شهدت دولة الإمارات أحداثاً ثقافية وفنية لافتة، بعضها تميّز بمشاركة محلية، فيما نظمت معارض ضخمة ك «آرت دبي» و «آرت أبو ظبي»، واستُضيفت فرق موسيقية عالمية، إضافة إلى معارض تشكيل وفنون حديثة، وأعمال تحاكي تراث البلد. من الأحداث اللافتة في 2013، معرض لوحات «تعابير صامتة»، حيث بدت قضية الإتجار بالبشر أقرب من أي وقت مضى، إلى جمهور ربما كان يعرفها بالأرقام فقط. الاحتفالية كانت النسخة الثانية لمعرض يقدمه مركز «إيواء للنساء والأطفال»، وشمل 70 عملاً فنياً ل44 نزيلة ممن رمتهن الأقدار في براثن الإتجار بالبشر والعنف ضد النساء، ليصبحن ضحايا، أصغرهن فتيات في ال14 وأكبرهن نساء في الأربعين، ممن يقطنّ مراكز إيواء في أبو ظبي والشارقة ورأس الخيمة. تدفق الإماراتيون من محبي الفنون على المعرض، ومن معرض إلى آخر بدا طيف إنساني خاص يطل بثباتٍ وعلى غير استحياء لبلاد لا تَنسى الآخرين. حتى قضايا فلسطين التي بهت بريقها لفترة، عادت تطل في فعاليات عدة، كأمسية «زيتون فلسطين» التي أقامها اتحاد أدباء وكتّاب الإمارات. وحين حل زيتون فلسطين ضيفاً على مسرح أبو ظبي الوطني، كان الحضور الإماراتي بارزاً، فاحتفل أهلها بنيل فلسطين لقب دولة بصفة مراقب في الأممالمتحدة. قصر الحصن الحركة الفنية الثقافية في الإمارات لم تهدأ عام 2013، وشهدت تطوراً كبيراً في قطاعات ومبادرات عدة، كقرار تحويل اسم «هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة» إلى «هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة»، وكانت الغاية الأهم لهذا العام الترويج للسياحة والهوية ودعم اقتصاد البلاد من خلال الثقافة والفنون. من هنا، انطلقت احتفالات ومهرجانات ضخمة، وكان قصر الحصن عنوان تاريخ البلاد موضوع ترنيمة تلونت بالضوء تحكي قصة ماضٍ وحاضر ومستقبل، في عرض مدهش بعنوان «قصة حصن مجد وطن»، قدمه المخرج العالمي فرانكو دراغون في أبو ظبي بمناسبة مرور أكثر من 250 سنة على تأسيس القصر الذي يعتبر رمزاً لتاريخ البلاد. تنساب أنغام إلى مسمعك فيما تتذكر أن الموسيقى سيدة الفنون في الإمارات، وكان مهرجان أبو ظبي للموسيقى، فاحتفالاً بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه، قدم المهرجان مجموعة رائعة من البرامج الفنية والموسيقية لكوكبة لامعة من الفنانين والموسيقيين العالميين، في مجموعة استثنائية من العروض الفنية الراقية وأمسيات الباليه والجاز، ومعارض الفنون التشكيلية وغيرها من الفعاليات. كما استضاف مهرجان «يا سلام» على رمال شاطئ أبو ظبي، أبرز الفنانين العرب والأجانب كعمرو دياب وإليسا وحسين الجسمي، ولودا كريس وسيارا، وشمة حمدان، وشين كينغستون وجاي وورد. أضواء 2013 وفي دبي أيضاً، أقيمت أكبر احتفاليات موسيقى الميتال والجاز ونجوم الموسيقى العالميين على سواحل الإمارة، كالحدث الشهير «دبي روك فيستيفال» بمشاركة فرق عالمية، مثل Epica الفنلندية، وDark Tranquility السويدية، وNighmare الفرنسية، وMyrath التونسية، وفرقة Circle 11 الأميركية، وأسطورة الغيتار Yngwi Malmsteen، ناهيك عن Metallica، وGuns & Roses، وSlash، وMegadeth الأميركية، والنروجية Mayhem، والسويدية Grave. ولا ننسى مهرجان مسرح الشباب في دبي، مهرجان دبي للرقص، ومهرجانات التسوق، عروض الدراجات النارية، وفعاليات رياضية كبرى وأسبوع دبي للموسيقى، واحتفالات إكسبو 2020، ومهرجان دبي السينمائي العاشر المميز، الذي شهد مشاركة 174 فيلماً بحضور نجوم هوليوود مثل مارتن شين وكيت بلانشيت، وآخرين عرب مثل يسرا وأحمد بدير وحسن يوسف وسامي العدل وعبدالرحمن أبو زهرة وعزت العلايلي وغيرهم الكثير. وكما اعتادت دبي المفاجأة والإبهار، كان العرض الأكبر عالمياً الذي يجمع مشاهير السحر وألعاب الخفة السبعة «ذا إيلوجينيستس»، من أضخم عروض السنة العالمية بامتياز.