ثمة قول للمغني الرئيس في فرقة «آيرون مايدن» (Iron Maiden) بروس ديكنسون: «لو حكمت فرق الهيفي ميتال العالم، لكنا أفضل حالاً بكثير»، ولعله محق إذا نظرنا الى عدد متابعي هذا الفن اليوم، ممن يضحون بوقتهم وجهدهم ومالهم ليتمكنوا من حضور حفلة موسيقية لمغنٍ أو لفرقة ميتال. مرحباً بهذه الهيمنة الموسيقية الحديثة والوقوع في غرامها، أو على الأقل هذا ما يظنه عشاق ال «هيفي ميتال» الذين أتوا من مختلف أرجاء العالم لحضور الموسم الصاخب في دبي التي تستضيف دائماً أبرز الفرق العالمية. ويقول أحد المتابعين: «ثمة حفلات لفرق أسطورية، يجب أن تشاهدها لمرة في حياتك على الأقل، وحين تأتي الى دبي فهي فرصة لا تعوض، فالجمهور ليس حكراً على سكان الامارات، فهناك كثيرون ممن يستقلون الطائرات من دول عديدة باتجاه دبي». ويشير الموسيقي وكاتب الأغاني أحمد حافظ (28 سنة) الى زياراته المتكررة لدبي لحضور الحفلات الكبيرة، وعن أصدقائه الذين يتقاطرون من الخارج للغرض ذاته. ويضيف: «أذكر في حفلتي ميتاليكا وآيرون مايدن أن العديد ممن لم ألتقِهم منذ سنوات حضروا الى دبي، من سورية ولبنان وعمان ومصر والأردن». وكما توقع بروس ديكنسون، فإن لفرق الميتال المقدرة على لم الشمل بعد طول غياب وجعل المحبين يغنون على ليلٍ واحد: ليل الصخب في مدينة تتجه نحو الصخب كدبي. يأتي كثيرون الى حفلات الروك والهيفي ميتال التي تزخر بها دبي، لكن أكثر ما يسترعي الانتباه هو توافد عدد هائل من خارج الإمارات، من دول أبرزها الهند وعمان ولبنان وتركيا، والمغرب والجزائر وتونس، ناهيك بإيران والسعودية ومصر بطبيعة الحال، وتأتي الجنسيات الأوروبية في ذيل القائمة، كونها تحظى بهذه الموسيقى في بلادها، مما يجعل غالبية الحاضرين من الغربيين في حفلات الروك والميتال من المقيمين. ينظم الزوجان رودي حناوي وجورجينا إنزر منذ عام 2007 حفلات متوسطة وصغيرة لمحبي الميتال، ومن هنا ولد مهرجان «ميتال أسايلم» الذي بات يقام سنوياً، ويشمل العديد من الحفلات لفرق من حول العالم. وقد افتتح هذه السنة بفرق مثل «Marcel Coenen» من هولندا، إضافة إلى فرقتي» ethnic experimental» و «Acyl» من فرنسا، وفرقة «غروف ميتال» من الهند، التي ضجت بها «ذا ميوزيك روم» في دبي، بإيقاعات مميزة لجمهور ذي ذوق خاص. ومن وحي «ميتال أسايلم» يقيم هذان الزوجان حفلات كل شهرين لأشهر الفرق المحلية في البلاد، والتي ربما لا تشهد حضوراً من خارج الإمارات، لكنها تؤكد وجود جمهور يأبى إلا أن يستمع الى نوع خاص من الموسيقى أبعد ما يكون عن تلك التجارية المعتادة. ويقول حناوي: «يحضر حفلاتنا جمهور من مختلف الجنسيات، من أعمار تبدأ من 15 عاماً». دبي روك فيستيفال يحاول حناوي وإنزر المحافظة على وتيرة إقامة هذه الحفلات بإيقاعٍ منتظم على رغم كونهما مرتبطين بوظيفتيهما. ويوضح حناوي: «قد لا تكون أشهر الفرق العالمية ضيوفاً في حفلاتنا، لكننا نقدم اللون نفسه من الموسيقى مع فرق محلية وأخرى من الخارج، غالبيتها من شباب يحفرون طريقهم في عالم الروك والميتال، وهم جديرون بالمشاهدة، كما أن الجمهور المتشوق لهذا النوع من الموسيقى يحتاج إلى هذه الحفلات بين الحين والآخر». بينما تتعدد فرق الميتال المحلية في الإمارات، حيث أشهرها Nervecell و Coats of Arms، وNikotin وPoint of view، وObselion، وPerversion، وAnurzyzm، فإن الجماهير التي تأتي من خارج الإمارات تتجه عادة إلى الأسماء اللامعة في سماء الروك والميتال. وخلال «روك فيستيفال دبي» 2013 (DRF)- أكبر حدث موسيقي في الإمارات - تجاوزت أعداد الحضور50 ألفاً تزاحموا لمشاهدة Epica الفنلندية، وDark Tranquility السويدية، وNighmare الفرنسية، وMyrath التونسية، وفرقة Circle 11 circle الأميركية، وأسطورة الغيتار Yngwi Malmsteen. ويتوقع أن يكون الحضور مشابهاً خلال حفلات لاحقة ستقام نهاية السنة لفرقتي Europe و Lake of tears السويديتين، والعازف المكسيكي الكبير Carlos Santana. ويبلغ متوسط كلفة حضور هذه الحفلات إذ كان الزائر من خارج البلاد 1700 دولار ما بين التذاكر ومستلزمات السفر، والإقامة ليلتين أو ثلاثاً. وعلى رغم ارتفاع الاسعار، يبقى الإقبال على هذا النوع من الموسيقى لافتاً، إذ تجاوز هذه السنة عدد حضور حفلة Iron Maiden نحو 25 ألفاً، وفرقة Metallica الأميركية كذلك. وكذلك كان الحضور كثيفاً في حفلات فرق شهيرة أخرى مثل Guns & Roses ، و Slash، وMegadeth الأميركية، والنروجية Mayhem، والسويدية Grave.