قتل أربعة عراقيين وأصيب نحو 29 آخرين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مبنى محافظة أربيل. ووجهت حكومة إقليم كردستان أصابع الاتهام إلى «داعش». وشهدت أربيل في آب (أغسطس) الماضي انفجار سيارة مفخخة قرب المعهد التكنولوجي، غرب وسط المدينة أوقع أربعة جرحى، كما تعرضت لأعنف هجوم قاده انتحاريون من «داعش» في أيلول (سبتمبر) العام الماضي استهدف مبنى مديرية «الأسايش» (الأمن العام)، أسفر عن قتل ستة أشخاص وإصابة عشرات آخرين. وقال محافظ أربيل نوزاد هادي خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى المحافظة المستهدف، إن «المهاجم الانتحاري حاول الدخول إلى المبنى، وبعدا اعترضه الحراس فجر سيارته، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 29 آخرين، في حصيلة أولية، فضلاً عن أضرار لحقت بعدد من السيارات والمباني المحيطة»، مشيراً إلى أن «الهجوم يحمل بصمات تنظيم داعش الإرهابي وقد تم اعتقال أحد المشتبه فيهم، ونأمل في ألا يؤثر في الزيارة المقررة لرئيس الوزراء التركي». وصرح وزير الصحة في الإقليم ريكوت حمه رشيد، بأن «سبعة أشخاص قتلوا بينهم عناصر أمن». ونفى مصدر كردي ما تناقلته وسائل الإعلام عن أن «الهجوم استهدف اجتماعاً في مبنى المحافظة خصص للبحث في سبل مواجهة تنظيم داعش»، وأكد أن «الموظفين كانوا يؤدون واجباتهم الروتينية». وتتخذ السلطات الأمنية الكردية إجراءات صارمة عند مداخل مدن الإقليم وتفرض شروطاً في منح الإقامات للوافدين من المحافظات العراقية، كإجراء «احترازي» لمنع تكرار الخروقات الأمنية. وقال عضو لجنة «الداخلية والأمن» في برلمان الإقليم عن «الجماعة الإسلامية» حسين إسماعيل ل «الحياة»، إن «تفجير أربيل يأتي في إطار الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وكل إقليم أو دولة تكون في وضع الحرب فإنها ستواجه كل الاحتمالات، ونرى أن الإقليم استطاع في السنوات الماضية تحقيق الأمن».وعما إذا كان التفجير يعكس خللاً أمنياً، قال إسماعيل إن «الإقليم يحتضن مئات الآلاف من النازحين العرب ومن المكونات الأخرى الفارين من العنف، ما عقد عمل المؤسسات ، والعدو يحاول تحت أي تسمية استغلال الثغرات بهدف خرق هذا الأمن»، لافتاً إلى أن «الأجهزة الأمنية ستعزز إجراءاتها لسد الثغرات، لكن من دون أن تتأثر السياسة التي يتبعها الإقليم تجاه النازحين». ويؤوي الإقليم أكثر من مليون نازح، بينهم فارون من محافظات نينوى والأنبار وديالى بعد سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات واسعة، فضلاً عن النازحين الأكراد السوريين. وفي إطار ردود الفعل الكردية، أكد «مجلس أمن الإقليم» الذي يرأسه مسرور بارزاني في بيان، أن «الهجوم كان متوقعاً، فالعدو يتراجع ويتلقى من البيشمركة يومياً ضربات موجعة».