أكد مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري أن السعودية أول دولة عربية يحتفى بها كضيف شرف في معرض الشارقة، لتأثيرها في الثقافة العربية ولما تركته أيضاً من أثر عميق في ثقافة منطقة الخليج، مشيراً إلى أن السعودية مؤثرة في تحريك الثقافة في العالم. من جهة أخرى أكد العامري عدم منع كتب الإخوان المسلمين من العرض في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشدداً على الاختلاف مع فكر الإخوان «لكن هذا معرض، وهو مفتوح لجميع التيارات والأفكار»، لكنه عبّر عن خشيته أنهم في حال منعوا كتب الإخوان قد يتسببون في ترويج كبير لهذه الكتب باعتبار أن كل ممنوع مرغوب، ولفت العامري إلى أن كتب الإخوان ظاهرها ينطوي على أفكار إصلاحية لكنها في العمق تدعوا إلى الباطل، وأوضح أن الأفكار الفاشية تحارب الثقافة، وقال إن المحرك لهذا المعرض والعقل المدبر لتفاصيله كافة هو مثقف ومؤرخ وعالم ومسرحي وشاعر وشخص متورط بالسياسة، وكان يقصد حاكم إمارة الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي «فهو يحفزنا باستمرار لتقديم الأفضل والجديد على مستوى العالم». ولفت إلى أن صندوق منحة المترجم رشح 70 كتاباً عربياً للترجمة إلى لغات عالمية مختلفة، مضيفاً أن مسؤولي معرض الشارقة، الذي استمر 10 أيام وتنتهي فعالياته اليوم، حينما يذهبون إلى بلدان أجنبية ويشاركون في معارض عالمية فإنهم أولاً يروجون للثقافة في الإمارات ثم الثقافة العربية في شكل عام، وأشار العامري إلى أن بلدين عربيين كبيرين طلبوا الإفادة من خبرتهم في تنظيم المهرجان، مؤكداً استعدادهم تقديم الخبرة والمشورة لمن يرغب فيها من الدول العربية، وكشف عن أنهم ينظمون دورات وورش للناشرين العرب في مدارس أميركية لتطوير خبرة الناشر العربي، ولفت إلى أنهم منعوا إحدى دور النشر من الاستمرار في المشاركة لإخلالها بحقوق الملكية الفكرية، إلا أنه رفض فكرة التشهير بالدار رافضاً التصريح باسمها، وأنهم في معرض الشارقة ليسوا قضاة ولا حكاماً تاركاً المسألة لرئيس اتحاد الناشرين العرب. وكشف عن أن نسبة الحضور فاقت التوقعات، وكذلك أعداد المتابعين لأخبار المعرض في «تويتر»، وكذلك فاقت أرقام المبيعات 60 مليون درهم قبل أربعة أيام من انتهاء المعرض، ما يعني أن الرقم مرشح لأن يتصاعد، وهو ما عده أمراً طبيعياً كون الأيام الأخيرة دوماً تشهد إقبالاً كبيراً. وقال العامري في تصريح صحافي، إن المعرض ينعقد وسط مشاركة إماراتية وعربية ودولية غير مسبوقة، تجاوزت ألف دار نشر وأكثر من 400 ألف عنوان، مشيراً إلى أن المعرض يهدف إلى مد جسور التواصل الحضاري مع أنحاء العالم كافة والتقارب بين الثقافات والاجتماع على حب الكلمة المقروءة تحت سقف واحد «كما ينقل إلى العالم ثقافتنا الأصيلة والمعاصرة الغنية، ليثبت أنها ما زالت مؤهلة وجديرة بالبقاء في ضوء التحديثات المختلفة التي تفرضها ظروف التغير والتجديد العالميين». مضيفاً: «حرصت إدارة المعرض على تنظيم برنامج ثقافي مميز، وغني بالأفكار والطروحات والنقاشات الفكرية المختلفة، ويدعمه في ذلك مشاركة شخصيات مرموقة في عالم الفكر والفن والثقافة من مختلف الثقافات والدول، ولا شك في أن برامج هذا العام تشكل إضافة نوعية إلى مسيرة المعرض، ونمواً لافتاً لمستوى الفعاليات المصاحبة له، وعاملاً مهماً من عوامل رفد الثقافة الإماراتية». من جهة أخرى شهد جناح السعودية المشارك بمعرض الشارقة الدولي للكتاب إقبال الزوار، من مسؤولين إماراتيين وأعضاء هيئة تدريس وموظفين ومعلمين وطلاب الجامعات والمدارس في الإمارات، إضافة إلى عدد من الأشقاء العرب. وأكد وزير التربية والتعليم الإماراتي حميد محمد القطامي لدى زيارته جناح المملكة الأثر الإيجابي الذي تتركه مشاركة السعودية «على أجيالنا وثقافتنا»، مشيراً إلى أن هذا التنوع الثقافي يعكس المستوى الذي وصلت إليه المملكة في مجال النشر الثقافي «ما يجعلنا نحرص سنوياً على وجودها المميز». وأبدى نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم إعجابه بما احتواه جناح المملكة من أنشطة ثقافية تقام من خلال الصالون الثقافي أو الكتب المعروضة التي تميزت بالانتقائية العالية، مثنياً على ركن الأطفال الثقافي الذي يشجع الأطفال على القراءة والاطلاع، مؤكداً أن المملكة تحوي أمهات الكتب فيها، وهي الزاد الذي تنهل منه المكتبات في كل دول الخليج، فيما أثنى مدير جامعة زايد الدكتور سليمان موسى الجاسم على فكرة الجناح السعودي هذا العام التي جاءت على شكل «كتاب مفتوح»، منوهاً بالأنشطة المرادفة للمشاركة السعودية التي أثرت معرض الشارقة الدولي للكتاب. وفي إحدى الفعاليات التي نظمها جناح المملكة قال رسام الكاريكاتور السعودي علي القحيص إنه غالباً ما يشار إلى أن الكاريكاتور في أبسط تعريفاته «فن نقد الحياة في صورة ذكية معبرة، تعتمد على حركة وملامح الوجوه والخطوط والإشارات الدقيقة في مدلولاتها»، مشيراً إلى أنه مادة صحافية مفضلة لجميع القراء «بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية وفئاتهم العمرية، لما يملك من سحر غير عادي عند الناس، وقدرة على الجذب والتأثير، لما فيه من متعة وبساطة وإصابة في المواضيع الحساسة التي تهم أكثر شرائح المجتمعات»، وأكد أن الكاريكاتور فن خطر ومراوغ ولاذع ومؤثر وساخر «وخطورته تكمن في بساطته ودقة تعبيره التي لا بد منها لنجاح اللوحة الكاريكاتورية، ووصول الفكرة التي يريد الفنان إيصالها في شكل سلس وسريع ومريح ومن دون تعقيد، لأنه فن الإشارة والتورية، وهنا تكمن الحرفة والمقدرة في مجال الكاريكاتور، وكما هو الحال بالنسبة لأي عمل فني، فإن فن الكاريكاتور يحتاج إلى مواصفات فنية دقيقة وعالية، لا بد من توافرها في الرسام، لكي يكون ناجحاً ومبدعاً ومؤثراً». وأكد ضيوف ومرتادون لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، من إعلاميين ومثقفين ومبدعين ومشتغلين في عالم القراءة والكتابة وزوار، أن المعرض يمثل محطة وفرصة للقاء والتواصل وتبادل والخبرات والمعارف، إضافة إلى أنه يمنحهم فرصة مميزة للقاء الجمهور مباشرة، لافتين إلى حسن إدارة وتنظيم المعرض وحرصه على تقديم التسهيلات كافة، وأوضحوا أن معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته ال32 حقق قفزات نوعية عديدة في مختلف المجالات، سواء ما تعلق منها بالإقبال الجماهيري الكبير من زوار وطلبة من داخل الدولة أو خارجها، أم التغطيات والمتابعات الإعلامية المحلية والعربية والأجنبية. وبدوره، قال الكاتب والإعلامي الأردني جعفر العقيلي إن معرض الشارقة الدولي للكتاب هو فضاء ثقافي حضاري حر يتعدى فكرة «سوق الكتب» إلى ما هو أبعد بكثير، «ففيه تتلاقى الأفكار وتتلاقح، ويتم تبادل الخبرات وإثراء التجارب لكلٍّ من قطاعات الناشرين والكتّاب والقراء بمختلف شرائحهم». أما الشاعر والروائي والأكاديمي العراقي، أستاذ الأدب في الجامعة الأمريكية بإسبانيا الدكتور محسن الرملي، فقال: «إن المعرض ممتاز من مختلف النواحي سواء ما تعلق بحسن التنظيم أم البرنامج الثقافي المتنوع»، لافتاً إلى أن فكرة زيارة ضيوف المعرض إلى المؤسسات التعليمية فكرة ممتازة وجديدة. وقالت الكاتبة السودانية بثينة مكي إن المعرض محطة مهمة وجاذبة للجميع من زوار ومثقفين ومبدعين وقراء وهي فرصة تواصل وتفاعل مباشر بين رواده، وهو يتميز دائماً بإضافات جديدة مهمة، كما أنه يتميز بحسن التنظيم ودقته، ويقدم باستمرار صورة قوية للثقافة. وأوضحت الإعلامية الأردنية غيداء حمودة أنه ليس معرضاً للكتاب فقط بل ملتقى ثقافي أدبي فني احتضن في قاعاته الأدباء والفنانين وجمعهم مع الحضور، ووطد علاقة الحضور مع الكتاب أولاً ومع الكُتاب والأدباء والشعراء والفنانين ثانياً.