دفنت أمس، جثث عدد كبير من ضحايا أعصار «هايان» في مقبرتين جماعيتين خارج مدينة تاكلوبان وسط الفيليبين، فيما يأمل ناجون بنيل مساعدة بعد رسو حاملة طائرات «جورج واشنطن» الأميركية التي تضم سبعة آلاف بحار، وسبع سفن أخرى محملة معدات طبية ومواد تموين في ميناء المدينة. ويتهافت آلاف من سكان تاكلوبان المحرومين من المياه والمواد الغذائية يومياً إلى مطار تاكلوبان المدمر بأمل الحصول على مقاعد في رحلات جوية مغادرة نادرة. وبعد 6 أيام على الأعصار، أوصلت 12 مروحية أميركية مياهاً ومواد غذاء إلى تاكلوبان التي وصفت منسقة شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة فاليري آموس الوضع فيها بأنه «مفجع». وقالت غداة عودتها من تاكلوبان: «يحتاج الناس إلى مساعدة. يجب أن نقدمها الآن. باتوا يقولون إنها تأخذ وقتاً طويلاً للوصول، لذا تتمثل أولويتنا الفورية في التأكد من سرعة توزيعها». ومع دفن عشرات من جثث الضحايا، قال رئيس بلدية تاكلوبان، ألفرد روموالديز: «لا تزال الجثث في أماكن كثيرة، وهو أمر مخيف، لأن روائح الجثث المتحللة تنتشر في الهواء، ما يثير مخاوف من انتشار أمراض». وأضاف: «نتلقى طلباً لجمع 5 أو 10 جثث في قرية، لكن حين نصل إليها يتواجد 40 جثة، ما يجعلنا نحتاج إلى مزيد من العناصر والمعدات». وتقدّر البلدية عدد الجثث التي سحبتها من الشوارع بنحو ألفين، فيما لا يزال تحديد الحصيلة النهائية للضحايا عملية صعبة، علماً أن الأممالمتحدة تتوقع بخلاف السلطات مقتل 10 آلاف شخص في تاكلوبان، مشيرة إلى تشرد اكثر من نصف مليون شخص وتضرر نحو 12 في المئة من عدد سكان الفيليبين مباشرة. وقالت المنظمة الدولية للصليب الأحمر إن «عدد المفقودين يناهز 22 ألفاً». وكان لافتاً تصريح الرئيس الفيليبيني أكينو بأن «عدد القتلى كان سيكون أكبر لولا إجلاء حكومته سكاناً وتجهيزها إمدادات الإغاثة، لكن ناجين قالوا إن «التحذيرات من أمواج المد العاتية تسونامي لم تكن كافية». كما انتقدوا جهود الإغاثة التي بذلتها السلطات، منتقدين على سبيل المثال رفض محطات بنزين عدة لدى بدء توزيع المساعدات استئناف العمل، ما أحدث نقصاً في الوقود الذي احتاجته شاحنات نقل الإمدادات والفرق الطبية إلى إنحاء المناطق المنكوبة. وأعلنت دول ومنظمات غير حكومية ووكالات إغاثة دولية إرسال كميات كبيرة من المساعدات المالية والعينية. وأطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من امس نداءً لمواطنيه من اجل التبرع لمصلحة الضحايا. وقال: «مع العدد الكبير من العائلات والمناطق التي تحتاج مساعدة طارئة من الأغذية والماء والملجأ والأدوية، حتى أصغر مساهمة يمكن أن تصنع فرقاً، وتساعد في إنقاذ أرواح». وبعدما واجهت انتقادات شديدة لمبلغ مئة ألف دولار الضئيل الذي قدمته، أعلنت الصين أنها ستقدم مبلغ 10 ملايين يوان (1.2 مليون دولار) في شكل أغطية وخيام ومواد أخرى. ووعدت استراليا بتقديم 20 مليون دولار أسترالية إضافية (14 مليون يورو) لشراء وجبات غذاء عاجلة للسكان، وتقديم حاجات صحية وحماية الأطفال، اضافة إلى دعم لوجستي. وحطت طائرتان أستراليتان ليل أول من امس في الفيليبين، وعلى متنهما أطباء وتجهيزات طبية ستنقل إلى تاكلوبان. وستصل طائرة أخرى من طراز «هيركل سي 130» إلى الفيليبين، وتليها طائرة مساعدات رابعة. كما تتجه سفينة أسترالية إلى الفيليبين.