لوحظ أخيراً انتشار حسابات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» متخصصة في الأبراج، إذ يقوم أصحابها بالتغريد عن الصفات الشخصية لمواليد كل برج، وتنوعت أسالبيهم في الطرح بين «الطرافة» و«الجدية»، معتبرين أن هذا «علم» لا دخل له في التنجيم بحسب ما ورد في «البايو» الخاص بهم. ويُظهر عدد متابعي تلك الحسابات ونسبة إعادة التغريد مدى اهتمام المغردين بالأبراج وإن تنوعت غاياتهم، إذ يتجاوز عدد متابعي أشهر حسابات الأبراج بالعربية على «تويتر» 160 ألف متابع، بينما بلغ أحدث حساب فيهم خلال شهرين فقط من ابتداء التغريد فيه ما يقارب 50 ألف متابع، وينفي أصحابها عبر حساباتهم علاقتهم بالتنجيم أو التنبؤ بالمستقبل، منوّهين في «البايو» بأن «ما يدور في هذه الصفحة ليس إلا كتابة صفات الأبراج ومعلومات عن كل شهر ميلادي، وليس ما يدور في المجلات عن الخرافات والتنجيم»، وآخر: «أترجم دراسات ومواضيع أجنبية، لا أنجم ولا أتنبأ بالمستقبل». ويقابل اتساع دائرة مستخدمي مواقع الأبراج موقف حازم للشرع حياله، إذ أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ علي الحكمي ل«الحياة» عدم جواز متابعة حسابات الأبراج على «تويتر»، ومن يصدقهم وقع في كبيرة من الكبائر وأشرك بالله، ولا تُقبل له صلاة 40 خريفاً، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»، واستطرد: «الذي أُنزل على محمد هو أن الغيب لا يعلمه إلا الله»، معتبراً أن ذكر الصفات الشخصية لكل برج يدخل في التكهن وادعاء علم الغيب، وقال: «تلزم متابعي تلك الحسابات التوبة ولا يجوز لهم حتى وإن كان على سبيل المتعة والترفيه». مشيراً إلى أن ضعف الوازع الديني هو سبب إقبال الناس عليها. وترى الاستشارية النفسية والاجتماعية فوزية أشماخ أن أحد أهم العوامل التي بسببها يلجأ الشخص إلى الأبراج هو غياب النقد الإيجابي وسط العائلة في مجتمعاتنا المحافظة، ما أدى إلى تعطش الفرد لمعرفة واكتشاف نفسه. ووصفت أرقام المتابعين لهذه الحسابات ب«الأمر الخطر»، وقالت ل«الحياة»: «يجب أولاً معرفة من يقوم خلف هذه الحسابات، ربما هناك أجندة في توجيه الفكر وتخطيط حياة الأفراد»، إذ تعتبر أن البيئة المحيطة هي المكون الأساسي لصقل شخصياتنا، إضافة إلى عوامل كثيرة مثل التربية والجينات، والتي قد تتغير بحسب الظروف. وتؤكد أن تسليم الشخص بفكرة الأبراج وما تقوله عن شخصيته يؤثر سلباً، واصفة إياه ب«غسيل المخ»، وتابعت: «ربما يكون الشخص جيداً ولكن صفات برجه التي كتبها أشخاص من دون الاستناد إلى علم تؤثر فيه سلباً، وأنا مؤمنة أن ليس للأبراج تأثير في حياتنا أبداً».