اجتمعت أكثر من عشرين شخصية سياسية جزائرية معارضة أمس، تمثل أحزاباً إسلامية ووطنية وعلمانية راديكالية وشخصيات مستقلة بينها مرشحان للانتخابات الرئاسية المقبلة هما رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور ورئيس حزب «جيل جديد» جيلالي سفيان. ووقع المجتمعون على لائحة مطالب أبرزها: تأجيل تعديل الدستور وإنشاء هيئة مستقلة لمراقبة الرئاسيات. ولبّت شخصيات سياسية معروفة بمعارضتها لنهج الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الدعوة التي وجهتها مجموعة من 14 حزباً معارضاً، لحضور لقاء موسَّع عُقد في إحدى قاعات رياض الفتح في أعالي العاصمة الجزائرية أمس، حيث حضر ممثلون عن الحزب العلماني «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية»، إضافة إلى شخصيات تشرف على مشروع ترشح رئيس الحكومة السابق علي بن فليس للرئاسة، أبرزهم الناشط السياسي أحمد عظيمي، والمؤرخ أرزقي فراد. ويشكل «تكتل الجزائر الخضراء» الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية، ركيزة المجموعة الأولى صاحبة المبادرة، وهي «حركة مجتمع السلم» و «حركة النهضة» و «حركة الإصلاح الوطني»، لكن التحاق شخصيات مستقلة وأحزاب علمانية يشكل تحولاً بارزاً في مسار المعارضة الجزائرية، قبل خمسة أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية، التي بات يُعتقد على نطاق واسع أن بوتفليقة سيكون منافساً فيها كمرشح للسلطة لولاية رابعة على التوالي. وأصدر تكتل المعارضين بياناً طالب بعدم المساس بدستور البلاد الذي تطلب أحزاب الموالاة تعديله لإنشاء منصب نائب رئيس للجمهورية. وطالب التكتل أيضاً بإنشاء هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات تملك كل الصلاحيات بدلاً من وزارة الداخلية. وعُلم أن التكتل الجديد ينوي تنظيم لقاءات أخرى، للبحث في أسماء بعض الشخصيات التي يمكن الدفع بها في الاستحقاق الرئاسي المقبل، بينها بن فليس وبن بيتور وأحمد أويحيى، غير أن هذه الأسماء لم تلق القبول اللازم لدى كل الأطراف، ما يعني أن الطريق نحو الدفع بمرشح واحد للمعارضة تعترضه عراقيل جمة قد يصعب تجاوزها. وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبدالرزاق مقري أن «لقاء اليوم مهم لأنه فاتحة خير لتشكيل جبهة سياسية موسعة بغرض التغيير والإصلاح السياسي». وأضاف: «سيعمل الجميع على ثباتها واستمرارها لاتخاذ مواقف مشتركة في الانتخابات الرئاسية ومواصلة المقاومة السياسية بعد الانتخابات إذا استمر الحال على ما هو عليه». وزاد: «المطلوب من المواطنين دعم هذا العمل المشترك، لأن البلاد تسير إلى المجهول إذا بقيت زمر الفساد والفشل تسيطر عليه».