أعلنت السلطات اليمنية أمس عن توقيف شحنة جديدة من الأسلحة التركية على متن سفينة بالقرب من جزيرة «زقر» في البحر الأحمر، في حين احتشد الآلاف من أنصار المعارضة الجنوبية في مدينة المكلا، جنوب شرقي اليمن، للتأكيد على مطالبهم بالانفصال، كما نفذوا عصياناً مدنياً في عدة مدن جنوبية. ويتزامن ذلك مع استمرار المشاورات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل للتوافق على مخرجات الجولة الأولى منه وإصدار البيان الختامي اليوم، في وقت أبدى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استياءه من تزايد مظاهر انفلات الأمن وتجدد الهجمات على خطوط الطاقة، واعتبرها «أعمالاً إجرامية» تهدف لإعاقة الحوار الوطني في البلاد. وأكد مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية اليمنية العليا أن قوات الجيش تمكنت أول من أمس من اعتراض سفينة محملة بشحنة جديدة من الأسلحة التركية قبالة جزيرة زقر اليمنية في البحر الأحمر بناء على معلومات استخبارية حصلت عليها من السلطات التركية. وقال المصدر اليمني، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) «إن الأسلحة المضبوطة كان من المخطط أن يتم إنزالها على متن قوارب صغيرة في عرض البحر لإيصالها إلى إحدى الجزر التابعة لأرخبيل حنيش ليتم بعد ذلك تهريبها على متن قوارب أخرى إلى الشواطئ اليمنية ومن ثم إلى وجهتها في الداخل». ولم يكشف المصدر عن محتويات شحنة السلاح أو الجهة المسؤولة عنها، واكتفى بالقول: «إن إجراءات التحقيق لا تزال مستمرة بخصوص السفينة وطاقمها، وستعلن نتائج التحقيقات للرأي العام حال استكمالها. وأكد المصدر المسؤول أن تعاوناً استخبارياً مع تركيا أدى إلى توقيف الشحنة وقال: «إن اللجنة الأمنية العليا وهي تشيد بالتعاون الأمني اليمني التركي الذي أفضى إلى التمكن من القبض على السفينة فإنها وفي ذات السياق تحذر كل من يحاول المساس بأمن الوطن وإقلاق السكينة العامة». وأوقفت السلطات اليمنية خلال الأشهر الأخيرة نحو أربع شحنات من الأسلحة التركية في مياهها الإقليمية في البحر الأحمر، تزيد في مجملها على 50 ألف مسدس، بعضها كاتم للصوت ومخصص للاغتيالات، بحسب المعلومات الحكومية. وتؤكد السلطات التركية أنه لا علاقة لها بهذه الشحنات، في حين يعتقد أن تجار سلاح يمنيين يعملون على إدخالها إلى البلاد تمهيداً لتهريبها عبر الحدود إلى دول الجوار. إلى ذلك عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس اجتماعاً مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني للتشاور في شأن القضايا الخلافية التي لم تتوافق في شأنها الأطراف المتحاورة لتضمينها في مخرجات الجولة الأولى من الحوار. وقال هادي: «نطمئن الجميع لن يتأثر الحوار مطلقاً، خصوصاً أنه يلقى الدعم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وأيضاً الأممي». ومن المتوقع أن تنعقد اليوم الجلسة الختامية لجولة الحوار الأولى، ويتم إصدار البيان الختامي بالقرارات والتوصيات التي توصل إليها المتحاورون منذ بدأ محادثاتهم في آذار (مارس). وأطلع الرئيس اليمني «هيئة رئاسة الحوار الوطني» على ما قالته وكالة الأنباء اليمنية في شأن المستجدات والتطورات الراهنة على مختلف الصعد. وقال: «إن الأعمال التخريبية التي تتم عن عمد سواء بالاعتداء على أنابيب النفط وإمدادات الكهرباء وغيرها من الأعمال الإرهابية والإخلالات بالأمن، هي أعمال إجرامية وجبانة يراد منها التأثير على الحوار ومجرياته». وكان مسلحون قبليون جددوا مساء أول من أمس، هجماتهم على خطوط نقل الطاقة الرئيسية، ونفذوا ثلاثة اعتداءات عليها في منطقة «نهم»، شرق صنعاء، ما أدى إلى انقطاع التيار عن العاصمة ومدن أخرى. على صعيد منفصل، شهدت مدن رئيسية في جنوب اليمن أم، عصياناً مدنياً نفذه ناشطو المعارضة الجنوبية «الحراك» المطالبين بالانفصال عن الشمال، وخلت المدن في عدن ولحج وأبين وحضرموت والضالع من الحركة حتى ظهر أمس، في ظل وجود استنفار أمني مكثف قبل أن تدب الحياة تدريجاً في الشوارع بعد الظهيرة. واحتشد الآلاف من مناصري «الحراك الجنوبي» في مدينة المكلا في محافظة حضرموت إحياء لذكرى هزيمة القوات الموالية لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، عقب تراجعه عن الوحدة مع الشمال وإعلانه الانفصال في 1994. وأكد المحتشدون الذين شاركوا في المهرجان تلبية لدعوة القيادي والحليف للبيض في الداخل، حسن باعوم، على تمسكهم بمطلب الانفصال واستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل 1990. ورفع المتظاهرون أعلام الدولة الجنوبية السابقة مرددين شعارات مناهضة للحوار الوطني الدائر في صنعاء بين القوى السياسية بمشاركة ممثلين عن فصائل في «الحراك الجنوبي» كانت وافقت على الانضمام إلى طاولة الحوار.