اتهمت مجموعة من رجال الدين والروابط الاسلامية «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بإدخال «الكثير من الفتن» الى المجتمع السوري، محذرة من ان «داعش» تتحمل «تبعات ما تُلجئ إليه الفصائل الأخرى من أعمال دفاعاً عن الأنفس والأرواح والممتلكات». ودعت الفصائل المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد الى «الاتحاد والتلاحم مع الكيانات الأكبر، فإن هذا أرهب للنظام وأحفظ لريحكم وجهادكم». وكان بين الموقعين على البيان أكبر الهيئات الديينية في سورية بينها: «هيئة الشام الإسلامية» و «رابطة العلماء السوريين» و «رابطة علماء الشام» و «الملتقى الإسلامي السوري» و «الهيئة الشرعية في محافظة حلب» و «رابطة خطباء الشام» و «جمعية علماء الكرد في سورية» و «هيئة العلماء الأحرار في سورية» و «الهيئة العامة للعلماء المسلمين». وجاء في البيان: «امتنَّ الله تعالى على عباده في بلاد الشام بالجهاد في سبيله ضد النظام الطاغوتي المجرم، وعلى الرغم مما فيه من آلامٍ وتضحيات، ومن شراسة العدو وخذلان القريب والبعيد، إلا أنّ الله ثبتهم، وأيدهم بنصره وكتب من الفتوح على عباده ما لم يكن في حسبانهم. وأعظم ما تميَّز به الجهاد الشامي منذ أيامه الأولى: صفاؤه وخلوصه لله تعالى، من دون انحرافٍ في الأهداف، أو الوسائل، رغم تواضع الإمكانات العسكرية والموارد المالية»، مشيراً الى انه «ما لبثت الفتنة أن أطلَّت برأسها بظهور جماعات تعطي الولاء والبيعة العامة لتنظيماتها، وترهن جهاد المسلمين في الشام بمشروعها، فأخرجنا حينها بياناً حول الدولة الإسلامية في العراق والشام وبيعة جبهة النصرة آملين فيه أن نئد الفتنة قبل أن تستفحل، وذكرنا فيه أخطار هذه الأعمال على الصف الداخلي وعلى الجهاد، وأعظم ذلك: الفتنة بين صفوف المجاهدين، واستعداء أطراف خارجية ضد المجاهدين بخاصة، والشعب السوري بعامة. لكن الأمر ازداد شراً وفتنة، وبدأت بعض الفصائل بأخذ البيعات لنفسها على أنها الدولة، وبالبغي والتّحرُّش بالمجاهدين من الكتائب الأخرى، فأصدرنا البيان الثاني إلى الفصائل والكتائب المجاهدة في سورية، وكنّا إلى حينها نقول: «ما بال أقوام»، رفقاً بالجهاد في سورية وخوفاً على المجاهدين من التشتت والتنازع». وتابع: «تنادى المشفقون على الأمة إلى الدعوة للتركيز على العدو المشترك ونبذ الغلو وإلى تعظيم حرمة الدم المسلم»، قبل ان يشير الى تنظيم «داعش» أدخل على المجتمع السوري عدداً من «الفتن والشرور، أهمها: الافتئات على الشعب السوري بإعلان «الدولة» من غير وجود حقيقي لأي من مكوناتها الشرعية أو الواقعية، أو مشورة لأهل الحل والعقد في البلاد وادعاء احتكار صحة المنهج، وتسفيه رأي المخالفين لهم والحط من شأنهم والغلو في إطلاق أحكام التكفير (...) ورمي من يخالفهم بالعمالة وخيانة الجهاد، حتى وإن كان من أهل الفضل وسابقة العلم أو الجهاد ورفض التحاكم للمحاكم الشرعية عند التنازع أو الخلاف، إلا ما كان خاضعاً لها وتابعاً لقراراتها وإشغال الكتائب المجاهدة بمواجهات تهدف إلى توسيع رقعة «دولتهم» وأخذ البيعة لها، والانشغال عن مجاهدة العدو المشترك، ومحاولة السيطرة على المفاصل الاقتصادية والعسكرية في المناطق المحررة بعد سلبها من المجاهدين وتعمُّد التحرش والاصطدام بمختلف الفصائل، والتورط في سفك الدماء المعصومة، والاستهانة بذلك واعتقال المجاهدين والدعاة والإعلاميين والناشطين، والتحقيق معهم، وإعاقة الأعمال الإغاثية والدعوية، بزعم الشك في المنهج، أو الاتهام بالعمالة والخيانة وافتعال الخلافات ونقلها إلى جبهات القتال، مما يتسبب في بث الفتنة وشق الصف». ودعا الموقعون قيادات «داعش» الى «ان تفيء إلى الحق، وتستمع إلى الناصحين المخلصين، وتصحح هذه المخالفات والأخطاء. ولا يحل لأتباعها وجنودها البقاء في هذا التنظيم طالما بقيت هذه الأخطاء»، مع تحميلهم «مسؤولية الانتهاكات والجرائم نتيجة استمرارها في بغيها وعدوانها، كما نحملها تبعات ما تُلجئ إليه الفصائل الأخرى من أعمال دفعاً للفصائل ودفاعاً عن الأنفس والأرواح والممتلكات (...) وندعو داعمي الجهاد في سورية أن يتقوا الله ويتحرّوا في توجيه أموالهم وأموال المسلمين؛ لئلا تكون سبباً في سفك دماء المسلمين، والفتِّ في عضد المجاهدين». وتابع: «نحث الكتائب الصادقة المنفردة والتجمعات الصغيرة على مزيد من الاتحاد والتلاحم مع الكيانات الأكبر، فإن هذا أرهب للنظام وأحفظ لريحكم وجهادكم».