على هامش افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وفي تقليد جديد احتفالاً بذكرى مئوية كبار السينمائيين في مصر، عرضت في القاعة الرئيسة لمركز الهناجر للفنون أفيشات أفلام المخرج هنري بركات ومجموعة صور فوتوغرافية من كواليس التصوير ومن حياته الخاصة. قامت بالاعداد للمعرض الناقدة صفاء الليثي مع صديقتها عنايات السايس، كونها عملت مع بركات في أفلامه الأخيرة. وتقول الليثي: «تعرفت إلى ابنتي بركات، جيهان ورندة، واستقبلتاني في منزله على ترعة المريوطية، ووضعتا بين يدي صوره الخاصة ووثائق من أرشيف أفلامه وقام زميلنا محمد دياب بمسح ضوئي للصور التي يرجع بعضها إلى أكثر من 150 سنة، وهي المجموعة الخاصة بعائلة بركات في الشام، قبل أن تنزح إلى مصر». وعن رؤيتها لتجهيز المعرض، تقول: «كانت أمامي اختيارات وبدائل عدة، سواء على المستوى الشكلي أو الموضوعي، فكرت في البداية في تقسيم المعرض حسب نوعية الأفلام من ميلودرامي إلى غنائي أو رومنسي وهكذا، ومن ثم وجدت حياة بركات الشخصية كسينمائي دخل هذا المجال في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي واستمر فيه بإصرار حتى عام 1993، وبما تحفل من نجاح وفشل وصعود وتربع على القمة لسنوات ثم تراجع وخفوت». هذه الحياة التي هي دراما في حد ذاتها، فرضت على صناع المعرض أن يتتبعوا، تفاصيل ومواقف فاصلة في حياة هذا السينمائي الذي عمل كمونتير وسيناريست ومنتج ومخرج له اسم في تاريخ السينما في مصر». ويضم المعرض أفيش فيلم «اليتيمتين» وصورة لبطلة الفيلم فاتن حمامة إلى يمين الافيش وصورة لبقية الأبطال، ثريا حلمي وفاخر محمد فاخر وزهرة العلا والى جانب الأفيش لوحة سوداء، مكتوب عليها «الهيئة الفنية»، وتضم اسماء كاتب الحوار أبو السعود الابياري وسيناريو بركات وحسن الإمام وتصوير دي لوكا وواضح أنه إيطالي، كذلك الديكور هاغوب اصلانيان وماكياج سيد فرج وريجيسير فلاديمير ومونتاج أوديت. أما مدير الإنتاج فهو عبدالله بركات الأخ الأكبر للمخرج، الذي شارك كل من آسيا وحسن الأمام وبركات في انتاج الفيلم. وأفيش فيلم «معلهش يا زهر» التي أنتج عام 1949 هو عبارة عن افيش مرسوم يجمع بين زكي رستم إلى اليمين بالطربوش والسيجارة وشادية وكارم محمود في كادر إلى اليسار بينما ميمي شكيب وسراج منير وعبدالفتاح القصري أعلى الأفيش يطلون من بنوار دار سينما. ويشرح مصمم اللوحات والمشرف على المعرض مصطفى عوض كيفية إخراج اللوحات بهذا الشكل قائلاً: «كسرنا في معرض بركات الفكرة التقليدية لتناسق أحجام اللوحات وألوانها، بحيث تجري عين المتفرج في نظرة بانورامية على أفيشات أفلامه وصوره، ولعبت على دور الألوان في الايحاء، فمثلاً لون السبية يوحي بالماضي والبرتقالي القائم يبعث على تذكر البدايات». ويضيف: «كما قمت بعمل الماكيت أمام بوابة المعرض ويضم شخصيات بركات الشهيرة في السينما وأبطاله مثل أنور وجدي وفاتن حمامة في لقطة من فيلم «الحرام»، وليلى مراد من «شاطئ الغرام»، وعمر الشريف وصولاً إلى محمود ياسين». ويؤكد عوض أن مئوية بركات تأتي ضمن خطة المهرجان للاحتفال بهذه الذكرى طوال السنة بتوجيه من الناقد سمير فريد رئيس المهرجان حيث أقيم في كانون الأول (ديسمبر) 2013 معرض لمئوية كل من كمال سليم وحسين صدقي وعبدالحليم نصر وفطين عبدالوهاب وأحمد خورشيد.