طالبت أحزاب جزائرية معارضة أمس، بإقالة حكومة عبدالمالك سلال قبل الانتخابات الرئاسية التي يُفترض أن تشهدها البلاد ربيع العام المقبل «كتعبير من السلطة على الجدية في ضمان نزاهة الاستحقاق الرئاسي». وجددت تلك الأحزاب رفضها تعديل الدستور وطالبت بسحب صلاحية تنظيم الانتخابات من وزارة الداخلية. واعتبر ثلاثون حزباً معارضاً، انضم لها شخصيات مستقلة عدة، خلال تجمع حاشد في قاعة في مجمّع رياض الفتح في العاصمة الجزائرية، أن حكومة عبدالمالك سلال «ليست حيادية». وطالبت مجموعة أحزاب «تكتل ال20»، إضافة إلى بعض أحزاب «القطب الوطني»، الرئيس عبدالعزيز بوتفيلقة، بإجراء تعديل حكومي يشمل الوزارات المعنية بتنظيم الانتخابات، وإسنادها إلى شخصيات مستقلة مع المطالبة بإرجاء تعديل الدستور وإنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات. ووصف رئيس «حركة مجتمع السلم» عبدالرزاق مقري اللقاء بأنه «بداية مقاومة»، أما المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، فقال: «إن الجزائر تنزلق ويجب إنقاذها». في المقابل، نجح عمار غول رئيس «تجمّع أمل الجزائر» الموالي للرئيس بوتفليقة وأكبر المدافعين عن مشروع الولاية الرابعة، في جذب بعض الأحزاب المعارضة التي كانت ستشارك في اجتماع المعارضة. وتوجه ثلاثة من قادة هذه الأحزاب إلى مقر «تجمع أمل الجزائر» بينهم شلبية محجوبي ومحمد الشريف طالب وعبدالرحمن عكيف والتقوا عمار غول لأسباب لم تُحدد بعد، لكن يُحتمل أن يعلن هؤلاء الثلاثة التحاقهم بفريق الموالاة. وفي سياق آخر، انتقد رئيس الوزراء الجزائري بشدة المغرب على خلفية تدفق مئات الأطنان من المخدرات الآتية من أراضيه إلى الجزائر، إذ إن المغرب يُعد أول منتج للقنب الهندي عالمياً. وكان سلال يتحدث عن الحرب التي تخوضها الجزائر ضد المخدرات في زيارته ولاية تلمسان الحدودية مع المغرب، فقال: «لدينا معلومات مؤكدة تفيد بأن أموال المخدرات أصبحت تشكل خطراً على أمن المنطقة واستقرارها، لأنها تمول المجموعات الإرهابية». وأوضح أن «الجزائر أصبحت منطقة عبور للمخدرات المغربية، وعلى رغم الكميات الكبيرة المحجوزة، إلا أنها لا تشكل سوى نصف الكميات التي تعبر، والتي يُستهلك نصفها في الجزائر وتُحول كميات أخرى إلى الخارج». وكشف سلال أنه أبلغ الحكومة التونسية بنتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات الجزائرية في شأن الأموال الآتية من المخدرات. وقال: «إن أموال المخدرات المغربية تمول المجموعات الإرهابية ومنها التي تنشط بجبال الشعانبي (في تونس على الحدود مع الجزائر)».