تقدّمت إيران خطوة لتسهيل إبرام اتفاق مع الدول الست المعنية بملفها النووي، خلال محادثات جنيف بعد غد والخميس، إذ أعلنت أنها «تستغني» عن اعتراف تلك الدول علناً بحقها في تخصيب اليورانيوم، معتبرة أنها تملك هذا الحق بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. في غضون ذلك، خاطب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الإسرائيليين باللغة العبرية، مؤكداً أنه «سيبقى صديقاً» لإسرائيل، كما تعهد «ألا يساوم على انتشار السلاح الذري» في المنطقة، في إشارة إلى الملف النووي لإيران. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «وصلنا إلى مرحلة حساسة في المفاوضات، وأعلنا رسمياً وجوب وضع حق إيران في التخصيب، في أي اتفاق مقبل». وتطرّق إلى تصريح لنظيره الأميركي جون كيري أفاد بأن بلاده لا تعترف ب «حق» طهران في التخصيب، قائلاً: «ذلك لا يعني أن (الأميركيين) يرفضون أن تخصّب إيران اليورانيوم وأنهم لا يعترفون بذلك». واستدرك: «حق ايران في التخصيب لا يمكن التفاوض عليه، لكننا نستغني عن الاعتراف به بوصفه حقاً، إذ إنه حق ثابت بموجب المعاهدة النووية، وعلى كل الدول احترام ذلك. ونتوقع أن تحترم الدول المشاركة في المفاوضات، هذه الحقوق». وكان ديبلوماسيون غربيون ذكروا أن إحدى النقاط العالقة في محادثات جنيف، تمثّلت في إصرار ايران على «حقها» في التخصيب. وحذر من احتمال تبدّد التقدّم في محادثات جنيف، إذا لم يتوصل الجانبان إلى «نتيجة مرضية» تتضمن رفع العقوبات. وفي تل ابيب، شدد هولاند على أن «فرنسا لن تساوم على الانتشار النووي». وأضاف لدى وصوله إلى مطار بن غوريون، حيث استقبله نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: «تعتبر فرنسا الانتشار النووي خطراً وتهديداً، خصوصاً لإسرائيل والمنطقة، والعالم بطبيعة الحال. وطالما لم نتيقّن من تخلّي إيران عن السلاح النووي، سنُبقي على كل شروطنا والعقوبات». وخاطب الإسرائيليين بالعبرية، قائلاً: «سأبقى دوماً صديقاً لإسرائيل». وخلال زيارته بيريز في مكتبه، قال هولاند: «نريد اتفاقاً (مع إيران)، ويمكن التوصل إليه فقط إذا تخلت عن السلاح النووي». وأشاد بيريز ب «موقف (هولاند) الذي لا يتزعزع، لمنع إيران من امتلاك هذا السلاح»، معتبراً أن طهران «تسعى إلى السيطرة على الشرق الأوسط، مع أسلحة ذرية وصواريخ بعيدة المدى». وخاطب هولاند بالفرنسية، لافتاً إلى أن زيارته «تسلّط الضوء على التزامه بإسرائيل والاحترام العميق الذي يربط شعبينا». أما نتانياهو فأكد أن «إسرائيل ترى في فرنسا صديقاً حقيقياً»، مشدداً على أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً «يهدد إسرائيل ودول الشرق الأوسط، ولكن أيضاً فرنسا وأوروبا والعالم». ونبّه خلال جلسة للحكومة الإسرائيلية، إلى أن زيارة هولاند «تحظى بأهمية خاصة، في ضوء محادثات جنيف حول الملف النووي الإيراني»، مضيفاً: «آمل بأن نتمكن من إقناع أصدقائنا هذا الأسبوع وفي الأيام المقبلة، بنيل اتفاق افضل بكثير. يمكن تحقيق ذلك». وأشار نتانياهو إلى أنه سيناقش تطورات الملف النووي الإيراني، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بعد غد، واستقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إسرائيل الجمعة المقبل. وأضاف: «كيري صديق قديم، لي ولإسرائيل أيضاً. تقع خلافات حتى بين أفضل الأصدقاء، لا سيما في مسائل مرتبطة بمستقبلنا ومصيرنا». لكنه كرر رفضه التوصل إلى «اتفاق سيء جداً» في جنيف، قائلاً لشبكة «سي أن أن» إن الغربيين «يجازفون بانهيار نظام العقوبات الذي تطلّب بناؤه سنوات». وقالت مصادر فرنسية ل «الحياة» إن إبرام اتفاق في جنيف قد يؤدي إلى رفع عقوبات أوروبية عن إيران، بينها المواد البتروكيماوية، ولكن لا العقوبات الأساسية المرتبطة بالنفط. كما رجّحت أن تنهي واشنطن تجميد أرصدة إيرانية لدى دول.