كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» أن الإدارة الأميركية تعتبر توقيع دولة فلسطين على ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية، بمثابة «إعلان حرب» على إسرائيل. وقالت إن الرئيس محمود عباس أكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أن لدى منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية «برنامجاً» محدداً للخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. (للمزيد) وأضافت أن عباس أبلغ كيري بأن القيادة الفلسطينية ستواصل تنفيذ البرنامج المؤلف من ثلاث مراحل متتالية، أولها التوجه إلى مجلس الأمن في 30 الشهر الجاري لطلب التصويت على مشروع قرار لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة، لإقامة الدولة المستقلة الكاملة السيادة عليها. وأوضحت المصادر أن المنظمة والسلطة تسعيان حالياً، ومنذ فترة، إلى تجنيد أصوات تسع دول أعضاء في مجلس الأمن من أصل 15، للتصويت مع القرار. وأشارت إلى أن ثماني دول تعهدت تأييد مشروع القرار. ويحتاج الفلسطينيون إلى صوت فرنسا، العضو الدائم في المجلس، إلا أنهم لا يتوقعون أن يصوت مندوبها لمصلحة المشروع، ما يعني خيبة أمل للشعب الفلسطيني وإجهاضاً للقرار. ولفتت إلى أنه سيتم الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من البرنامج في حال فشلت فلسطين في الحصول على أصوات تسع دول في المجلس، أو استخدمت الولاياتالمتحدة «حق النقض» (فيتو) لإجهاضه ومنع تمريره، كما هو متوقع. وقالت إن المرحلة الثانية تتضمن التوقيع على حوالى 522 ميثاقاً وإعلاناً واتفاقاً للأمم المتحدة، والانضمام إلى منظمات تابعة لها، من بينها محكمة الجنايات الدولية (محكمة لاهاي) بعد التوقيع على ميثاق روما، ما يعني تقديم دعاوى أمامها ضد قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين لمحاكمتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب في الضفة وغزةوالقدس. وأردفت المصادر أن كيري اعتبر انضمام فلسطين للمحكمة الدولية بمثابة «إعلان حرب». وأوضحت أن كيري يُعد حالياً مشروعاً سياسياً جديداً لإيجاد حل للقضية الفلسطينية واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي توقفت نهاية آذار (مارس) الماضي بعدما رفضت الحكومة الإسرائيلية إطلاق الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى في السجون الإسرائيلية في 29 من الشهر ذاته. وأكدت المصادر أن عباس والقيادة الفلسطينية مخذولان من الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما وكيري، ويشعران بأن الإدارة الأميركية «لن تفعل، ولن تقدم شيئاً مفيداً» للشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال أو وقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً شديداً على الدول العربية للضغط على عباس والقيادة الفلسطينية وثنيهما عن تنفيذ «البرنامج»، وستواصل الضغط خلال الأيام القليلة المقبلة التي تسبق عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية في 29 الجاري، والتوجه إلى مجلس الأمن في اليوم التالي. ولفتت إلى أن المرحلة الثالثة من البرنامج تتمثل في «تسليم السلطة الفلسطينية» لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهو أمر قالت إن القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تدعمانه بكل قوة، وتشدان من أزر عباس لعدم الرضوخ للضغوط الأميركية والعربية للتراجع عنه.