ضربت سلسلة تفجيرات إجرامية مناطق متفرقة من العاصمة بغداد أمس الاثنين؛ لتوقع عشرات القتلى والجرحى، في مشهد درامي متكرر وانهيار أمني جديد. وضربت سلسلة تفجيرات ب13 سيارة مفخخة مناطق عدة من العاصمة بغداد، أسفرت عن وقوع عشرات من القتلى والجرحى، بلغ عددهم بحسب مصادر عراقية أمنية أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح، وشملت كلاً من مدينة الصدر والكمالية وبغداد الجديدة والبلديات والشعب والشرطة الرابعة والكاظمية وسبع البور وحي أور والكرادة، في انهيار أمني جديد جاء بعد يوم واحد من تفجيرات انتحارية مماثلة بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، ضربت محافظة أربيل في كردستان العراق، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية العراقية أن 37 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بتفجيرين جديدين شمالي وغربي بغداد، في حادث هو ال11 من نوعه. وقالت الداخلية في بيان لها إن سيارة مفخخة انفجرت قرب مرأب للسيارات في ساحة عدن بمنطقة الكاظمية شرقي بغداد؛ ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 16 آخرين. كما أشارت الداخلية إلى أن سيارة مفخخة ثانية انفجرت في شارع المركز بمنطقة الغزالية؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح. كما بيَّنت الداخلية أن 28 شخصاً على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار سيارتين مفخختين شمالي بغداد في خامس تفجير من نوعه اليوم، وانفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من دائرة الجنسية في ساحة عدن بمنطقة الكاظمية شمالي بغداد؛ ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين. كما انفجرت سيارة مفخخة قرب سوق شعبية في منطقة سبع البوم شمالي بغداد؛ ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات. وفي سياق متصل، أعربت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن شعورها «بالصدمة والقلق» نتيجة التفجيرات الانتحارية التي حدثت في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، داعية السلطات الإقليمية والوطنية إلى العمل معاً ضماناً لاستمرار «الهدوء والطمأنينة» في أرجاء الإقليم، وتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، في بيان أصدره مكتبه الإعلامي: «إن سلسلة التفجيرات التي استُخدمت فيها سيارات مفخخة مستهدفة مدينة أربيل، مسفرة عن سقوط عدد من الضحايا، قد أصابتني بالصدمة والقلق، ولاسيما أن أربيل ظلت تنعم بالأمن والسلام لسنوات عديدة». ودعا ملادينوف السلطات الإقليمية والوطنية إلى «العمل معاً لضمان استمرار الهدوء والطمأنينة في أرجاء الإقليم كافة، وتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة». وكانت سلطات الأمن (الآسايش) في إقليم كردستان قد قالت في بيان أصدرته إن مقر مديرية الآسايش في أربيل تعرض في الساعة الواحدة و42 دقيقة من بعد ظهر الأحد لهجوم «إرهابي»، عندما اقتربت سيارة من نوع ميني باص، يقودها أحد الانتحاريين كان ينوي دخول مقر المديرية؛ إذ تعرض لإطلاق النار من قبل حرس المديرية؛ ما أدى إلى انفجار السيارة في مدخل المبنى، وفي الوقت نفسه قام أربعة انتحاريين بإطلاق النار والرمانات اليدوية، وحاولوا اقتحام المبنى، إلا أن حرس ومنتسبي الآسايش تصدوا لهم، وتمكنوا من قتلهم جميعاً. مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن مقتل ستة من منتسبي الآسايش وإصابة 42 آخرين من منتسبي قوات الأمن والشرطة والدفاع المدني، مؤكدة أن هذه العملية «الإرهابية» هي الأولى من نوعها بعد ستة أعوام من الهدوء والاستقرار في الإقليم؛ إذ تمكنت خلال تلك المدة من إحباط الكثير من المخططات الإرهابية. وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد تبنى أمس الاثنين التفجيرات التي استهدفت مديرية الأمن الكردي (الاسايش) وسط أربيل الأحد، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. ونقلت مصادر إعلامية كردية محلية أ «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام أعلن مسؤوليته عن تنفيذ الهجمات التي ضربت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان الأحد». وكانت محطة تلفزيون كردستان تي في (Kurdistan TV) التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني وقنوات محلية أخرى قد ذكرت أن المجاميع المسلحة من تنظيم اقاعدة أعلنت عبر مواقعها الإلكترونية ومن خلال صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر) مسؤوليتها عن هجمات أربيل، وتناقلت أخبار التفجيرات عبر الموقع، مشيرة إلى أنها قد نفذت من قبل انتحاريين من تنظيم القاعدة (فرع بلاد الرافدين).