عقدت في لندن جولة جديدة من «الحوار بين المسلمين والمسيحيين واليهود»، نظمها معهد وولف في جامعة كيمبردج، بمشاركة «مركز إسهامات المسلمين في الحضارة» في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة ممثلاً بالدكتورة عائشة يوسف المناعي، وهي عميدة كلية الشريعة. قالت المناعي ل» الحياة» قبيل مخاطبتها عدداً من الأساتذة والعلماء إن دعوتها للحديث في لندن عن قضايا مهمة «خطوة إيجابية». واعتبرت «الحوار ليس ترفاً، بل واجب ديني تقتضيه مصالح البشرية، وهذا يستلزم أن يكون طريق الحوار مفتوحاً بين جميع الأطراف، بدلاً من الصراع والصدام والإقصاء»، مشيرة إلى وجود «كثيرين ينكرون التعددية الدينية، ويصدرون الأحكام ضد من ليس على دينيهم». وأوضحت أن «ذلك مخالف لدعواتنا إلى الديموقراطية التي لا يمكن لها أن تعيش وتستقر وتنمو إلا بالإيمان بتعددية البشر وبحرياتهم، وهذا الإيمان يستلزم الإيمان بتضارب المصالح أحياناً وبطغيان الأنانية والعصبية أحياناً أخرى». ودعت إلى «التحاور والتشاور والتنازل والاحترام والتعاون كي يتمكن الجميع من البناء والعيش بسعادة وسلام»، وحضت على «نقل الحوار من هذه الجدران المغلقة إلى الخارج، فلا يمكننا أن نظل ننظّر ونتحدث كثيراً في مسائل الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وفي الخارج إخوتنا يتصارعون ويتقاتلون». ونبهت إلى وجود معوّقات «كثيرة ومحرجة لنا جميعاً نحن (دعاة الحوار) الإسلامي المسيحي اليهودي، بينها أن ظهور نظرية صدام الحضارات كنظرية سياسية في العلاقات الدولية شكّل خطورة على علاقة الغرب بالعالم الإسلامي، والتعصب للطائفية والمذهب والدين والفكر، وضيق الأفق والفهم المغلوط لمفهوم الحوار عند المسلمين وغيرهم على أن هذا الحوار يؤدي إلى تخريب العقيدة والدين، وعدم الاعتراف بحق الاختلاف». ودعت إلى معالجة «عدم الثقة والشك المستمر بين الأطراف، فمثلاً عند بعض المسلمين رفض مستمر لكل ما هو غربي، وعند كثير من الغربيين أن الإسلام دين عنف وإرهاب وكره للآخرين»، وقالت «هناك عائق كبير يعوّق الحوار بين الإسلام والمسيحية من جانب واليهودية من جانب آخر، وهذا كثيراً ما يرتكز على فكرة عند المسلمين والمسيحيين حول عداوة الصهيونية ومحاولة إقصائها لغير اليهود عن المسجد الأقصى، وما تقوم به تجاه الفلسطينيين من ظلم وعدوان، الأمر الذي جعل عند الطرف الآخر نوعاً من عدم الثقة والخوف من اليهود الذين لا نجد عندهم قبولاً للآخر ولا لحواره».