آرت دبي المعرض الدوري الذي يقام في دبي ويستقطب العديد من قاعات العرض العالمية، أصبح عمره ست سنوات قياسا بعدد دوراته التي يكمل فيها السنة السابعة في مارس القادم، وفن أبو ظبي الذي حقق الكثير من التميز ويستعد لدورة جديدة خلال الأيام القادمة، ومزاد دار كريستيز ودار سوذبيز ودار بونهامز ولوفر أبو ظبي المتحف الذي بدأ العمل به عام 2007م عاصمة الإمارات العربية المتحدة، ويتوقع افتتاحه عام 2013م، وهو جزء من مشروع ثقافي عملاق يقع في جزيرة سعديات إضافة إلى ثلاثة متاحف أخرى ومركز للعرض. قدر تكلفته بحوالي 83 مليون يورو، وغيرها كثير من الفعاليات العالمية التي جذبت الفنانين والمقتنين وخبراء الصالات والمعارض الدوليين وخبراء الأعمال الفنية، ودور المزادات المنافسة والمتنافسة، في الإماراتالمتحدة أو دولة قطر أو الكويت كلها تحوم حول حمانا وحدودنا القريبة جداً دون أن يدخل أياً منها أو يكون لنا منه نصيب في محيطنا الداخلي، الذي ما زال يلت ويعجن ويجتر ماضيه دون جديد، فلا جهات معنية بالثقافة والفنون تعي هذا التحرك، ولا جهات خاصة تستثمر مثل هذه الفعاليات والإبداعات، ومن المؤسف أن تجد مقتنيات المهندس محمد سعيد الفارسي مكانها وفرصة تسويقها بالملايين في مزاد كريستيز أو سوبيز في دبي أو أبو ظبي، في الوقت الذي نكرر نحن فيه إقامة معارض أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت سلة وحاوية لمن هب ودب من هواة الفن. فلا هي رقيت إلى مستوى ما يقام من الفعاليات آنفة الذكر، ولا هي ارتقت بذائقة المجتمع، دفعت بالفنانين الحريصين على اكتساب الخبرات إلى شد الرحال مع كل فرصة تتاح لهم، باتجاه أي من تلك المناسبات والمهرجانات العالية المستوى والشاملة في تنوع فنونها ومصادر وأسماء فنانيها من مشاهير أو أصحاب فكر وإبداع جديد، إن كانت قريبة على مرأى العين كما أشرنا في دول المجلس أو أن تكون بعيدة في دولة عربية أو عالمية تحتاج إلى عدة وعتاد (مالي) يتحملون تبعات السفر إليها بشكل شخصي، حرصاً منهم على اطلاع واكتساب الثقافة ومعرفة الجديد، ليعودوا بها إلى محيط يزداد انغلاقاً بما يوازي عقول وفكر من يدير هذا الفن خوفاً من أي جديد يمكن القيام به. وإذا عدنا إلى واقع تلك الأنشطة العالمية وكيفية تنفيذها والاستفادة منها لوجدنا أن ما تحتاجه لا يتعدى الاتصال بتلك الشركات القائمة على تنظيم تلك المعارض والاتفاق معها بما يتوافق مع واقعنا والنظام المعمول به في مثل هذه المناسبات وليكن معرض الكتاب أحد تلك الأمثلة مع اختلاف الخبرات المحلية والعالمية باختلاف الفعاليات، ولا أنسى في هذا المقام ما قامت به شركة مركز المعارض في دعوة مجموعة من التشكيليين لإقامة معرض لهم كتجربة في إمكانية تسويق أعمالهم كنشاط جديد للشركة لو يحقق ما ابتغي منه لافتقاده كثيراً من الأسس أو مقومات مثل هذه المعارض بالاستفادة من تجارب سابقة وقريبة منهم كما أشرنا ومنها فن أبو ظبي أو آرت دبي. لقد كان لتلك الفعاليات والمعارض محاولات لدخول حمانا الثقافي لكنها باءت بالفشل واصطدمت ببيوقراطية التعامل وحاجز الخوف من الجديد. [email protected]