قتل جنديان يمنيان أمس في هجوم على سيارة للجيش في حضرموت (شرق) في وقت تشهد صنعاء استنفاراً أمنياً، إثر حصول السلطات على معلومات تفيد بوجود سيارات مفخخة في المدينة أعدها تنظيم «القاعدة» لمهاجمة أهداف حيوية، كما أعلن رسمياً الإفراج عن زوجين هولنديين كانا اختطفا في حزيران (يونيو) الماضي. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن «مسلحين يعتقد بأنهم من تنظيم القاعدة هاجموا سيارة تابعة للجيش أمس في منطقة مفرق بن عيفان في حضرموت، كانت توزع الغداء على النقاط العسكرية ما أدى إلى قتل جنديين وفرار المهاجمين». وجاء الهجوم غداة مقتل ثلاثة من عناصر «القاعدة» في حضرموت في غارة لطائرة أميركية من دون طيار، وبعد خمسة أيام من الهجوم الكبير على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء الذي أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 300 عسكري ومدني. وتشهد شوارع العاصمة إجراءات أمنية مشددة مع انتشار كثيف لحواجز التفتيش التي نصبتها وحدات الجيش والأمن، فيما أفاد مصدر أمني «الحياة» بأن «السلطات حصلت على معلومات عن وجود خمس سيارات مفخخة على الأقل جهزها تنظيم «القاعدة» لشن هجمات انتحارية على مواقع حيوية على نحو الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الدفاع الخميس الماضي». في غضون ذلك، أعلنت السلطات رسمياً في صنعاء الإفراج عن صحافية هولندية وزوجها بعد ستة أشهر من اختطافهما من قبل مسلحين مجهولين، وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» «إن الخاطفين أطلقوا الصحافية الهولندية جوديث سبيخل وزوجها بوديان برندسن قرب السفارة الهولندية في صنعاء، وأنهما بصحة جيدة». ولم يعرف إذا كان إطلاقهما جاء إثر صفقة مع الخاطفين أم لا. وذكرت المصادر الحكومية أن وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمدي «التقيا السفير الهولندي في صنعاء يورون بيرهل وبحثا معه في إجراءات الإفراج عن المختطفين الهولنديين وترتيب عودتهما سالمين إلى بلادهما». على صعيد، آخر تجددت أمس الهجمات القبلية على أنبوب تصدير النفط في محافظة مأرب (شرق صنعاء) وهو التفجير الثاني هذا الأسبوع، وقالت مصادر ل «الحياة» إن التفجير «حدث في منطقة حباب في مديرية صرواح بواسطة عبوة ناسفة وأدى إلى تسرب الخام إلى الصحراء، ما جعل السلطات تضطر إلى وقف ضخ النفط عبره». ويعيش اليمن منذ ثلاثة أعوام صراعاً وعملية انتقالية صاحبها انفلات واسع للأمن وتصاعد أنشطة تنظيم «القاعدة»، فيما يأمل اليمنيون والمجتمع الدولي بأن يتم الانتهاء من أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي طال أمده منذ انطلاقه في آذار(مارس) الماضي. ويدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقوى سياسية دولة اتحادية من خمسة أقاليم، ويتمسك «الحراك الجنوبي» بإقليمين شمالي وجنوبي ويؤيده الحزب الاشتراكي والحوثيون. وأكدت المصادر الحكومية «أن الفريق المصغر المنبثق من فريق «القضية الجنوبية» في مؤتمر الحوار الوطني استأنف مساء الاثنين اجتماعاته المخصصة لإيجاد الحلول والضمانات للقضية الجنوبية وبحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر.