فيما استمر مسلسل الهجمات الطائفية في العراق أمس، وقتل العشرات بتفجير انتحاري وسط معزين في جامع الحسين، هزت سلسلة انفجارات أربيل، عاصمة إقليم كردستان، مستهدفة مبنى مديرية «الآسايش» (الأمن العام)، أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى. وسارت مخاوف من أن تكون هذه مقدمة أو بداية لانتقال العنف إلى الإقليم الذي يتمتع بالهدوء، ويفخر زعماؤه بإنجازاتهم الأمنية والاقتصادية. وربط علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، بين الحادث والأزمة السورية، ولم يستبعد أن تكون «جبهة النصرة» وراءه، مذكراً بالمعارك بين الأكراد السوريين والجبهة التي تحاول السيطرة على قراهم. وطردت الآلاف منهم إلى إقليم كردستان. وانفجرت بعد ظهر أمس سيارة مفخخة يقودها انتحاري أمام مبنى مديرية «الآسايش»، قرب وزارة الداخلية، في شارع 60، تبعتها انفجارات أخرى بسيارة مفخخة وعبوات ناسفة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 36 آخرين، رافقها إطلاق نار كثيف. ووضعت قوات الأمن والشرطة في حال الاستنفار القصوى. وأعلن محافظ اربيل نوزاد هادي أن «قوات الأمن تمكنت من قتل أربعة إرهابيين وانتحاريين كانا يقودان سيارتين مفخختين». وهذه الهجمات الأولى من نوعها التي يشهدها إقليم كردستان المستقر أمنياً، منذ آخر تفجير استهدف مبنى وزارة الداخلية بشاحنة مفخخة في 10 أيار (مايو) عام 2007، كما شهدت مطلع شباط (فبراير) عام 2004 هجمات نفذها انتحاريان استهدفت مكاتب رئيسية للحزبين «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، و»الاتحاد الوطني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني، قتل خلالها مسؤولون في الحزبين. إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب» عن الموسوي قوله إن الحكومة الاتحادية «تدين بشدة الهجوم الذي يؤكد أن الإرهاب لا يتقيد بساحة معينة إنما يستهدف الجميع»، مشدداً على أن «التعاون (بين بغداد والأكراد) موجود ويجب أن يتعزز اكثر». وأضاف إن «سورية أثرت فينا جميعاً وليس بعيداً أن يكون (الهجوم) إحدى شظايا الأزمة السورية، ونحن ندعو إلى حل سياسي في اقرب وقت ووقف تدفق الأسلحة التي بدأت تشكل خطراً على الجميع». وهناك معارك يومية بين الأكراد و»جبهة النصرة» التي هجرت الآلاف منهم من أراضيهم وقد تكون قررت نقل المعركة إلى إقليم كردستان. وكان رئيس الإقليم مسعود بارزاني هدّد في وقت سابق بالتدخل للدفاع عن أكراد سورية في حال ثبوت تعرضهم للقتل على ايدي الجماعات الإرهابية. في بغداد، قتل 27 شخصاً على الأقل، وأصيب 35 في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء شيعي أقيم داخل مسجد في قضاء المسيب، جنوب بغداد، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة إن «انتحارياً فجر نفسه في مسجد الحسين في المسيب (60 كلم جنوب بغداد) بين مشاركين في مجلس عزاء، ما ادى الى مقتل 27 شخصاً وإصابة 35». وأكد مصدر طبي حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف المعزين بشخص قتل قبل يومين جراء تفجير منزله. وأوضحت مصادر في الشرطة ان «مسجد الحسين قديم، وقد ادى التفجير الى انهيار سقفه فوق رؤوس المعزين».