انتهى العام ولم تبق منه سوى أيام، ولا حديث في الكرة الأرضية إلا لمن تؤول الكرة الذهبية. أهي الخامسة لميسي أم ستكون ترضية لرونالدو بعد تعريض بلاتر به، ولأدائه المميز جداً مع الريال والبرتغال بعيداً من مقاييس الحصول على الكرة المشروطة بالألقاب، ولا ألقاب للدون مع الملكي.. بينما يدفع ميسي فاتورة العضلة الملعونة، وتصرفات أبيه المجنونة. ولا يجد ريبيري بارقة في الأفق تقوده إلى الكرة وهو الذي حاز كل الألقاب، لكن الأمزجة لا ترى فيه نمط اللاعب الذي يشد الأنظار.. على رغم أن الضوء حالياً يتقاسمه البرغوث والدون. هذا هو الحدث الذي طغى على كلام الناس منذ الصيف الماضي، وإن كانت هناك قضايا استهوت جمهور الكرة من إقصاء مصر المر على يد سحرة غانا، وتألق الرجاء البيضاوي في مونديال الأندية، وذهاب الجزائر للمرة الثانية على التوالي للمونديال لتمثيل العرب، وحديث عن تلاعب في صفقة نيمار باتهام روسل البرشلوني باللعب تحت الطاولة، وخروج خلافات باربرا وغالياني إلى العلن في ميلانو بينما يواجه بيرلسكوني متاعب مع ساسة ومومسات بلده، وتثير منشطة حفلة القرعة البرازيلية فيرناندا عاصفة من ردود الفعل لدى جمهور الكرة، واتهام «فيفا» باختيار امرأة سيئة السمعة لإدارة الحفلة وحرمان الإيرانيين من لحظة تاريخية بفعل مفاتن البرازيلية التي روجت لسياحة المتعة في ساعة من الزمن أفضل مما تقوم بها شركات مختصة. وكان العام عربياً ذا حصاد غير مقنع باستثناء تأهل الجزائر وتألق الرجاء، أما مصر وتونس والأردن فلم تنجح في اجتياز الحاجز الأخير، وأخذ أبوتريكة حيزاً كبيراً في اهتمامات الرأي العام، لكونه أبدى غضبه من وزير الرياضة أبوزيد، ونال عبدالظاهر حصة واسعة من النقاش لأنه أقحم السياسة بإشارة «رابعة» من يده في الرياضة، ولكن نقطة الضوء في كرة مصر ليست إحراز الأهلي لقباً أفريقياً آخر، لكن الظهور اللافت لمحمد صلاح في بازل السويسري، وتهاطل العروض عليه للعب في دوري الأضواء الإنكليزي.. وهناك أيضاً منتخب الإمارات بقيادة الموهوب عمر عبدالرحمن من خلال النتائج التي يحققها وحال التصاعد في أدائه المميز، واستعادة الأخضر السعودي حيوية افتقدها طويلاً، ورهانه على جيل من اللاعبين الذين يمتلكون مهارات وفاعلية.. وأما تونس فإنها نجحت في أن تجعل الحظ ينام في فراشها بعد تأهلها على حساب الرأس الأخضر باحترازات قانونية، لكنها فشلت في تجاوز الأسود الكاميرونية، ليبدأ النقاش في تونس عن أسباب التراجع، هل هو ثورة الياسمين أم فشل القائمين؟ وماذا ينتظر العالم في العام الجديد؟ بالتأكيد يبقى لغز الكرة الذهبية قائماً حتى إعلان صاحبها وانطلاق أولمبياد سوتشي الروسية، إذ يراهن بوتين على منح العالم صورة جديدة عن روسيا التي تسعى لترميم تاريخها المنهار وجغرافيتها المفككة، وهو رهان سياسة أكثر منه رهان رياضة، فالعالم سيعيش لحظة فارقة في صراع الغرب مع الشرق على حلبة تزلج لا تكون فيها الكلمة الأخيرة إلا لمن يحسن ضبط قدميه في منحدر جارف.. وبعد سوتشي يأتي الدور على ماراكانا ليرفع من حمى ربع الساعة الأخير من المونديال، إذ ترتفع أسهم اللاعبين، وتهتز بورصة المدربين، ويبحث تجار الجلد المنفوخ عن أبواب رزق جديدة.. وكما قال لي صديقي المدريدي أمس مهنئاً بالعام الجديد «كل ميسي وأنتم بخير». [email protected]