قدّم الرئيس الإيراني حسن روحاني لمجلس الشورى (البرلمان) مشروع موازنة يزيد مرتين عن الموازنة التي قدّمها سلفه محمود أحمدي نجاد. وأعلن روحاني أن أولوية حكومته تتمثّل في خفض التضخم وتعزيز النمو. وبلغ الحجم الإجمالي لمشروع موازنة 2013-2014 التي طرحها نجاد، نحو 200 بليون دولار، لكن الموازنة لم تُقرّ في شكل كامل، فيما أشار مسؤولون في حكومة روحاني إلى عجز ضخم تواجهه خطط الإنفاق. ولفت روحاني إلى أن مشروع الموازنة سيبلغ حجمه 195 ألف بليون تومان (الدولار يساوي نحو 2480 توماناً في السعر الرسمي). واقترح 783 ألف بليون تومان (اكثر من 300 بليون دولار) للموازنة العامة للبلاد والتي تبدأ في 21 آذار (مارس) 2014. وأفاد موقع «شانا» الإلكتروني التابع لوزارة النفط الإيرانية، بأن مشروع الموازنة أُعدّ على أساس تصدير 1.1 مليون نفط يومياً. وأبلغ روحاني البرلمان أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش 6 في المئة في السنة الأخيرة، فيما كان معدل التضخم 44 في المئة لدى توليه منصبه في آب (أغسطس) الماضي. واعتبر الوضع «مقلقاً جداً»، واصفاً العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي بأنها «جائرة»، لكنه استدرك أن «الأداء غير المتوقع» من حكومة نجاد فاقم مشكلات مثل التضخم والبطالة. واعتبر أن «تأمين فرص العمل هي القضية الأكثر أهمية لمستقبل اقتصاد البلاد»، مستدركاً أن «المشكلة الأكبر الآن هي (التعامل مع) الركود التضخمي». وأضاف: «مزيج الركود والتضخم على مدى السنتين الأخيرتين، يُعتبر سابقة». ورأى روحاني أن «الخروج من الوضع الراهن يحتاج إلى اتخاذ تدابير واختيار سياسات لخفض التضخم»، مضيفاً أن «الخطوة الأولى في سياسات الموازنة هي تغيير اتجاهها، من تعميق للركود إلى تحفيز للنمو». وتابع: «مع زيادة عائدات النفط والضرائب، سيرتفع حجم الموازنة العامة للحكومة، بزيادة نسبتها نحو 50 في المئة قياساً» لموازنة نجاد. وأكد «ضرورة تعزيز استثمارات الحكومة وتوسيع النشاطات الإنتاجية للقطاع الخاص وزيادة الصادرات». في غضون ذلك، هدد وزير الاقتصاد الإيراني علي طيب نيا بالاستقالة، بعد مساءلته في البرلمان في شأن البرنامج الاقتصادي للحكومة. ونال الوزير 82 صوتاً مؤيداً، في مقابل 101 صوتاً معارضاً لتفسيراته في شأن خطته لتحسين الوضع الاقتصادي، ما أتاح استجوابه، بعد اكثر من 3 اشهر فقط على تشكيل الحكومة. وقال طيب نيا انه «لن يبقى في الوزارة يوماً واحداً». إلى ذلك، اعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عن استعداده للقاء روحاني، إذ أجاب عن سؤال في هذا الصدد قائلاً: «لمَ لا؟ ليس لدي أعداء ولا نرى إيران عدواً. الأمر ليس متعلقاً بشخص، بل بسياسة. وهدفنا تحويل الأعداء أصدقاء».