تنظر الأديبة الشابة سارة مطر إلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى أنه موقع ذو جاذبية كبيرة، إذ تشعر عند الجلوس أمامه بأنها طوفان هائل من الأفكار والمشاعر، على رغم أنها في بداية إنشاء حسابها، لم يكن لها هدف محدد مطلقاً. سارة التي صدر لها كتابان حققا مبيعات كبيرة في معرض الكتاب الذي اختتم أخيراً، ولديها نحو ال40 ألف متابع، تقول عن التعريف الشخصي (البايو) إنه يمكنك من خلاله أن تكتشف سريعاً ما يفكر فيه الشخص عن نفسه وذاته من خلال قراءتك لما كتبه. تمنت مطر لو أنها تستطيع إلغاء متابعة من اضطرت إلى متابعتهم مجاملة من ال700 مغرد من متابعيها على «تويتر». «الحياة» كان معها دردشة حول حسابها على «تويتر»، فإلى تفاصيل الحوار: فيمَ كنتِ تفكرين حين أنشأتِ حسابكِ في «تويتر»؟ - السؤال جيد للغاية. لذا، لا بد أن تكون الإجابة «عظيمة» و«مدهشة»، لكن وللأسف، لم أكن وقتها أفكر أبداً، أعني لم تكن لدّي أهداف محددة مطلقاً، كنت كل ما أريده هو أن يكون هناك مكان ما يدفعني إلى زيارته مراراً، لأترك أثراً فيه، وقتها كنت في دورة لستة أشهر لدراسة اللغة الإنكليزية، وأودّ أن تكون لديّ محطة تختلف عن المدونة، لأني مللت منها، وكان وقت ميلادي قد حان، لذا تم التسجيل بعد يوم ميلادي بيومين! ما الذي يدفعك إلى التغريد غالباً؟ - أشعر بأني طوفان هائل من الأفكار والمشاعر، أحتاج إلى أكثر من مكان لتفريغ هذا الطوفان وتحريكه خارجاً من قفصي الصدري. ما المواضيع التي تثير اهتمامكِ؟ - آخر الأخبار في العالم خصوصاً الطريفة منها. إضافة إلى أن هناك بعض الحكم والأمثال التي أثرت فيّ شخصياً، وأخيراً وهو الأهم، تتبع تعليقات المواطنين حيال المواضيع التي تحدث في وطني، أتملس منها حساً كبيراً من السخرية في الطرح، وأنا بطبيعتي فتاة ساخرة. «البايو» أو «التعريف الشخصي» إلى أي مدى يمكن أن يكشف عن شخصية المغرد؟ - الكثير الكثير. يمكنك سريعاً أن تكتشف ما يفكر فيه الشخص عن نفسه من خلال قراءتك لتعريفه الشخصي. الكثيرون يبوحون بما يتعلق بداخل مشاعرهم عبر البايو. ابتداءً من الأحلام الطبيعية جداً إلى الرغبة في الوصول إلى هدف معين في حياتهم، وفي الأغلب تبدو تلك التعريفات هي سيرة خاصة، وفي ذات الوقت أشعر بأن البايو عالم كبير ملئ بالشخوص الثرية جداً، وعلى الأخص الروائيين الذين يبحثون عن وجوه جديدة لروايتهم. نطالع حسابات لأشخاص في «تويتر» يتابعها عدد كبير من المتابعين، مع أن المغرد لا يشارك بفعالية؟ هل تعتقدين أنهم يشترون المتابعين؟ وهل هي ظاهرة في مجتمع «تويتر»؟ - حتى لو اشتروا متابعين، لا أظن أن هذا الأمر سيغير شيئاً من طاقة الحياة في العالم، فالأمر لا يعنيني أبداً، ولا يمكنني التدخل في رغبات البعض في أن يصبحوا محبوبين، ولو كان الأمر مجرد «وهم». ربما أكون طيبة للغاية. لكني بدأت أتفهم أخيراً أن الكثيرين من حولنا يحتاجون إلى الشعور بالمحبة الكبيرة، وربما شراء المتابعين يملئ النقص الذي لديهم. هل قمتِ بعمل «ريتويت» لتغريدة، لأن صاحبها طلب منك ذلك، وأنتِ لستِ مقتنعة بها؟ - كثيراً كثيراً. وقد مللت جداً من هذا الأمر، حينما تطلب مني فتاة دعم مشروعها الخيري بتغريدة فلا بأس، ولكن البعض يطلب مني لكي يزيد عدد متابعيه، إنها مشكلتك، وليست مشكلتي، كما أن قيمتك لن تكون عالية لمجرد أن الآلاف يتابعونك. المغرد الذي يطلب إضافة إلى قائمة متابعيك، كيف تردين على طلبه؟ - أقول له: «ولماذا تريدني أن أضيفك، أليس من الأفضل أن تكون الإضافة برغبة مني». والكثيرون لا تعجبهم ردودي في هذا الشأن. الذين تتابعينهم في «تويتر» هل بينهم من اخترتيه مجاملة؟ - طبعاً طبعاً، وأتمنى إلغاء المتابعة اليوم قبل غد. كيف تتعاملين مع ردود تغريداتك خصوصاً المسيء منها؟ - لا أتجاهلها، وآخذ حقي منها، ولست مع تجاهل الردود المسيئة، لأن صاحبها سيظن أنك خائف منه، أردّ عليه مع أني أعلم في قرارة نفسي أنه تجاهله أفضل.