لم يحتل عالم الموضة والأزياء قبل نحو عقدين من الزمن مساحة تذكر في السعودية، لكنه الآن يسيطر على شريحة ضخمة خصوصاً من الشباب. وبقي الاهتمام بالزي والملبس طوال الفترة الماضية «استهلاكياً» من دون أي تجارب محلية تذكر لخوض هذا النوع من الأعمال. لكن تزايد في السنوات القليلة الماضية عدد الشبان والشابات السعوديات الذين يحاولون اقتحام عالم الموضة والأزياء كمؤثرين ومنتجين فعليين بعيداً من دور المتلقي أو المستهلك. صحيح أن تجارب بعضهم لا تتجاوز المغامرة أو حتى «الهواية»، لكن في المقابل ترك البعض الآخر بصماته خصوصاً لجهة إدخال الثوب أو العباءة إلى الدور ومنصات العرض العالمية. وتطور الأمر حالياً ليصل حد المنافسة، فمن المصممين من انجرف وراء الموضة الغربية، في ما كانت لآخرين رؤية خاصة تمثلت بمحاولة إضفاء لمسات فنية على بعض الأزياء العالمية مستوحاة من التراث السعودي أو الشرقي عموماً. وقالت المصممة هند راشد إنها تحاول جاهدة إيجاد خط واضح لتصاميمها وأضافت: «يعتقد كثيرون ان تصميم الأزياء مجرد هواية، وسهل جداً بينما هو صعب ويحتاج الى دراسة وعلم متقن». وأضافت: «حاولت من خلال متابعتي لعدد من كبار المصممين في الوطن العربي قراءة أفكار بعضهم في التصميم وكيفية تركيب القطع، إلا أن هذا الأمر يحتاج الى وقت وسفر كثير». وتبدي هند استغرابها من ظهور عشرات الأسماء لمصممات لم تسمع بهن من قبل، بعضهن عاد منذ فترة بسيطة من خارج السعودية، وأخريات فضلن دراسة التصميم على الالتحاق بفرع تقليدي. الحلم بإيجاد اسم أو علامة تجارية بأسرع وقت ممكن، من دون دخول دهاليز هذا المجال وما يحدث فيه خلف الكواليس، كان أصعب ما واجه الهاويات من المصممات، إذ يدركن في فترة متأخرة ان المجال الذي قررن دخوله يحتاج إلى تخصص ودراسة. ويقول وليد البدر وهو مصمم هاو، إنه يتابع الموضة العالمية وأحدث الموديلات والماركات، لكي يعرف خطوط الموضة في اوروبا ثم يحاول ايجاد تركيبات مناسبة تتماشى مع اذواق الشباب السعودي. ويضيف: «بدأت من الجامعة، عندما أصبحت أختار لأصدقائي ملابسهم وأنسق ألوانها، الأمر الذي جعلني مستشار الأناقة لبعضهم، لكنني وضعت لمسات بسيطة على بعض القمصان وأحلم بأن اكون مصمم ازياء ناجحاً. لكن الأمر يحتاج الى ان اخضع لعدد من الدورات في عواصم الموضة». وتمنى وليد أن يضع المصممون الكبار خبراتهم امام الجيل الجديد ويمدوا لهم يد العون، لأن هذا الطريق الذي يعتقد كثيرون انه سهل هو في حقيقة الأمر يعتمد على الذوق والمعرفة في اختيار الأقمشة. ويشير المصمم العالمي أحمد بدوي إلى أن التصميم يحتاج إلى تخصص دقيق. ويقدم بدوي دورات في مدينة جدة لعدد من السيدات ويشرح لهن مبادى التصميم كما أنه لا يبخل بأي نصيحة في هذا المجال. ويرى بدوي أن الأهم من دخول مجال التصميم الاستمرارية، فكثيرة هي الأسماء التي تظهر وتختفي، متوقعاً أن تتحول السوق السعودية الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، على رغم ان عدد المحترفين قليل جداً. وأبدت مصممة الأزياء الإماراتية رانيا البستكي استغرابها من كثرة الأسماء وضعف الإنتاج، مؤكدة إن بعضهن يسعىن إلى اللقب اكثر من أي شيء آخر. واتهمتهن البستكي باللجوء إلى اختصاصيين من جنسيات عربية للتصميم لهن، واصفة إياهن ب «مدعيات يقلّدن الأسماء المعروفة».