يتوقع أن تشهد أوكرانيا عطلة نهاية أسبوع ساخنة، مع استعدادات المعارضة لتوسيع احتجاجاتها في الشارع، والشروع في تأسيس مراكز إدارة ذاتية في كييف ومدن أخرى. وتلقت اعتصامات «الميدان» دعماً سياسياً قوياً من جانب سياسيين أوروبيين زاروا المعتصمين ودعوا في الوقت ذاته إلى المحافظة على سلمية التحركات. ولم تنجح اجتماعات مفوضية الأمن والتعاون في أوروبا التي انعقدت في كييف خلال اليومين الماضيين على مستوى وزاري، في تقريب المواقف بين موسكو وبروكسيل حيال الأزمة المستعصية في أوكرانيا. وعلى رغم أن الأطراف المجتمعة، تمكنت من التوصل إلى اتفاقات في شأن التعاون لتأسيس «فضاء أمني متكافئ» وإطلاق حوار لتخفيف القيود على التنقل بين منطقة «شينغين» والفضاء الأوراسي، فإن الخلافات السياسية حول أوكرانيا طغت على الأجواء، وهاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بضراوة ما وصفها بأنها «ردود فعل هستيرية من جانب الغرب على تجميد كييف التوقيع على اتفاق الشراكة مع أوروبا». واعتبر لافروف أن «الوضع الراهن في كييف مرتبط بالهستيريا التي أثارها الأوروبيون، بعدما قررت أوكرانيا استخدام حقها السيادي وامتنعت عن توقيع الاتفاق الذي رأت أنه لا يستجيب لمصالحها». وقال: «ثمة محاولات في المجالين الاقتصادي والتجاري، لرسم حدود وهمية في العمليات التكاملية بين الاتحاد الأوروبي وأوراسيا تخضع لمنطق: معنا أو ضدنا». واعتبر أن «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قادرة، على رغم هذه المعوقات، على أن تلعب دوراً كبيراً في تنسيق عمليات التكامل وفي تعزير الثقة في المجال العسكري – السياسي وإنشاء منظومة أمن أوروبية متكافئة وغير قابلة للتجزئة بما يتواءم مع روح الفضاء الإنساني للمنظمة». ميدانياً، اتجهت المعارضة الأوكرانية نحو تصعيد نشاطها، وبدأ المعتصمون في «الميدان» تحضيرات لاستقبال عشرات الآلاف من المحتجين الذي ينتظر أن يتوافدوا اليوم إلى مركز الاعتصام الرئيسي. وقال معارضون إن البلاد ستشهد الأحد أوسع تحرك للمعارضة في الشارع. وتلقى المعتصمون أمس، دعماً سياسياً بعدما قام عدد من المسؤولين الأوروبيين بزيارة «الميدان» وظهر بعضهم رافعاً علم الاتحاد الأوروبي، ما أثار عاصفة من التصفيق والترحيب من جانب المعتصمين. وتزامن ذلك، مع تحركات من جانب أحزاب المعارضة لوضع خطط لتنظيم نشاطها أكثر، إذ أعلن قادتها أنهم شرعوا في تأسيس ما وصفت أنها «مراكز الإدارة الذاتية في كييف» في إشارة إلى توجههم نحو إعلان عصيان مدني شامل. وانضمت أمس، رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو من حيث تقبع في السجن إلى النشاط الاحتجاجي، ووجهت رسالة إلى زعماء المعارضة ضمنتها خطة من خمسة بنود لم يعلن عن تفاصيلها، لكنها تهدف إلى «تعبئة أوسع في الشارع وتنظيم الجهود الجماعية للوصول إلى النصر»، كما أعلن موقع رئيسة الوزراء السابقة على الإنترنت. ووجهت تيموشينكو وهي واحدة من أشد أعداء الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، رسائل إلى المعتصمين حضت فيها على المحافظة على سلمية التحرك وعدم السماح بإراقة الدماء، واعتبرت أن على الشعب الأوكراني «ألا يكتفي بسماع الخطب الرنانة في الميادين، بل أن يبدأ عملياً في بسط سيطرته على السلطة».