تسارعت عمليات إغاثة منكوبي أعصار «هايان» الذي ضرب الفيليبين قبل أسبوع، بوصول وسائل هائلة للجيش الأميركي بينها حاملة الطائرات «جورج واشنطن» وسبع سفن أخرى ترافقها قبالة سواحل الجزر الأكثر تضرراً. ويفترض أن يعمل أميركيون في تاكلوبان ومواقع اخرى مثل اورموك في جزيرو لييتي وغويوان بجزيرة سامار بينما يسود التباس حول العدد الفعلي القتلى. ونقل الأسطول الأميركي وعلى متنه 21 مروحية، معدات طبية ومساعدات إنسانية وخبرات إغاثة إلى مطار تاكلوبان، إحدى المدن الأكثر تضرراً بالإعصار في جزيرة لييتي، والتي يحاول مئات من سكانها مغادرتها براً او جواً. وأعلنت قيادة قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) في المحيط الهادئ، أن الف جندي سيصلون إلى الفيليبين خلال ستة أيام، ومعهم معدات ثقيلة للورشات وحفارات وشاحنات مزودة بقلابات وقاطرات، الى جانب آليات مجنزرة وخزانات لمياه الشرب. وستقلع ثماني طائرات أميركية من طراز «أم في 22 اوسبري» الى مطار مانيلا الدولي في الايام المقبلة، ما سيضاعف عدد الطائرات المتوافرة في المنطقة. واشادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل الأميركي. وقال الناطق باسم إدارتها الإقليمية باتريك فولر، إن العملية الأميركية «ستسمح باستقرار الوضع على الأرجح، لكن التعاون بين منظمات العمل الإنساني والجيش أمر حاسم». وأبدى رئيس بلدية تاكلوبان ألفريد روموالديز امتنانه الكبير للمساعدات الأميركية، لكنه شدد على أن الوضع سيئ في الشوارع، علماً بأن عدداً من السكان اصطفوا أمام البلدية لشحن هواتفهم النقالة أو إجراء اتصالات هاتفية مجانية، تمهيداً للانتقال إلى أقارب لهم يقيمون في جزر أخرى بالأرخبيل. وزادت اليابان مساعداتها الى الفيليبين ثلاثة اضعاف وصولاً الى 30 مليون دولار، ما يرفع اجمالي المساعدة اليابانية الى 52 مليون دولار، مع احتساب 20 مليوناً قدِمت الى صندوق خفض الفقر في البنك الآسيوي للتنمية، ومليونين سُلمت الى منظمات غير حكومية يابانية لمساعدة الفيليبين. كما سترسل طوكيو ألف جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ. ودفع ذلك صحف صينية رسمية الى مطالبة بكين التي لا ترتبط بعلاقات جيدة مع مانيلا بسبب خلاف حدودي في بحر الصين الجنوبي، بإرسال سفن حربية إلى الفيليبين لتقديم مساعدة افضل الى المنكوبين، وتطويق نفوذ الولاياتالمتحدةواليابان. وكتبت صحيفة «فوبال تايمز» المعروفة بتوجهاتها القومية، أن «إرسال سفن حربية في هذه الظروف سيأتي بنية حسنة، وغالباً ما يزداد استخدام الجنود الصينيين في مهمات إغاثة ومساعدة انسانية في الخارج». وشددت الصحيفة الصينية على أن «إرسال جنود أميركيين ويابانيين يخدم استراتيجية واشنطن لبسط نفوذها في آسيا، خصوصاً أن اليابان جعلت إرسال جنودها شرطاً لزيادة مساعدتها للفيليبين. وتابعت: «اذا كان استخدام حاملة الطائرات الصينية لياونينغ أمراً بالغ الحساسية وسابقاً لأوانه، يمكن ان ترسل الصين سفينتها المستشفى قوس السلام التي ترافقها سفن حربية». وتحدثت منظمات العمل الإنساني عن عراقيل لوجستية كبيرة بلا وسائل نقل او كهرباء، كما لا يزال تحديد عدد الضحايا صعباً. وبعدما رجحت الأممالمتحدة سقوط 10 آلاف قتيل، اعلنت سقوط 4460 قتيلاً على الاقل. واوضحت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أورلا فاغان، أن المنظمة الدولية تلقت الأرقام من الوحدة العملانية الإقليمية في المجلس الوطني لإدارة الكوارث الطبيعية، والتي أعلنت سابقاً أن رقم الأممالمتحدة «غير صحيح». وبرر الناطق باسم المجلس الوطني لإدارة الكوارث الطبيعية رينالدو باليدو ارتفاع حصيلة القتلى بتأخر سلطات محلية في نقل بيانات الضحايا، وقال: «تتواصل عمليات تنظيف الطرق والمدن، وسنرى إذا كنا سنعثر على مزيد من الجثث تحت الأنقاض، علماً أن هذه الكوارث تحتاج إلى أسبوعين على الأقل ليصبح كل شيء عملانياً».