أعلن مستشار مجلس أمن إقليم كردستان (الاسايش) مسرور بارزاني امس اعتقال منفذي تفجيرات أربيل الشهر الماضي، وأكد أن جميع الانتحاريين «من خارج العراق»، ونفى حصول تعاون بينهم وبين مواطنين أكراد في الداخل. على صعيد آخر، يعاني العرب القادمون من محافظات الوسط والجنوب صعوبة الدخول إلى اقليم كردستان بعد تلك التفجيرات، فيما أكد نائب كردي أن هذه الإجراءات ل «سلامة العراقيين». وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «العملية الإرهابية جاءت بعد ستة أعوام من الهدوء في أربيل»، ولفت إلى أن «الإرهابيين استطاعوا الوصول إلى الإقليم وفجروا سيارتين وحاول الانتحاريون الدخول إلى مبنى الاسايش ولكنهم لم يستطيعوا تحقيق هدفهم». وأكد أنه «تم اعتقال عدد من الإرهابيين الذين لهم علاقة مباشرة بالعملية»، ولفت إلى أنهم «استفادوا من التسهيلات التي تقدمها حكومة الإقليم للمواطنين الذين يأتون إلى كردستان سواء للعمل أو السياحة». وزاد أن «الاسايش ستغير من خططها الأمنية وتحاول سد الثغرات كي لا يكون هناك أي خرق أمني»، وشدد على «عدم السماح بوصول يد الإرهاب إلى إقليم كردستان». من جهته، قال مدير «الاسايش» في أربيل طارق نوري، خلال المؤتمر الصحافي إن «الإرهابيين قدموا جميعاً من خارج الإقليم ولم تقدم لهم أي مساعدة من الداخل ولم يستطيعوا تحقيق الهدف الذي خططوا له». وأشار إلى اعتقال ثلاثة ممن لهم علاقة مباشرة بالعملية، من «بينهم المدعو هاشم صالح محمد المعروف بأبي سعد، وهو الذي اشترى السيارتين في كركوك وتم نقلهما إلى مكان قريب في جنوب غربي الموصل في قاطع الجزيرة». وأكد أن «أبو سعد قال في اعترافاته أن المدعو أبو زهراء كلفه شراء سيارتين فقام بشرائهما وتم تجنيد ثلاثة انتحاريين أيضاً في غرب الموصل». وأضاف أن «الإرهابي الثاني يدعى محمد خليل خدوش المعروف بشعلان، الذي قال إنه انتمى إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام عام 2012 وساعد الإرهابيين في إيصال السيارتين إلى أربيل». وأشار إلى أن «الإرهابي الثالث يدعى أحمد أبو المناظر، وهو خبير في تفخيخ السيارات وصناعة الأحزمة الناسفة وقد أشرف على العملية وتفجير السيارة الثانية من بعد»، وأكد أن «الانتحاريين من خارج العراق، ولم يثبت تورط أي شخص من داخل الإقليم في العملية». وأوضح أن الأجهزة الأمنية لم «تطرد أي مواطن عربي عراقي من الإقليم وسيتم التعامل معهم مثلما كان في السابق». وعن جنسيات الانتحاريين، قال نوري إلى أنها «غير معلومة، ولكن يبدو أنهم جاؤوا من خارج العراق». وشهدت أربيل أواخر الشهر الماضي سلسلة انفجارات استهدفت مبنى مديرية الأمن العام (الاسايش) في أربيل ووزارة الداخلية التي تقع وسط المدينة، أسفرت عن مقتل سبعة من عناصر الحماية وجرح اكثر من أربعين آخرين، فيما قتل جميع المهاجمين وعددهم ستة أشخاص. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تلك التفجيرات «رداً على دعم الإقليم المسلحين الأكراد الذين يقاتلون التنظيم شمال سورية». وقال عضو كتلة «التحالف الكردستاني» النائب شوان محمد طه ل «الحياة»، إن «الإجراءات الأمنية المتخذة عند مداخل إقليم كردستان هي لحماية جميع المواطنين العراقيين داخل المحافظات الكردية». ونفى وجود تضييق على دخول العرب، وأشار إلى أن «إجراءات أمنية مشددة اتخذت عند هذه المداخل وهي لمصلحة المقيمين والوافدين». وأشار إلى أن «التفجيرات التي شهدتها أربيل تؤكد وجود مخطط لاستهداف التجربة الكردية الناجحة سياسياً واقتصادياً وأمنياً».