اضطر الشاب حسين المالكي (32 عاماً) الذي يعاني من إعاقة في حركة يده اليمنى ورجله اليسرى، إلى جلب تيار كهرباء لمنزله من جاره الذي يبعد عنه مئات المترات، بينما لا يبعد مولد الكهرباء الرئيس للحي عن باب منزله سوى بضع خطوات، إذ إنه مثل كثير من سكان حي الحرازات لا يستطيع إيصال خدمة الكهرباء بسبب مشكلات الصكوك. حسين المالكي الذي أصيب منذ أعوام بحادثة مرورية تسببت له بإعاقة في حركة بعض أطرافه، يقول إنه يقطن هو ووالدته وإخوانه الخمسة في المنزل المكون من طابق واحد، ويعيشون معاناة كبيرة مع عدم توافر الكهرباء، إذ يهرع إخوته إلى استغلال ضوء الشمس في النهار والمساء للمذاكرة، وفي الليل يكتفون بتشغيل مكيفات التبريد للخلود إلى النوم. الحسرة والألم لا يكادان يفارقان المالكي أثناء دخوله وخروجه من المنزل، إذ إن مولد الكهرباء الرئيس للحي لا يبعد عن منزله سوى بضع خطوات، رغم ذلك جلبها من منزل جاره الذي يبعد عنه مئات المترات، مضيفاً أن كلفة إيصال الكهرباء من منزل جاره إلى منزله طالت 15 ألف ريال. الحل الموقت الذي أجراه المالكي لم يغير كثيراً من وضع أسرته، إذ أفاده جاره أنه فور انتقاله وأسرته إلى السكن في المنزل سيعمل على قطع الكهرباء لعدم كفايتها لمنزله، «جاري يسكن خارج حي الحرازات بحكم عمله، لذلك ليس بحاجة إلى الكهرباء الآن، لكنه أخبرني أنه حال عودته وأسرته إلى السكن في منزله سيقطع عني الكهرباء، لأنها لا تكفي لوحدتين سكنيتين وأنا لا أعلم ماذا أفعل». 500 ريال شهرياً ينفقها المالكي على فاتورة الكهرباء شهرياً، لطول المسافة التي يجلب منها الكهرباء والمقدرة ب500 متر، رغم ذلك لا يعمل في منزله سوى جهاز تكييف أو جهازي تكييف في آن واحد، مع معاناة لا تنقطع من انقطاعات الكهرباء. ويضيف المالكي أنه يقطن وأسرته في حي الحرازات منذ عام واحد، وذلك بعد وفاة والده، إذ لم يستطيعوا البقاء في وسط المدينة لكلفة الإيجار المرتفعة، ليستقروا في منزلهم البسيط الذي وفره له والدهم، منوهاً بأنه حين بدء ساعات الليل في الحلول يصعب على أفراد العائلة الخروج حتى للفناء، وذلك لعدم توافر إنارة تكشف ما يحويه الظلام الدامس.