أرامكو تعلن نتائج الربع الثالث من 2024.. صافي الدخل 103,4 مليار ريال    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان يتواصل بمغادرة الطائرة الإغاثية التاسعة عشرة    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    اتحاد الغرف يطلق مبادرة قانونية للتوعية بأنظمة الاستثمار في المملكة والبرتغال    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    الاحتلال لا يعترف ب (الأونروا)    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    «انسجام عالمي» تعزز التواصل مع المقيمين    12 تخصصاً عصبياً يناقشه نخبة من العلماء والمتخصصين بالخبر.. الخميس    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    ليلة الحسم    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    رئيس الشورى يستقبل السفير الأمريكي    منظومة رقمية متطورة للقدية    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    تنوع تراثي    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    ترمب وهاريس في مهمة حصاد جمع الأصوات    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على مناطق المملكة حتى السبت المقبل    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض    قائد القوات المشتركة يستقبل الشيخ السديس        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوني إسبيزيتو: الصهيونية العالمية تلعب دورًا مشبوهًا لعدم إتمام المصالحة المسيحية الإسلامية
أسموه في أوروبا ب "حامل راية الإسلام في الغرب"
نشر في المدينة يوم 15 - 03 - 2013

يكتسب الحوار مع هذا الرجل أهمية خاصة؛ لأنه واحد من أكثر مفكري الغرب اهتماما بالإسلام وواحد أيضا ممن له نظرية خاصة في كيفية تحسين العلاقة بين الغرب والإسلام وبناء جسور الثقة من جديد... هو الدكتور جون إسبوزيتو الذي يعد وبحق من أشد المهتمين بدراسة تاريخ الإسلام والمسلمين ومن ذوي الخبرة العميقة بالمسلمين في العالم، ويعد كذلك من أصحاب الرؤى المعتدلة لماهية العلاقة بين الإسلام والغرب.
وإسبوزيتو من أبرز المتخصصين في دراسة الإسلام في العالم الغربي لدرجة أنهم أسموه في الغرب "حامل راية الإسلام" هو يدعو دائما إلى الحوار العربي الأوروبي والحوار العربي الأمريكي بشرط أن يقوم به متخصصون في القرآن الكريم والسنة النبوية والتوراة والإنجيل والنصرانية واليهودية.
وقد عمل إسبوزيتو رئيسًا لجمعية دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية والمجلس الأمريكي لدراسات المجتمعات الإسلامية، يرأس تحرير موسوعة "أكسفورد للعالم الإسلامي الحديث" التي صدرت في أربعة مجلدات كبيرة، ويرأس تحرير كتاب "أكسفورد حول التاريخ الإسلامي"، وقد صدر له حتى الآن خمسة وعشرون كتابًا أغلبها عن الإسلام والحركات الإسلامية والعلاقة بين الإسلام والغرب، من أبرزها "التهديد الإسلامي حقيقة أم خيال؟"، "الإسلام والديمقراطية"، "الإسلام والسياسة والثورة الإيرانية وأثرها الدولي"، "الإسلام في آسيا"، "الدين والسياسة والمجتمع"، "الإسلام والتنمية"، "الإسلام والعلمانية في الشرق الأوسط بالاشتراك مع عزام التميمي"، "المرأة في القانون الإسلامي"، "الإسلام السياسي"، "الثورة والتطرف والإصلاح"، "الإسلام والنظام العالمي" وعناوين أخرى كثيرة لكل هذا كان لا بد ل "الرسالة" أن تستمع لهذا الرجل من خلال الحوار التالي:
بداية نود أن نلقي الضوء على المركز الذي ترأسونه في جامعة جورج تاون؟
المركز تم إنشاؤه في عام 1993 بمشاركة عدد من رجال الأعمال المسلمين الذين فطنوا إلى ضرورة وجود مؤسسات تعمل في الغرب من أجل العمل على تأكيد أهمية وجود أرضية مشتركة للتفاهم بين المسيحيين والمسلمين في كل أنحاء العالم ومن هذا المنطلق فإن المركز يعمل في الأساس على مواصلة مهمته في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، وخلق علاقات تعاون ذات مغزى مختلف بين القادة المسلمين المسيحيين والمجتمعات الإسلامية والمسيحية في ذات الوقت وقد بنيت "ومركز الأمير الوليد بن طلال عن المسلمين والمسيحيين وتشعر تفاهم مع الإسلام والغرب والإسلام في الغرب حيث يعمل المركز على إعداد الدراسات التي توضح كيفية عمل ومد جسور التفاهم بين العالم الإسلامي والغرب ومعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين المنتشرة في الغرب خاصة وأن هناك وسائل إعلام غربية أخذت على عاتقها تشويه تلك الصورة بشكل لا يوصف ولهذا فإن مركزنا يعمل على وضع إجابات لكل الأسئلة التي تثور في ذهن الباحثين وكذلك في ذهن رجل الشارع عن مختلف القضايا التي تخص الإسلام والمسلمين مثل صراع الحضارات والتوافق بين الإسلام والحياة المدنية العصرية مثل الديمقراطية والتعددية لوضع المرأة والأقليات وحقوق الإنسان وكلها قضايا كان الكثير من الأمريكيين والغربيين بصفة عامة يظنون أن الإسلام لا يحترمها ولا يقدرها.
وهل نجح المركز في تغيير جزء من الصورة النمطية عن الإسلام في البيئة التي يعمل فيها داخل الولايات المتحدة الأمريكية؟
أنا أفضل دائما أن أعيش في أجواء التفاؤل ولن أقول لك أننا نجحنا بشكل كامل ولكن يكفي أن تعرف أن هناك الكثير من الباحثين الأمريكيين الذين غيروا من نتائج أبحاثهم الخاصة بالشرق الإسلامي بعد أن زاروا المركز للإستفادة من المكتبة الضخمة الموجودة فيه حيث كانوا قد بدأوا أبحاثهم وفي نيتهم التأكيد على الصورة النمطية للإسلام والمسلمين ولكن وبعد أن زاروا المركز واستمعوا لأساتذته وقرأوا في مكتبته ودراساته تغيرت وجهة نظرهم تماما وبلا شك فإن ذلك يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين ليس هذا فحسب بل يصب أيضا في مصلحة الحضارة الإنسانية لأن وجود أجواء من التفاهم بين الغرب والشرق يفتح الطريق أمام تحقيق أكبر قدر من الأمن والسلم العالميين وأنا أعتقد بصراحة شديدة أن المركز وغيره من المؤسسات التي تعمل بحيادية نجحت في توضيح صورة الإسلام ونجحت بالتالي في جعل الصورة عن الإسلام في الغرب في هذه الأيام أكثر توازنًا بعد فترة طويلة جدا ظلت صورة الإسلام فيه هي الصورة النمطية عن ذلك الدين الذي يحض على التطرف والإرهاب وسفك الدماء ولكن على المسلمين أن يعملوا بجد واجتهاد ويظهروا دورهم الحقيقي في الحضارة الحديثة فمثلا هناك الكثير من المواطنين في الغرب يفاجأون أن هناك اطباء ناجحون جدا في الغرب ومن جنسيات إسلامية سعودية ومصرية وإماراتية وغيرهم وبلا شك فإن وجود نوابغ في العلم من المسلمين أمر لا بد أن نوضحه حتى يعلم المواطن الغربي أن المسلمين ليسوا كما يتم الترويج عنهم اناس لا علاقة لهم بالمدنية الحديثة لهذا أنا أطالب المسلمين العلماء بأن يظهروا وبقوة على الساحة ويوضحوا أدوارهم العظيمة في بناء الحضارة الإنسانية.
دين التسامح
لو طلبت منك أن تجيبني بصراحة شديدة... في دراستك الطويلة عن الإسلام كيف وجدت هذا الدين فماذا تقول؟
سأقول لك وبصراحة شديدة كما طلبت أن الإسلام دين تسامح لا أحد يستطيع إنكار ذلك وإن كان هناك من يخالف قيم الإسلام من بين المسلمين فهذا لا يعني أن نسيء للدين الإسلامي وتشريعاته النبيلة فالإسلام على سبيل المثال دين قدم قيما عديدة لحماية غير المسلمين ولحماية حرية العقيدة وعلى سبيل المثال أيضا فالإسلام هو الدين الوحيد الذي يسمح بالتعددية الدينية والعقائدية وقدم لغير المسلمين حصانة كاملة لأداء شعائرهم الدينية بحرية كاملة وفي الإسلام نجد غير المسلم يسمي الذمي حيث منحه النبي محمد حماية خاصة وهو أمر لم يتوافر في دين آخر كذلك فإن الإسلام يقدم قواعد واضحة ومعايير أخلاقية واضحة تحرم قتل غير المقاتلين وكذلك النساء والأطفال والمسنين ويمنع أيضا قتل المقاتل الذي يعلن استسلامه فطالما قبل المسلم استسلام غير المسلم فلا يحق له قتله أو تعذيبه فأي دين وأي عقيدة تقدم هذا الأمر كذلك فإن الإسلام يمنع تعذيب أسير الحرب ويوجب على المسلم حمايته وتقديم كل العون له ويمنع تدمير الممتلكات التي علاقة لها بالحرب ولا بالقتال باختصار فإن عقيدة الجهاد لدى المسلمين عقيدة سامية وليست كما روج لها البعض بأنها تحث على الإرهاب والتطرف ولنكن منصفين ونعترف بحقيقة أن التقاليد الإسلامية تضع حدودًا لاستخدام العنف وترفض الإرهاب وخطف الطائرات وأخذ الرهائن وكما هو الحال في الديانات الأخرى يتم تجاهل وتشويه وسوء تفسير التعاليم الرئيسية من قبل العناصر المتطرفة وهو الأمر الذي ساعد للأسف في تشويه صورة الإسلام وجعل الكثيرون يرون فيه دين العنف رغم أن المسلمين عندما تعيش بينهم تكتشف بساطتهم الشديدة ولا بد أن تعرف وأنا أتحدث عن الإسلام والمسلمين أنني أعمل في مجال الدراسات الإسلامية منذ خمس وثلاثين عاما أي أن كلامي ليس اعتباطا ولكنه جاء بعد قراءات وأبحاث متأنية وسافرت إلى كثير من دول العالم الإسلامي ولقد قضيت وقتًا طويلًا في العالم الإسلامي ولقد فوجئت بنبل أخلاق المواطن المسلم الذي قد يؤخر نفسه عن موعد مهم فقط كي يساعد إنسانا كفيفا على المرور بين السيارات أو يساعد أم على حمل أبنائها الصغار والمرور بهم وهكذا فهل هؤلاء اناس يحثون على العنف أشك في ذلك.
وكيف وجدت القرآن الكريم؟
القرآن أيضا كتاب يحث على التسامح وبه قواعد لن تجد مثيلا لها في أي كتاب في التاريخ البشري كله ولن أكون مبالغا إذا قلت ان القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يقدم قواعد كاملة وشاملة للحكم الرشيد كذلك فإن الآيات القرآنية تؤكد كذلك على أن السلام هو القاعدة وليس العنف - كما يزعم مشوهو الإسلام - هو القاعدة وإذا كان الإسلام يسمح بمحاربة الأعداء فهو يسمح فقط من أجل الدفاع عن النفس وفي الوقت نفسه هناك فرض إسلامي واضح يوازيه وهو فرض يلزم المسلمين في كل زمان ومكان على الانصياع لصنع السلام فالله يقول في القرآن "وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" وكذلك "ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلًا" وحتى عندما كان الإسلام في مراحله الأولى حرص النبي محمد على منع قتل غير المحاربين وكذلك النساء والأطفال والرهبان والكهنة الذين أُعطاهم الإسلام حصانة خاصة إلا إذا شاركوا في القتال ضد المسلمين.
الإسلام وقيم الغرب
ولكن البعض في الغرب خاصة رأى في انتشار الإسلام تهديد لقيم الغرب وحضارته؟
أنا أرى أن هذا أمر غريب للغاية فإذا كان العالم كله يشهد صحوة دينية فلماذا نستكثر ذلك على المسلمين فمن حقهم أن يستلهموا من قيمهم الدينية ما يساعدهم على النهضة والتقدم وإلا فلماذا سمحنا لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين ولماذا نسمح للجماعات المسيحية في أوروبا بالعمل والنشاط بهذا الشكل وأنا شخصيا ومن دراساتي وصلت لنتيجة مفادها أن "التفكير النمطي والركون إلى الأنماط الفكرية الجاهزة والمعلبة وراء بروز خرافة التهديد الإسلامي كبديل عن التهديد الشيوعي وقد نجح أصحاب هذه النظرية الهدامة في نشرها وبثها في عقول الغربيين لفترات طويلة ولهذا فأنا أدعو الإدارة الأمريكية والغرب بصفة عامة على تجاهل تلك النظرية تجاهلا تاما للحفاظ على مصالحهم في العالم الإسلامي ولا بد أن نميز بين المتطرفين المسلمين من ناحية وبين المواطن المسلم الذي يدعو إلى الإسلام بلغة حسنة من ناحية أخرى.
وما رأيك فيمن يتهم الإسلام بأنه معاد لحقوق الإنسان؟
أرد عليهم ببساطة شديدة أن نبي الإسلام محمد أدان الممارسات المعادية لحقوق الإنسان منذ البداية حيث جاء الإسلام والعرب الوثنيون يقتلون بناتهم في تلك الطقوس المعروفة بوأد البنات وكذلك ظهر الإسلام والأغنياء العرب يستغلون الفقراء ويمارسون الربا الفاحش ويدمنون إبرام العقود المزيفة والغش في الاتفاقات والمواثيق ونقض العهود والسرقة فجاء الإسلام بتشريعات خاصة ليأمر السادة أمرًا حاسما بأن يحسنوا معاملتهم للرقيق حيث جاء في القرآن الكريم قول الله: " وبالوالدين إحسانًا، وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى، والجار الجنب، والصاحب بالجنب وابن السبيل، وما ملكت أيمانكم أن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا " وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد أو التسخير أو التحقير وإنما هي علاقة القربى والأخوة.. فالسادة " أهل " الجارية يُستأذنون في زواجها: " فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض، فانكحوهن بإذن أهلهن، وآتوهن أجورهن بالمعروف "، وهم إخوة للسادة: " إخوانكم إخوانكم.. فمن كان " أخوه " تحت يده فليطعمه مما يطعم، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم " فهل هذا الدين ضد حقوق الإنسان وهل هناك دين اخر وضع قيم إنسانية رائعة بهذا الشكل الذي جاء به الإسلام بتشريعاته المختلفة.
وماذا عن المرأة والإسلام؟
الإصلاحات في مجال حقوق المرأة شملت الزواج، والطلاق، والميراث. وكانت النساء لا تتمتع بمثل هذا الوضع القانوني في الثقافات والحضارات الأخرى، بما في ذلك الغرب، حتى بعد قرون. قاموس أكسفورد للإسلام يقول بأن الإسلام قام بتحسين شامل وعام لوضع المرأة العربية وشمل ذلك التحسين والإصلاح حظر وأد البنات وتحريمه، والاعتراف للمرأة بشخصيتها الكاملة. "وكان المهر، سابقا يعتبر ثمن العروس يُدفع للأب، وأصبح المهر هدية أو هبة زواج تحتفظ به زوجته كجزء من ممتلكاتها الشخصية. وبموجب القانون الإسلامي والشريعة الإسلامية، لم يعد ينظر إلى الزواج على أنه حالة بل على أنه عقد، تكون موافقة المرأة عليه أمر حتمي وضروري لإبرامه وإتمامه. وأعطيت المرأة حقوق الميراث في مجتمع أبوي كان من قبل يقصر الميراث على الأقارب الذكور فقط ويحرم الإناث من نصيبهن في الميراث.
إذن من أو ما الذي شوه صورة المسلمين من وجهة نظرك؟
دعنا نعترف بصراحة شديدة أن المسلمين ساهموا في تشويه صورة دينهم بشكل أو بآخر عندما تجاهلوا بعض وسائل الإعلام التي أخذت تبث كل ما يتعلق بهم وبالإسلام بصورة مشوهة فإذا تعرضت امرأة لعنف من زوجها نقلت وسائل الإعلام الغربية الصورة وكأن كل المسلمين يمارسون العنف ضد زوجاتهم وإذا تعرض شخص للعنف داخل مركز الشرطة قالوا ان الإسلام يحث على العنف وإذا ارتكب متطرف عملا إرهابيا قالوا ان الإسلام يحث على العنف ولو كان المسلمون قد عملوا منذ البداية على توضيح الصورة أولا بأول لما أصبحت الصورة مشوهة بهذا الشكل وهذا لا يعني أنني أبريء الغرب من تعرض الإسلام لهذا التوشيه فالغرب أيضا تجاهل طويلا مسألة دراسة الثقافة الإسلامية دراسة حقيقية وحيادية واعتمد على الدراسات التي أعدها المستشرقون الذين كانوا في أغلب الأحوال غير منصفين وغير محايدين لهذا فنحن اليوم في حاجة لمراكز ومؤسسات تعمل على توضيح حقيقةالإسلام والمسلمين في الغرب وكذلك مراكز توضح حقيقة الغرب والغربيين في الشرق الإسلامي فمركز واحد لا يكفي لتحقيق تلك المهمة نحن في حاجة لإعادة بناء الثقة بين المسيحيين في كل أنحاء العالم وبين المسلمين في كل أنحاء العالم أيضا.
الثقة المفقودة
كيف نبني الثقة التي تتحدث عنها بين الغرب والإسلام في ظل كل هذه الإساءات التي يتعرض لها الإسلام؟
لا بد من بناء الثقة ولا بد من أن يعمل كلا الطرفين سواء المسلمين او الغرب على التغاضي عن كل مراحل الصراع القديمة ولا بد من التخلص من دعاة نظرية صراع الحضارات وهم موجودين للأسف سواء في الغرب أو في الشرق وأنا أسمي هؤلاء متطرفين مثلهم في ذلك مثل المتطرفين المسلمين أو المسيحيين أو اليهود ولهذا فلا بد من العمل على التخلص من كل من يدعو للصراع وليس للتكامل فعلى الغرب أن يدرك حقيقة ما فعله المسلمون حتى نشأت الحضارة الغربية وترعرعت ولا بد أن يتذكر المسلمون أن الحضارة الغربية تساهم بنصيب وافر في تقدم العالم كله ونهضته باختصار شديد فإننا في حاجة لبناء الثقة بين الطرفين وكذلك بناء الاحترام بين الإسلام والغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص وهذا الإحترام يتطلب بناء الثقة ومن الممكن في هذا الإطار أن يعمل الطرفان على إقامة خطوات عملية لها علاقة بالسياسة العامة والخارجية وهو ما يجعل للدبلوماسية دورا مهما في هذا المجال.
وأنا أرى أن أمريكا تتجه بالفعل إلى إعادة بناء العلاقة مع العالم الإسلامي والتعامل مع المسلمين وهو ما بدا واضحا في خطاب أوباما الأخير وكذلك في نوعية المبعوثين الذين اختارهم أوباما لمخاطبة العالم الإسلامي فقد اختار مجموعة من الشخصيات المسلمة حتى تنقل له بحق شعور المسلمين حيال القضايا التي تهم البلدين ولكن ورغم كل ذلك فأنا أعترف بأنه لا بد من خطوات عملية تقوم بها الولايات المتحدة تجاه المسلمين كعقد حوار مجتمعي يؤدي إلى نوع من التقارب باختصار شديد نحن في حاجة إلى وضع آليات محددة لصياغة برامج مشتركة يمكن تنفيذها مستقبلا، لتكون مرتكزا اساسيا في بناء الجسور بين الحضارتين الإسلامية والغربية، وازالة سوء الفهم والتفاهم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة هنا وهناك.
ما السبيل لوصول نتائج الحوار المثمر إلى المواطن العادي في الشارع أيا كانت ديانته أو قوميته؟
هنا يأتي دور الإعلام الجاد ولا بد في هذا الإطار أن يعترف الغرب بحقيقة وجود دور خفي للقوى الصهيونية العالمية وهو الدور المشبوه الذي أدى إلى توتر العلاقة بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي وما لم يدرك الغرب هذا فلن يحدث تقارب حقيقي لهذا فلا بد أن تعمل وسائل الإعلام سواء العربية أو الغربية الجادة على فضح الدور المشبوه الذي تلعبه جماعات المصالح الصهيونية في تشويه صورة المسلمين وفي نفس الوقت على الحكومات الإسلامية أن تعي أهمية الإنفاق على إقامة مراكز الأبحاث والدراسات التي تناقش وتحلل علاقة الغرب بالشرق الإسلامي بحيث ترصد تلك المراكز الإفتراءات التي يتعرض لها الإسلام وتفندها وتقدمها للقارئ الغربي بلغته عبر كل وسائل الإعلام المممكنة وكذلك على رجال الأعمال العرب تخصيص جزء من أرباحهم للإنفاق على تلك المراكز حتى تعود الثقة من جديد بين المسلمين والغرب.
المزيد من الصور :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.