انطلق أمس معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين، وافتتحه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في مركز إكسبو الشارقة. وتحدث في الافتتاح عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ومما قال: «بأجملِ معاني المحبةِ والأخوة، وبأزكى نسائمِ الازهار النديَّة، ترحِّب الشارقةُ بضيوفها الكرام الذين حَلُّوا أرضَ الإماراتِ العربيةِ المتحدة، لِتكتمِلَ السعادةُ والابتهاجُ بكلَّ ما هو وطنيٌّ عربيٌّ في حضرة المُحتفَى به معرضِ الشارقةِ الدوليِّ للكتاب». وأضاف العويس: «نَصِلُ معكمُ اليومَ إلى دوحةٍ جديدةٍ ضمْنَ مسيرةِ العطاء والنماء التي يرعاها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، تِلك المسيرةُ التي بدأتْ خطواتُها الأولى قبل ثلاثينَ عاماً مُنطلِقةً من محلّيَّتِها الأصيلَة، ثم ذهبتْ وتكاملتْ معَ محيطها العربيّ، ثم انطلقَتْ الى العالميّة، حيث الأهدافُ الإنسانيةُ الساميةُ لاستكمال المسعى النبيل، خدمةً ونصرةً للثقافة العربية. ولكم تراءت للعيان نتائج تلكُمُ الجهود الخيِّرة من خلال المحادثات والحوارات الثقافية في المحافل الدولية وهي تُؤْتِي بثمارها لتتبوأَ الثقافةُ العربية مكانتَها المستحَقّةَ بين الأمم». وأوضح «أن معرض الشارقة وهو يكمل عقده الثالث، يستضيف السعودية ضيف الشرف لهذه الدورة، تقديراً وعرفاناً لدورها في نشر الثقافة العربية والإسلامية في أنحاء العالم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود». ثم عُرض فيلم قصير يروي مسيرة 30 عاماً من عمر معرض الشارقة الدولي للكتاب، من إنتاج مؤسسة الشارقة للإعلام. ثم ألقى وزير التعليم العالي في السعودية خالد بن محمد العنقري، كلمةَ ضيف الشرف للدورة الحالية من المعرض، وأشاد فيها بالدور الرائد الذي تقوم به إمارة الشارقة في ترسيخ مفهوم الثقافة والنهوض بالمثقفين ودعمهم والعمل المتواصل في رعاية دُورِ النشر والكتاب. وقال: «منذ العام 1982 وإمارةُ الشارقة في عشق متواصل مع الكلمة المقروءة، ومنذ ذاك الحين ومعرض الشارقة الدولي للكتاب يشغل الناشرين بضبط اجندتهم وأوقاتهم للمشاركة فيه». ومواصلةً لفقرات الافتتاح، وزع القاسمي جوائز معرض الكتاب، وهي اشتملت على «جائزة شخصية العام الثقافية»، التي حصل عليها محمد بن عيسى من المملكة المغربية، رئيس المجلس البلدي لمدينة أصيلة والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة المغربية، وذهبت «جائزة أفضل دار نشر» مناصفةً إلى مؤسسة يونيفرسال للنشر (أبوظبي) كأفضل دار نشر محلية، ودار الساقي (لبنان) كأفضل دار نشر عربية، ومؤسسة جاشنمال للنشر (دبي) كأفضل دار نشر أجنبية. أما في الأعمال الإبداعية المحلية، فمُنحت «جائزة أفضل كاتب إماراتي» مناصفة بين عبد اللطيف عبده سعيد العزعزي عن كتابه «بصمة الاحداث وذاكرة الجسد»، وخالد محمد المسكري عن كتابه «الدليل العملي للمراسلات التجارية»، وحصلت على «جائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات»، الكاتبة ريم العيساوي عن كتابها «انعكاسات المرآة في سرد الذات للدكتور سلطان بن محمد القاسمي»، وذهبت «جائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات» ل «غلف نيوز» عن كتاب «صعود الأمة: ثلاثون عاماً في صور». وكان للأعمال الأدبية، العربية منها والعالمية، نصيبٌ أيضاً، من خلال حصولها على «جائزة أفضل كتاب أجنبي عام»، حصلت عليه دار بروافايل بوكز عن كتاب «لماذا يحكم الغرب حتى الآن» لصاحبه ايان موريس، بينما ذهبت «جائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال التجارة والاقتصاد» لمطبعة جامعة شيكاغو عن كتاب «كرامة البرجوازية» لكاتبه دريد ماك لوسكي، ونالت دار ألبيرت وايت مان «جائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال الطفل» عن كتاب «وداعاً حديقة السرطان» لكاتبه لجانا ماثيز. أما جائزة «اتصالات» لكتاب الطفل لعام 2011، فحازها كتاب «طيري يا طيارة» عن دار نهضة مصر، وتبلغ مليون درهم، وهو من تأليف الكاتبة أماني العشماوي ورسوم هنادي سليط. ويستضيف المعرض هذا العام مجموعة واسعة ومتنوعة من الأنشطة والبرامج والندوات التي تتناسب وجميع الفئات والأعمار، بما فيها معرض الطفل. أما النشاطات الثقافية المرافقة للمعرض، فتتضمن برنامجاً بعنوان «ندوة كتّاب»، الذي يستعرض فيه نخبة من الكتّاب والمؤلفين العالميين أبرز المواضيع التي تهم القارئ اليوم، وتقدم لهم في سياق حواري وفكري. ويشتمل المعرض هذا العام أيضاً على نادٍ للقراءة على الهواء. ويستضيف المعرض الدورة الرابعة لدورة الناشرين العرب، التي تهدف إلى ايجاد بيئة للتعارف بين الناشرين العرب والمشاركة في مجالات تبادل الحقوق وشرائها، وتتضمن ندوة تتعلق بالنشر الرقمي توفر رؤية واضحة المعالم عن الدور الكبير الذي باتت تلعبه تقنيات العصر المتقدمة في مجال النشر والتأليف. وستكون مشاركة «اليونسكو» هذا العام مهمة، بعد أن تعثرت مشاركتها جراء قطع الدعم المالي عنها لقبولها عضوية فلسطين في المنظمة. ويأتي هذا الدعم للمنظمة الدولية تقديراً لدورها الثقافي والتعليمي على مختلف الصعد، ولموقفها الداعم للقضية الفلسطينية والثقافة العربية بشكل خاص والعالمية بشكل عام. وقال أحمد بن ركاض العامري، مدير معرض الشارقة: «يُعَدّ معرض الشارقة للكتاب 2011 استمراراً للمسيرة الثقافية التي بدأت منذ بواكير الثمانينات بتوجيهات الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحيث تخلل هذه المسيرة إجماع عربي مازال مكرساً، بأن الشارقة عاصمة للثقافة العربية. ومما لا شك فيه أن للمعرض دوراً محورياً يتمثل في التواصل المستمر بين الناشرين العرب والأجانب والمبدعين من أبناء الإمارات وأشقائهم في البلدان العربية. وقد حرصنا على أن تكون هذه الدورة مميزةً، إذ إنها تصادف الذكرى الثلاثين للانطلاقة الأولى للمعرض، الذي سيشهد اطلاق مركز الترجمة والحقوق».