اعتبر مصدر فرنسي ديبلوماسي مطلع على الاتفاق الذي أبرمته في جنيفإيران والدول الست المعنية بملفها النووي، أن الاتفاق مرض بالنسبة إلى إسرائيل. وأشار إلى أن تل أبيب كانت حددت 4 شروط، أولها وقف طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وهذا ما تحقق، ثم تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بتلك النسبة إلى وقود نووي، وتجميد العمل في منشأة آراك بحيث لن تُشغّل قبل 6 اشهر، ولا حجة لإسرائيل لتدميرها خلال تلك الفترة. ورأى المصدر أن الجديد في الاتفاق وقف إيران صنع أجهزة طرد مركزي جديدة تُستخدم في التخصيب، معتبراً أن الأمر لم يحدث منذ العام 2006. ولكن السؤال على المدى الطويل هو المدى العسكري للبرنامج النووي، الذي لم يتطرق إليه الاتفاق ومن شأنه أن يكون موضوع الاتفاق النهائي. وأتاحت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لإيران الحفاظ على قدرة للتخصيب، ما يخيف إسرائيل ودولاً أخرى. وما أُبرم في جنيف يجمّد البرنامج النووي، بحيث لن يتقدّم ولن يتراجع. لكن النقطة الأساسية للتسوية النهائية تتمثّل في إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك قدرة تخصيب تمكّنها من صنع سلاح ذري بسرعة. وكان مصدر ديبلوماسي فرنسي آخر كشف أن باريس كانت مطلعة على المفاوضات السرية بين واشنطنوطهران، في موازاة المحادثات بين إيران والدول الست. وأشار إلى أن فترة الاتفاق (ستة اشهر) قابلة للتمديد، على ألا تتجاوز السنة للمرحلة اللاحقة، معتبراً انه يشكّل تقدماً، إذ إنها المرة الأولى منذ سنوات تحصل الدول الست على تجميد البرنامج النووي الإيراني، في مقابل تخفيف جزء من العقوبات، ما يتيح مرحلة جديدة في إطار تدابير ثقة تضمن التوصل إلى اتفاق نهائي دائم. ورأى المصدر في الاتفاق تسوية مع تنازلات من الجانبين. ونفى المصدر تأثير الروح الإيجابية التي سادت محادثات جنيف، في ملفات أخرى مع إيران، لافتاً إلى أن المفاوضات السرية بين واشنطنوطهران اقتصرت على الملف النووي. واعتبر أن من المبكر التحدث عن تأثير هذا الاتفاق في ملفات أخرى. وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن نظيره الأميركي جون كيري ابلغه بالمفاوضات السرية مع إيران «فور بدئها»، مستدركاً: «لم نُبلّغ بالتفاصيل، لكننا اتفقنا مع كيري على أن هناك من جهة مفاوضات الدول الست تقودها (وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي) كاثرين آشتون التي قامت بعمل ممتاز، ولأن الأميركيين في الصف الأول في هذا النزاع، هناك أيضاً محادثات بينهم وبين الإيرانيين، كانت سرية». وأشار إلى أن المفاوضات السرية أتاحت صوغ نص عُرض خلال جولة المحادثات في جنيف مطلع الشهر، لكنه «لم يكن مقبولاً بأكمله» من طهران ورفضته باريس، إذ لم يكن صارماً بدرجة كافية حيال البرنامج النووي الإيراني.