استغلت إسرائيل ما كشف عن عمليات تجسس أميركية وبريطانية على مسؤوليها، وبينهم رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، وأطلقت مجدداً دعوات الى الافراج عن الجاسوس الإسرائيلي الأميركي جوناثان بولارد، في وقت وصف وزير إسرائيلي عمليات التجسس هذه بأنها «غير مقبولة». وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز للقناة التلفزيونية الثانية مساء أول من امس: «اصبحنا أخيراً نرتبط بعلاقات استخباراتية استثنائية مع الولاياتالمتحدة والبريطانية، اننا تقريباً مجتمع استخباراتي واحد». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية أوردت الجمعة ان كلاً من «وكالة الامن القومي الاميركية وادارة الاستخبارات البريطانية راقب اكثر من ألف هدف في نحو 60 بلداً في السنوات الثلاث الاخيرة، بما في ذلك اولمرت وغيره من المسؤولين، حسبما ورد في وثائق سربها المستشار السابق في الوكالة ادوارد سنودن. وأضاف شتاينتز: «في ظل هذه الظروف، اعتقد بأنه أمر غير مقبول»، مضيفاً: «لا نتجسس على رئيس الولاياتالمتحدة او على البيت الابيض. ان القواعد واضحة. لدينا التزامات في الموضوع، ونحن نحترمها». ودعا النائب نحمان شاي الذي شغل منصباً ديبلوماسياً في سفارة اسرائيل في واشنطن في ثمانينات القرن الماضي، الى اجراء نقاش في لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية البرلمانية المؤثرة حول الموضوع. وقال للاذاعة العامة امس: «نعمل مع افتراض انه يتم الاستماع الينا، بما في ذلك من الاميركيين، لكن ذلك لا يجعل الامر جائزاً ... او اخلاقياً، وفي نهاية المطاف عندما يتم اكتشاف الامر، فلا يمكن تجاهله». وتابع: «طلبت اجراء نقاش في لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست ... نحن في حاجة الى معرفة ان كانت الولاياتالمتحدة استمعت الينا، والى ماذا استمعت وماذا يجب ان يكون ردنا». وأكد ان اسرائيل وحليفتها الاستراتيجية اتفقتا على عدم التجسس على بعضهما عقب اعتقال المحلل السابق في البحرية الأميركية جوناثان بولارد عام 1985، الذي زود اسرائيل آلاف الوثائق السرية عن عمليات التجسس الاميركية في العالم العربي. وحُكم على بولارد بالسجن المؤبد، لكن التقارير عن تجسس الولاياتالمتحدة على حلفائها أثارت دعوات جديدة لاطلاقه. وتضاعفت هذه الدعوات بعد ان نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» امس تقريراً عن قيام السفارة الاميركية في تل ابيب عام 2007 باستئجار شقة مقابلة لشقة وزير الدفاع في حينه ايهود باراك ركزت فيها «كمية كبيرة من المعدات الالكترونية». وأكد النائب تساحي هنغبي من حزب «ليكود» الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي: «اذا كان هذا صحيحاً، فإنه امر خطير للغاية». وأضاف: «هذا تجسس حقيقي، وهو (النشاط نفسه) الذي يقضي بسببه بولارد ثلاثين عاماً تقريباً في السجن». وتابع: «لو اتضح ان الامر حقيقي، يجب فتح باب زنزانة بولارد والسماح له بالعودة الى منزله قبل نهاية اليوم». وأكد نتانياهو امس انه يعمل باستمرار على اطلاق بولارد الذي حصل على الجنسية الاسرائيلية عام 1995، لكنه لم يعلق على مقال الصحيفة الاميركية. وقال في الاجتماع الاسبوعي لحكومته: «لا نحتاج الى حدث معين لنناقش اطلاق بولارد. نحن نتعامل مع القضية، انا اتعامل مع هذه القضية مع كل الرؤساء الاميركيين، بما في ذلك الرئيس (باراك) اوباما حالياً وعلى مدار الساعة». وتابع: «هذا الامر ليس مشروطاً او مرتبطاً بالاحداث الاخيرة، على رغم اننا عبرنا عن رأينا في هذه التطورات»، من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. وكتب ناداف ايال في صحيفة «معاريف» بشكل ساخر: «قام الاميركيون بالتنصت على هاتف (المستشارة الالمانية) أنغيلا ميركل، فماذا على اسرائيل ان تتوقع؟ سيكون الامر مهيناً تقريباً لو ان الولاياتالمتحدة لم تحاول القيام بذلك»، اي التجسس على الاسرائيليين.