ما يجري هذه الأيام مع النجم البرازيلي نيمار لا يختلف كثيراً عن التهافت الذي حدث مع آيفون 5 عند الإعلان عنه. فما أن أغلقت الدوريات الأوروبية القوية أبوابها، حتى فتحت أبواب الإشاعات، وسوق التنقلات والتعاقدات والتقاعدات أبوابها على مصراعيها، فسال حبر كثير في شأن استراحة المحارب فيرغسون وعلكته الشهيرة، وتفاعل الناس مع دموع بيكام، وهو يعلق فردتي حذائه، وأثير لغط واسع في شأن مورينيو الذي خرج من شبه الجزيرة الإيبيرية بذكريات سيئة، أحلى ما فيها أنه فاز على الغريم برشلونة في عقر داره، وما دون ذلك فحديث أرصفة لا غير. أما المسلسل الذي لا ينتهي فيتعلق بنيمار، العصفور البرازيلي النّادر، إذ كلّما اقترب من قفص برشلونة انفتحت أمامه أقفاص أخرى، فيعود إلى شجرة سانتوس منتظراً اللحظة التي يختار فيها القفص اللائق به. الأخبار تقول إن برشلونة أقرب إلى قلبه، والريال أقرب إلى جيبه، وبين القلب والجيب يلعب رئيس نادي سانتوس الذي قال إن العرض الكاتالوني لا يفي بالغرض، لأن عرض الريال فيه بعض الإغراء، أما العرض الأفضل فهو بقاء نيمار في سانتوس (..)، وهنا يشتعل المزاد بين كبيري إسبانيا. وتقول الأخبار أيضاً أن نيمار قال مازحاً: «أريد أن ألعب إلى جانب ميسي، لكن في سانتوس»، وفي ذلك إشارة قوية إلى أن على روسل أن ينسى ال20 مليون يورو التي عرضها لشراء لاعب يعرف أن قيمته تساوي ضعف ما قدّم له، إنما يدرك تماماً أن المبلغ يفسر كالتالي: 50 في المائة على الصك، و50 في المائة الأخرى هي اسم برشلونة وحده الكفيل بتغطيّة القيمة النهائية للصفقة، ثم إن أعظم لاعبي البرازيل مروا من برشلونة، فهي بوابة للمجد والمال والألقاب. نجوم البرازيل المتقاعدون يقولون إن على نيمار أن يأخذ وقته في البرازيل، لترتفع قيمته أكثر في سوق الكرة أي بعد مونديال 2014، وفي ذلك، مجازفة كبيرة، فليس مضموناً أن يفوز السحرة باللقب على أرضهم، وربما يكون هذا سبباً في هبوط قيمة اللاعب في بورصة المونديال التي ستشهد بروز نجوم آخرين، وبالتالي فإن جوهرة السامبا الجديد قد يعض أصابع الندم بفعل حسابات تاجرٍ مفلسٍ يراجع دفاتره القديمة، فمفاوضو سانتوس رفعوا السقف عالياً، ولم يعجبهم عرض ال23 مليون يورو، ومفاوضو برشلونة حزموا أمتعتهم، وعادوا غاضبين من الجشع الذي قُوبلوا به في سانتوس، وقالوا لهم «ابحثوا عن فريق آخر..». وهنا، يمكن أن يفصل اللاعب وأبوه في الأمر، صحيح نيمار لم يسجل في المباريات السبع الأخيرة، وربما هذا يفسر بالحيرة التي هو عليها، على رغم أنه يلقى التشجيع من أفضل لاعب في العالم ميسي، الذي يتمنى رؤيته في برشلونة، وهو أمر لا تسمعه من لاعبين آخرين، فإبراهيموفيتش انزعج كثيراً عندما سمع حديثاً عن رغبة سان جيرمان في جلب كريستيانو رونالدو، خشية أن يفقده بريق النجم الأوحد، بينما يرى ميسي المؤمن باللعب الجماعي أن من شأن نيمار أن يقدم القيمة المضافة لنادي سحرة الليغا، وتعزز هذا بتصريح داني ألفيش الذي قال إن نيمار سيساعد ميسي كثيراً. فهل سيساعد نيمار نفسه إذا كان يحلم باللعب مع ميسي في الكامب نو؟ [email protected]