فيما تنذر حالة الطقس هذه الأيام في جدة بأن سكانها مع موعد ساخن جدا في موسم صيف العام الجاري، ينتظر عشرات الآلاف من سكان الأحياء العشوائية وصول التيار الكهربائي على أحر من الجمر حتى ينعموا بنسمات الهواء الباردة التي تدفعها أجهزة التكييف أسوة بغيرهم، بدلا من اضطرارهم للبحث عن مساكن في الشقق المفروشة، أو الاستعانة بأقاربهم من يحظون بتلك الأجواء، أو البقاء في المنازل مع تحمل تبعات الصيف الساخن والذي سيتوافق هذا العام مع شهر رمضان المبارك. يقول خالد السميري أحد سكان الفاو شرقي جدة إنه «منذ ستة أعوام وبعد أن بزغت في رأسي فكرة بناء منزل يضمني وأسرتي بعيدا عن معاناة الإيجار وما يسببه من صداع مزمن، قررت أن أبحث عن أرض مناسبة، واكتشفت بأنها لا تقل عن ربع مليون ريال في الأحياء المأهولة في جدة، ونصحني أحد أصدقائي أن أبحث في الفاو (أم السلم)، حيث كانت الأراضي بأسعار زهيدة لا تتجاوز 40 ألفا وجميعها محياة من بعض السكان السابقين، وبالفعل اشتريت الأرض وبدأت البناء وانتهيت بعد عام وتوقعت أن معاناتي ستنتهي بعد البناء ولكنني اكتشفت أنها بدأت للتو مع إجراءات البلدية المعقدة». ويضيف السميري «ذهبت في تلك الفترة إلى البلدية لعل وعسى أن يوافقوني على طلبي بإيصال الكهرباء لمنزلي فأنا لم أعتد على أرض أحد واشتريتها من شخص أحياها منذ سنوات عدة ولكن المفاجأة أنهم اشترطوا عليّ أن أكون قد بنيت المنزل قبل عام 1424ه وأن يكون من ضمن المصورات الجوية الموجودة لديهم ورغم محاولاتي المتكررة وتوسلاتي إلا أنني لم أجد من يقدر وضعي ويوافق على إعفائي من الشرط الغريب». ويلتقط المواطن سالم الشلاحي، وهو من سكان الأحياء المحرومة من الكهرباء، طرف الحديث من السميري بالقول «بالفعل هناك معاناة لا تنتهي من قضية الكهرباء وإجراءات الأمانة معقدة للغاية وهناك أقارب لي وأصدقاء في عدة مدن أوصلوا الكهرباء من خلال شروط مبسطة أولها أن يكون المنزل مبني على أرض لا يوجد عليها أي نزاع بين طرفين وتكون تلك الأرض محياة بطريقة أو بأخرى». «عكاظ» وقفت على الأوضاع في حي الحرازات شرقي جدة، حيث يطالب عدد من الأهالي بوضع حل عاجل لمشكلة الكهرباء التي أرقت مضاجعهم بعد رفض الأمانة إيصال التيار الكهربائي إلى مئات المنازل، بحجة أن بناءها كان خلال السنوات السبع الأخيرة. ورغم أن الحي الذي يسكنه أكثر من 30 ألف نسمة وفق تقديرات العمدة، إلا أن الأمانة ترفض إيصال الكهرباء وتطالب بأن يكون البناء قبل العام 1424ه. ويشير سعود اللهاوي أحد السكان إلى المعاناة التي لا تنتهي من أزمة الكهرباء، ويقول «المشكلة أن هناك العديد من السكان يسكن معهم مرضى يحتاجون إلى الكهرباء في أجهزة صحية سواء جهاز الأوكسجين أو جهاز ضخ الدم، وأعرف أحد جيراني السابقين ممن اضطروا للانتقال من منزله الخاص في الحرازات إلى شقة بالإيجار من أجل هذا الأمر بالذات». خالد الشهري واحد من وضع كل ما جمعه من مال خلال 20 عاما في منزل يحويه وأبناءه يعاني من نفس المشكلة إلا أنها بشكل آخر، يقول الشهري: «تمر أسلاك كهرباء الضغط العالي من أمام منزلي مباشرة ولا يفصلها عن فناء منزلي سوى ثلاثة أمتار فقط ومع ذلك حرمت منها بسبب بنائي بعد عام 1424ه وكلما انقطع الماتور الكهربائي عن العمل لا أرى أمامي سوى أسلاك الضغط العالي وأتمنى لو اقطعها حتى يشعر غيري بمعاناتي مع الحر التي لاتنتهي». من جانبه، أوضح ل «عكاظ» مصدر مطلع في أمانة جدة أن إيصال الكهرباء يتطلب عدة شروط من أهمها أن يكون المنزل شيد قبل العام 1424ه وفق المصورات الجوية المعتمدة، وأن لا يكون المنزل مشيدا على أرض الغير. وأضاف المصدر أن هناك العديد من الطلبات التي تمت الموافقة عليها في أوقات سابقة تتجاوز الألفي طلب كانت مطابقة للشروط ونحن في الأمانة لا نملك صلاحية اتخاذ قرار إيصال الكهرباء إلا وفق الشروط المذكورة. ونفى المصدر ما تردد عن وجود 40 ألف طلب معلق وقال «هناك طلبات تم رفضها لعدم التزامها بالشروط ولكنها ليست بالرقم المهول الذي ذكرته».