خطباء المملكة الإسراف في الموائد منكر وكسر لقلوب الفقراء والمساكين    اكتشاف نقوش ورسوم صخرية تعود إلى ما قبل الميلاد في محمية الملك عبدالعزيز الملكية    روبي ويليامز: طلبات التقاط الصور الذاتية تصيبني ب «الذعر»    وزير الصحة يزور الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في مدينة ليون    إمام المسجد الحرام: الدنيا دار ابتلاء والموت قادم لا محالة فاستعدوا بالعمل الصالح    "الزكاة والضريبة والجمارك" في منفذ البطحاء تحبط محاولة تهريب أكثر من 11 كيلوغرام من "الشبو"    وزارة الرياضة ومجمع الملك سلمان للغة العربية يطلقان "معجم المصطلحات الرياضية"    تشكيل النصر المتوقع أمام القادسية    خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل افتتاح متحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية في المنطقة الثقافية في السعديات    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام الفتح    مبادرة "نبض إنسان" تواصل جهودها التوعوية    إمام المسجد النبوي: التوحيد غاية الخلق وروح الإسلام وأساس قبول الأعمال    تعاون بناء بين جامعة عفت واتحاد الفنانين العرب    محافظ صامطة يلتقي قادة جمعيات تخصصية لتفعيل مبادرات تنموية تخدم المجتمع    جامعة شقراء تنظم اليوم العالمي للمختبرات الطبية في سوق حليوة التراثي    أمطار رعدية على اجزاء من مناطق الرياض ومكة وعسير    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية    إعاقة الطلاب السمعية تفوق البصرية    مرصد حقوقي: المجاعة وشيكة في غزة ومليون طفل يعانون سوء تغذية حاد    مجلس الأمن يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة في السودان    رسوم ترمب الجمركية ..التصعيد وسيناريوهات التراجع المحتملة    توتنهام يتغلب على أينتراخت فرانكفورت    النفط يسجل زيادة بأكثر من 3 بالمئة    قتيلان في إطلاق نار في جامعة في فلوريدا    تشيلسي الإنجليزي يتأهل للمربع الذهبي بدوري المؤتمر الأوروبي    ممتاز الطائرة : الأهلي يواجه الاتحاد .. والابتسام يستضيف الهلال    نائب وزير الخارجية يستقبل وكيل وزارة الخارجية الإيرانية    في توثيقٍ بصري لفن النورة الجازانية: المهند النعمان يستعيد ذاكرة البيوت القديمة    الغزواني يقود منتخب جازان للفوز بالمركز الأول في ماراثون كأس المدير العام للمناطق    انطلاق مهرجان أفلام السعودية في نسخته ال11 بمركز إثراء    وزير الدفاع يلتقي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني    نائب أمير منطقة جازان يضع حجر أساسٍ ل 42 مشروعًا تنمويًا    عبدالعزيز المغترف رئيساً للجنة الوطنية لمصانع الابواب والألمنيوم في اتحاد الغرف السعودية    نائب أمير جازان يرأس الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية للأمن السيبراني    معرض اليوم الخليجي للمدن الصحية بالشماسية يشهد حضورا كبيراً    24 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح خلال الربع الأول من 2025    تجمع القصيم الصحي يدشّن خدمة الغسيل الكلوي المستمر (CRRT)    تخريج الدفعة ال22 من طلاب "كاساو" برعاية نائب وزير الحرس الوطني    جامعة الإمام عبدالرحمن وتحفيظ الشرقية يوقعان مذكرة تفاهم    مشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية والأوروبية    قطاع ومستشفى تنومة يُنفّذ فعالية "التوعية بشلل الرعاش"    "التعليم" تدشن مشروع المدارس المركزية    بقيمة 50 مليون ريال.. جمعية التطوع تطلق مبادرة لمعرض فني    إحباط تهريب 147 كجم من الشبو وضبط مستقبليها    سجن مواطن لترويجه إعلانات "حج وهمية"    معركة الفاشر تقترب وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.. الجيش يتقدم ميدانيا وحكومة حميدتي الموازية تواجه العزلة    الاتحاد الأوروبي يشدد قيود التأشيرات على نهج ترامب    5 جهات حكومية تناقش تعزيز الارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن    الأمير سعود بن جلوي يرأس اجتماع المجلس المحلي لتنمية وتطوير جدة    القيادة تعزي ملك ماليزيا في وفاة رئيس الوزراء الأسبق    يوم الأسير الفلسطيني.. قهرٌ خلف القضبان وتعذيب بلا سقف.. 16400 اعتقال و63 شهيدا بسجون الاحتلال منذ بدء العدوان    أنور يعقد قرانه    قيود أمريكية تفرض 5.5 مليارات دولار على NVIDIA    حرب الرسوم الجمركية تهدد بتباطؤ الاقتصاد العالمي    مؤسسة تطوير دارين وتاروت تعقد اجتماعها الثاني    قوات الدعم السريع تعلن حكومة موازية وسط مخاوف دولية من التقسيم    رُهاب الكُتب    سمو أمير منطقة الباحة يتسلّم تقرير أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرة خادم الحرمين الشريفين خطوة جريئة وعظيمة تعود بالنفع علىالأمة والإنسانية
نائب مجمع الفقه الإسلامي بالهند :
نشر في الندوة يوم 02 - 06 - 2008

أكد الشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالهند في ورقته المقدمة للمؤتمر بأنه الواضح للعيان أن (الفلسفات الوضعية) فشلت فشلا ذريعاً في إسعاد البشرية، فكلما أرادت تلك الأفكار حل مشكلة فكرية، أو اقتصادية أو اجتماعية؛ تعقدت تلك المشكلة، وتحولت من حالة إلى ظاهرة، ومن ظاهرة إلى أزمة، وكلما أريد علاجها اتسع الخرق على الراقع، وبدأ المجتمع الإنساني يئن منها.
والسبب في ذلك أنها جعلت التفكير الإنساني وحده أساساً لحل كافة مشكلات الحياة الإنسانية المادية والروحية ، واستغنت عن الوحي الإلهي تماماً، أو مالت إلى ممارسات وطقوس تراكمت عبر القرون بسبب الجهل والخضوع أمام مظاهر الكائنات.
وقال إن أي برنامج للحوار الدولي بين الأمم والشعوب لا يمكن إنجاحه بصرف النظر عن هذا العدد الهائل من البشر، فمن الطبيعي أن تدرس هذه الفلسفات الوضعية أو الديانات غير السماوية، وتبحث نقاط الإيجاب والسلب في تعاليمها وفي المعتقدات التي يؤمن بها أتباع هذه الفلسفات والديانات؛ خاصة أن هناك احتكاكاً مباشراً للأقليات المسلمة التي تعيش في ظل هيمنة الهندوسية أو البوذية.
كما أن تقارب المسافات بين البلاد والأمصار وظهور الأدوات الحديثة للاتصالات والمعلومات قربت كل الشعوب بعضها ببعض، وأوجدت مصالح مشتركة بين الدول الإسلامية والبلاد التي يدين معظم أفراد سكانها بتلك الديانات والفلسفات.
وأوضح إن الحوار مع أهل الديانات السماوية وكذلك مع أتباع الفلسفات الوضعية مطلب شرعي؛ سواء كان بهدف إيصال الخير والصدق إلى الناس، أو من أجل إيصال الناس إلى الحق والصدق؛ خاصة في وقت أصبح العالم فيه على صفيح ساخن يهدد العالم بنشوب حرب تأتي على الأخضر واليابس، فتكون كارثة مدمرة للإنسانية جمعاء.
و المسلمون هم أولى الناس بالمبادرة إلى حوار شامل لإنقاذ الإنسانية مما تعاني منه، وإظهار ما لديهم من مبادئ ومثل وعقائد وآداب لأن الناس في أمس الحاجة إليها.
وأشار إن شعار عقد الحوار مع كافة الأمم والشعوب الذي طرحه خادم الحرمين الشريفين خطوة جريئة ومبادرة عظيمة تعود بالنفع على الأمة ثم على الإنسانية جمعاء، وذلك لما في الحوار المتبادل من تأثير في نزع فتيل الصراعات والاشتباكات بين الأفراد والجماعات.
إن حب الخالق فطرة جُبِل عليها الإنسان، وإن نزعة التدين وظاهرة الالتزام قديمة قِدَم الإنسان نفسه، ففي فترات التاريخ التي طال فيها الأمد ولم يبق فيها التزام بالهدى والكتاب المنير؛ مال الإنسان إلى اختراع الديانات والمعتقدات بنفسه واجتالت الشياطين البشر فصنع بعضهم آلهة لسدّ الفراغ الروحي، واخترعوا فلسفات ومعتقدات أضحت ديانات وتفرعت عنها فرق وطوائف، ودونت لها الصحائف والكتب، وأصبغت عليها القدسية وخضعت لها النفوس، وصنعت لها الهياكل والتماثيل، وبنت لها الصوامع والمعابد.
وهناك فرق واضح ودقيق بين الأديان التي لها مرجعية دينية سماوية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية ... وبين المعتقدات أو الفلسفات التي اخترعها الإنسان من أجل سد الفراغ الروحي في حالة غياب الأديان الصحيحة أو عدم الثقة في السائد منها؛ لأسباب دينية وبيئية حيناَ؛ ونفسية وعنصرية حيناً آخر.
د. الهليل يقدم ورقة منهج الحوار وضوابطه
ويتناول د. أحمد محمد هليل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية ورقة عمل (منهج الحوار وضوابطه) وذكر أن الاختلاف سنة كونية منحت الحياة ألواناً مختلفة من نتاج الأفكار وأنماطاً متعددة من آثار السلوك وإحقاقاً لوجهة واحدة في مسائل الاختلاف كان الحوار وكانت مناهجه وضوابطه لتعطي الخلاف بين الفرقاء بعداً إنسانياً دون أن يتحول لأداة دمار وبغض وكراهية بالإقرار بالحرية الفكرية لدى المتحاورين والابتعاد عن الأجواء الانفعالية والتزام الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والتسليم بإمكانية صواب الخصم.
د. السقار: إشكاليات الحوار ومحظوراته ويقدم د. منقذ بن محمود السقار (البحث في رابطة العالم الإسلامي) ورقة العمل حول (إشكاليات الحوار ومحظوراته) وأبان السقار تزداد اليوم حاجة البشرية إلى ثقافة التسامح والتعايش في عالم أصبح قرية صغيرة تتلاقح فيها الثقافات عبر وسائل الإعلام المختلفة مشيراً إلى ضرورة التأمل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والمواقف الحوارية التي حقق فيها النبي صلى الله عليه وسلم أخلاق الحوار وآدابه كما علمه ربه وذكر أن طوال القرون الماضية كانت الأمة المسلمة رائدة للحضارة وقائدة للأمم فكان نتيجة ذلك ترسيخ الحوار والتعايش مع أهل الأديان الأخرى.
للحوار في شريعة الإسلام أركان وآداب وأسس لايجوز الخروج عليها
أكد فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر في ورقته المقدمة للمؤتمر بأن كلمة الحوار من الكلمات الحسنة المقبولة التي يرتاح لها العقلاء، لأنها في معظم أحوالها يقصد بها المناصحة، والمجاوبة، والمناقشة، والوصول إلى الحق والإصلاح.
بخلاف كلمة الجدل والمجادلة والجدال، فإنها في معظم أحوالها كما يقول علماء فن المناظرة يقصد بها: إلزام الخصم، والتغلب عليه، دون اهتمام بإظهار ما هو حق وصواب.
وقال للحوار في شريعة الإسلام أركان يجب أن يقوم عليها، وآداب يجب أن تلتزم ، وأسس يجب أن تتبع ، ومبادئ لا يجوز الخروج عليها.. ومن هذه الأركان وتلك المبادئ:
أولاً: أن يكون الحوار قائماً على الصدق، بعيداً عن الكذب والسفسطة والأوهام، ولقد ساق القرآن الكريم كثيراً من الحوار الذي دار بين الرسل الكرام وبين أقوامهم.. وعندما نتدبر هذا الحوار نراه قائماً من جانب الرسل على الصدق.
والحوار متى كان قائماً على الصدق، كانت نتيجته النصر والخير، وتلك سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
وثانياً:كذلك من أسس الحوار ومن آدابه: التزام الموضوعية، ونقصد بذلك عدم الخروج عن موضوع الحوار إلى موضوعات أخرى فرعية خارجة عن موضوع الحوار.
وآفة بعض الناس أنهم إذا حاوروا غيرهم في موضوع، تعمدوا أن يسلكوا ما يسمى في هذه الأيام بخلط الأوراق، بحيث تتوه الحقيقة في متاهات هذه الفروع الخارجة عن موضوع الحوار.
والذي يتدبر القرآن الكريم يراه يعلم أتباعه ويأمرهم بالتزام الموضوعية في حوارهم مع غيرهم.
والخلاصة أن الذي يتدبر القرآن الكريم يرى أن إجابات الرسل الكرام خلال حوارهم مع أقوامهم منتزعة من أقوال هؤلاء الأقوام، ويرى كذلك أن الله عز وجل قد لقن نبيه الإجابة على شبهات أعدائه من واقع دعاويهم.
وهذا هو الحوار السديد الذي يقوم على التزام الموضوعية، وعدم الخروج عن الموضوع الذي هو محل الحوار.
وليت جميع الذين يحاورون غيرهم في موضوع محدد، يسلكون هذا الطريق الحكيم طريق التزام الموضوعية ، التي هي من خير الطرق للوصول إلى الحقيقة.
ثالثاً: ومن أركان الحوار وآدابه : التسامح بالبراهين الساطعة ، وبالأدلة الناصعة وبالمنطق السليم الذي يلقم المكابر أو المعاند حجراً ، وذلك لأن التسلح بالأدلة الواضحة وبالحجج القوية، يؤدي إلى النتيجة الحاسمة السريعة المقنعة لمن يستمع إليها.
ومن أمثلة ذلك: الحوار الذي قصه القرآن علينا ، والذي حدث بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وبين أحد الزعماء الجاحدين المغرورين.
ورابعاً: ومن الطرق التي يجب أن تتبع في الحوار، أن يقصد كل طرف من أطرافه، إظهار الحق والصواب في الموضوع الذي هو محل الحوار، حتى ولو كان هذا الإظهار على يد الطرف المخالف.
وهذا ما نراه واضحاً في حوار الصحابة رضي الله عنهم في كثير من القضايا المهمة التي يترتب على نتائجها خير للأمة.
وخامساً: كذلك من مستلزمات الحوار السليم: التحلي بخلق التواضع، وتجنب الغرور، والتزام الأسلوب المهذب الخالي من كل ما لا يليق، ولقد ساق القرآن الكريم أمثلة متنوعة لنماذج من الحوار القائم على التواضع، وإعطاء كل ذي حق حقه.
هذه هي بعض الأركان والأسس والآداب التي يجب أن تتوفر في الحوار بين الأفراد والجماعات.
ومتى توفرت ومعها النية الطيبة، والعزيمة الصادقة، كانت نتيجة ذلك أفضل الثمار وأيسر طريق للوصول إلى الحقيقة التي تقرها الشرائع السماوية، والعقول الإنسانية السليمة.
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحوار أمر ضروري بين الناس وهو وسيلة من أهم وسائل التواصل بينهم
واستعرض الدكتور احمد جاب الله مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس فرنسا ورقته التي سيلقيها بالمؤتمر مؤكداً بأن من آثار العولمة في عالمنا المعاصر اتساع حركة الأفكار وسرعة انتشارها، بما هو مُتاح اليوم من تطور وسائل المعرفة والاتصال، ولكن هذا التطور الهائل لم يؤدِّ بالضرورة إلى تحقيق التعارف والتقارب والتعايش بين بني البشر.
وقال إن الحوار الذي يمكن أن يحقق التعايش المنشود هو الذي يقوم على الاعتراف بالآخر واحترام خصوصياته الدينية والثقافية والحضارية.
وأوضح إن الحوار بين أتباع الأديان يُعدّ من أهم مجالات الحوار الفكري والثقافي، وذلك لما للدين من أهمية في صياغة الشخصية الحضارية لكل أمة، ولما للدين كذلك من أثر في النزاعات الحاصلة بين البشر؛ سواء من حيث إذكائها، أو بالعكس؛ من حيث العمل على تجاوزها؛ إذ أن الدين يمكن أن يكون عامل سلام وتقريب بين الناس ؛ أو يمكن أن يجعله أتباعه منطلقا ومبرّراً للصراع مع غيرهم.
وأضاف لمعالجة موضوع: الإسلام والحوار الديني، لا بد لنا من:
أولا: تحديد المقصود بالحوار الديني.
ثانيا: بيان موقف الإسلام من الحوار الديني.
ثالثا: أهداف الحوار الديني.
رابعا: ضوابط الحوار الديني.
المقصود بالحوار الديني هو تحقيق التعارف والتواصل بين المنتسبين للأديان، بحيث يعرض كل صاحب دين معتقداته ومفاهيمه وفقاً لما هو مستقر عنده؛ إذ إن الحوار مع الآخر لا يمكن أن يكون مُجدياً إذا كنا نريد من الآخر أن يكون على الصورة التي نُحدّدها له سلفاً.
يمكن لكل إنسان أن يدرس ويتعرف على الأديان الأخرى ، وأن يكون له تصورات عنها ومواقف من عقائدها ومبادئها، ولكن ذلك لا يغنيه عن الوقوف على فهم الآخر لدينه كما هو يعرضه، بل إن من أهداف الحوار بين الأديان تعديل بعض المفاهيم ورفع الالتباس، وإن ظل الخلاف قائماً حول القضايا المختلف فيها.
إن الحوار بين الأديان ليس غرضه إجبار الآخر على التخلي عن دينه، أو إلزامه باعتناق صورة معينة لدينه لا يرتضيها، وإنما التعارف معه من أجل تدعيم المشترك واحترام الاختلاف لتحقيق التعايش والتعاون.
وفي إطار هذا التصور للحوار الديني لا يمكن أن نقرّ ما يدعو له البعض من وحدة الأديان، بمعنى جمع الأديان على مبادئ موحدة، وإلغاء ما بينها من فروق واختلافات، وفكرة توحيد الأديان لا تجد ترحيباً من كل الديانات القائمة، لأنه لا يوجد أتباع دين واحد يقبلون بالتخلي عن شيء من معتقداتهم من أجل التقارب مع غيرهم.
وقال إن من مستلزمات الحوار الناجح بين أتباع الأديان أن يُحَدّد المقصود منه حتى ينطلق على بيّنة ووضوح مشترك بين الأطراف المتحاورة، ويبتعد بالتالي عن الوقوع في منزلقات تؤدي به إلى الانحراف عن الغاية المرجوة منه.
موقف الإسلام من الحوار بين أتباع الأديان:
إن التصور الإسلامي يعتبر الحوار أمرا ضرورياً بين الناس، لأنه وسيلة من أهم وسائل التواصل بينهم، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عن التواصل مع غيره، إذ طبيعة الحياة وتبادل المصالح والمنافع بين بني البشر أمر لا مناص منه؛ وإن من أهمّ أنواع الحوار، الحوار الديني.
آن الأوان لوضع حد للنظريات الصدامية بالحضارة الإسلامية
وأوضح الدكتور حسن عزوزي رئيس تحرير مجلة كلية الشريعة بجامعة القرويين في ورقته المقدمة بالمؤتمر لقد دعت محافل ومنظمات كثيرة إلى حوار الحضارات منذ الستينات من القرن المنصرم، ثم انتهى الحوار إلى أوراق نشرت في كتب وأذيعت في صحف، لكنها لم تثمر نتائج ملموسة حتى الآن، وعندما ترددت في أرجاء العالم السياسية والفكرية نظرية هنتجتون عن (صدام الحضارات) كان البديل المنطقي الذي تمت المسارعة إلى استدعائه هو (حوار الحضارات) الذي تمت الدعوة إليه بقوة في جميع المحافل والملتقيات والعمل على إنجاحه؛ قصد تجنيب العالم ويلات الصراع وكوارث الصدام الحضاري.وإذا كانت جهات غربية كثيرة قد دأبت على الدعوة إلى حوار الحضارات وفق شروط وضوابط معينة أملتها ظروف التفوق والاستعلاء الغربي، فإن الطرف الإسلامي خاصة في عصر الصحوة الإسلامية الراهنة لم يكن بعيداً عن فكرة تنظيم مؤتمرات وملتقيات دولية لترسيخ آليات الحوار والتقريب بين الثقافات والحضارات من طرف مؤسسات ومنظمات ثقافية إيماناً منها بأن (حوار الحضارات) يعتبر مطلباً إسلامياً مُلِحّاً يدعو إليه القرآن الكريم وتبشر به السنة النبوية الشريفة.
وبقدر ما تعظم الحاجة إلى حوار جدي بين الثقافات والحضارات لإقامة جسور التفاهم بين الأمم والشعوب ولبلوغ مستوى لائق من التعايش الثقافي والحضاري؛ تقوم الضرورة القصوى لتهيئ الأجواء الملائمة لإجراء هذا الحوار وإيجاد الشروط الكفيلة بتوجيهه الوجهة الصحيحة.
إن نقطة الانطلاقة الأولى لأية استجابة فعالة تبدأ من خلال فهم الذات وفهم الآخر، فالبداية أن نتعرف على واقعنا كما هو بالفعل دون رهبة أو خجل، ودون تهوين أو تهويل، ثم التعرف على الآخر وفهمه، وهو هنا الغرب وحضارته.
إن الانعزال والتقوقع والانغلاق على الذات في عالم اليوم الذي تحول إلى قرية صغيرة بحكم التطور التقني الهائل في تكنولولجيا الاتصال أمر مستحيل، كما أن الانسياق وراء الدعوة إلى حضارة عالمية واحدة هو بحد ذاته عملية تكريس لهيمنة الحضارة الغربية الكاسحة، وهو طريق التبعية الحضارية الذي يفقدنا خصوصيتنا الحضارية ويحولنا إلى مجرد هامش لحضارة الغرب.
وتبقى الدعوة إلى حوار الحضارات التعبير الأسمى الذي يحقق الذات ويكفل الانفتاح على الآخر ويثمر مستوى لائقاً من التعايش الثقافي والحضاري المنشود.
وتحدث عن الإسلام والتفاعل بين الحضارات وعن الإسلام يتعايش ولايتصادم وكذلك تعارف الحضارات ففي للصراع وسعي للحوار وأيضاً عن القيم والقواعد المشتركة.
إن بناء وعينا الحواري على المستوى الحضاري مع الغرب في عصر الصحوة الإسلامية لا يمكن أن يستند فقط إلى ما أحدثته نظرية الصدام الحضاري من لَغَط واسع وتخوف شديد من تدهور محتمل للعلاقة بين الحضارتين، لأن ذلك سيُوقع النظرة إلى ضرورة الحوار الحضاري وحتميته في الاختزال الشديد الذي يرسم جزءا من الصورة دون الإحاطة بأبعادها كافة. فواجب الحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية يبقى أمراً حتمياً، لأن الحضارات كيفما كانت هي مسالمة بطبيعتها والعنصر الثقافي البارز في كل حضارة لا يمكن أن يكون سببا في صراع الحضارات أو نزاعها وإنما الدول والسياسات الدولية السائدة هي التي تتصارع وتتصادم وفق تجاذب للمصالح والاستراتيجيات السياسية والاقتصادية، فالسياسات لا تصنعها الحضارات بل الدول والحكومات الساعية إلى تحيق مصالح ذاتية لأمتها.
د.الماحي: الحوار في ضوء المبادئ الأساسية للعلاقات البشرية
ويستعرض د. عبدالرحمن الماحي رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد (الحوار في ضوء المبادئ الاساسية للعلاقات البشرية) ويشير فيها إلى قضية الحوار بين الناس وهي هم ملازم للعاملين في مجال الدعوة إلى الله لنشر الخيرمشيراً إلى أن المجتمع المسلم المعاصر عليه أن يعمل في حواره مع الآخرين في اتجاهين احدهما ضد سوء الفهم الخاطئ للإسلام وحلوله لمشاكل الحياة وقضايا الفكر والاخلاق والعلاقات البشرية وأبرز د. الماحي في ورقته التساؤل عن جدوى الكاملة والصحيحة عن الإسلام في الغرب من أجل التقارب في وجهات النظر والتعايش السلمي ولخص في ختام الورقة العناصر التي يجب توفرها في علمية الحوار.
د.السماك يقدم الحوار مع أتباع الرسالات الإلهية
ويقدم د.محمد السماك الأمين العام للقمة الإسلامية الروحية ورقة عمل بعنوان (الحوار مع اتباع الرسالات الإلهية) ويؤكد على أن الإسلام بوحدة الإنسانية وتنوعها يرسي اسساً ومبادئ احترام التنوع والتعدد الإثني والثقافي والديني بحيث تشكل هذه الأسس جوهر العقيدة الاسلامية ولايكتمل إيمان المسلم بدونها مشيراً إلى أن الاختلاف الثقافي والعرفي والديني والمذهبي سيكون باقياً حتي قيام الساعة ومن أبرز صفات السماحة الاسلامية أن المفكر أو المجتهد المخطئ لايؤثم على خطئه بل يؤجر على اجتهاده حتى إذا ما أصاب يؤجر وذكر أن العلاقة التكاملية بين الوحدة والاختلاف تبرز من خلال ثلاثة مبادئ وهي التداول والتدافع والتغاير.
د. الزياخ: المرجعية القيمية للحماية من الأخطار البيئية
ويتناول د. مصطفي الزياخ مدير الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي في ورقته (المرجعية القيمية للحماية من الأخطار البيئية) الاكتشافات العصرية والمأساة التي تهدد البشرية بسبب الأخطار البيئية والمشكلات الطبيعية كالتلوث وندرة الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة واستنزاف طبقة الأوزون وانجراف التربة وتهديد التوازن الطبيعي باختفاء الغابات وذكر الباحث في ورقته رغم المؤتمرات الدولية في هذا المجال إلا أنه لم يسجل إلا تقدماً بطئاً في حماية البيئة جراء الاستغلال البشري الضار الذي يهدد مسار عملية التنمية المستدامة داعياً إلى ايجاد سلوك بيئي جديد تحكمه الأخلاق والقيم الإنسانية مسترشداً بالآيات والأحاديث الدينية التي تدعو لصون البيئة.
د.محمود غازي : أهمية الحوار بين الحضارات في تحقيق السلام العالمي
وأكد الدكتور محمود أحمد غازي في ورقته المقدمة بالمؤتمر إلى إن قضية السلام العالمي أصبحت في عالمنا المعاصر من أهم القضايا التي تهم البشرية كلها. فعلى السلام العالمي وتوازن القوى وتحقيق العدل والالتزام بمبادئ العدالة يتوقف مستقبل البشرية، فإن أسلحة الدمار الشامل التي أعدتها القوى العالمية الكبرى تكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات. وقال يزداد الوضع خطورة عندما نرى بعض المسؤولين وكبار رجال الثقافة والمعرفة في الدول الكبرى يهددون الأمم والحضارات، ويتنبأون بصدام عالمي بين الحضارات، صدام إذا حدث لا قدر الله فسوف يؤدي إلى القضاء على كثير مما حازت عليه البشرية من تقدم ورخاء وعلوم ومعارف منذ ألفين وخمسمائة سنة.
د. الخالصي:تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ الاسلامي
يستعرض د. جواد محمد الخالصي رئيس الجامعة الخالصية في ورقة عمله بالمؤتمر (تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ) الدعوات البشرية عبر التاريخ والبدايات الحوارية التي صاحبت تلك الدعوات مشيراً إلى الإشارات التي تضمنها القرآن الكريم لهذه الحوارات مسترشداً بالحوارات التي أجراها الرسول الكريم مع نصارى نجران ونصارى الحبشة وحوارات الأئمة مع الحضوم مبيناً إلى ضرورة القضاء على النعرة القومية العنصرية لأنها تنافي المبدأ الإسلامي والسعي لايجاد المحبة بين أهل العراق وغيره وحوارات متعددة بين أهل العلم وغيرهم.
د.عكرمة: موقف الإسلام من التسامح مع المسلمين وغيرهم
ويتناول د.عكرمة سعيد صبري خطيب المسجد الأقصى ورقة عمل بعنوان (موقف الإسلام من التسامح مع المسلمين وغيرهم) وذكر أن الدين الإسلامي أقر التعددية ولم يضيق ذرعاً بالاديان السابقة وتعامل مع اتباع الديانات الأخرى بتسامح ومحبة بعيداً عن التعصب والتشنج والمعاداة ويعتبر التسامح من القيم الرفيعة للعناصر الإنسانية الايجابية التي تقوي الروابط بين الناس.
ويقوم بحثه على أربعة محاور الأول حث الإسلام على التسامح والثاني المبدأ العام للتعامل مع غير المسلمين والثالث الحرية الدينية والتعبدية والرابع ذكر مواقف حضارية تدل على التسامح وبين أن الإسلام دين حضاري إنساني شمولي عالمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.