتبرت المصادر أنه تم إنجاز 96% من مهام وأعمال مؤتمر الحوار ولم يتبق سوى بعض القضايا العالقة التى تم حسم معظمها خلال اجتماعات لجنة التوفيق التى جرت الأسبوع الماضي. على صعيد آخر، قدم تنظيم القاعدة اعتذاره عن الهجوم الدامي الذي استهدف في 5 ديسمبر الجاري مستشفى مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، ما أسفر عن مقتل 56 شخصا بينهم أطباء وممرضات من الفليبين وألمانيا وفيتنام والهند إضافة إلى عشرات اليمنيين. وأصدرت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الإرهاب حكما بالسجن ثلاث سنوات على عبدالله سعد غازي الريمي العضو بالقاعدة بعد إدانته بالضلوع في شن هجمات بعدن ومشاركته في "أعمال إرهابية" عام 2012 ضد ضباط وأفراد في القوات المسلحة وأجهزة الأمن، إضافة إلى المنشآت العسكرية والأمنية في صنعاء.