نظراً إلى ما تتعرض إليه صناعة الأفيش من تحديات تهددها بالاندثار، عرض الناقد الفني سامح فتحي الملقب ب «المتيم - عاشق الأفيشات»، 30 أفيشاً نادراً، أفصح فيها عن عشقه لهذا الفن الذي ظهر مع البدايات الأولى لصناعة السينما في مصر، وسار معها خطوة بخطوة يروي من خلالها إخفاقاتها ونجاحاتها. وكانت الأفيشات لوحات فنية تتصارع في جذب عين المشاهد، في طريقة تلخيص أحداث الفيلم في لقطة فنية مكثفة. ويستضيف مركز الهناجر للفنون في القاهرة، معرض «أفيشات أصلية نادرة لأفلام سينمائية قديمة»، تعكس مفردات الطبيعة المصرية وجمالياتها من خلال لقطات غنية من الأفلام اختيرت بعناية، وسيطرت فيها رسوم البورتريه على غالبية اللقطات. يؤكد فتحي أن المعرض يضم مجموعة منتقاة من أندر أفيشات السينما المصرية، وعلى أساس مرجعي ثابت، وهو أن يكون في الأفيش إبداع مميز من صانعه، يحمل فكرة معبرة عن العمل، كما يكون من النوع المرسوم يدوياً أو الزيتي، لافتاً إلى أن ما دفعه لافتتاح المعرض، إحساسه باندثار فن الأفيش في مصر، بعد اختفاء عظماء رسامي الأفيش أمثال فاسيليو وعبد العزيز ومارسيل. ويوضح فتحي أن الأوروبيين هم الذين قدموا الأفيشات الأولى، خصوصاً الأرمن الذين أقاموا في مصر، مشيراً إلى أن فن الأفيش لم يعد كسابق عهده، إذ قل الاهتمام به من جانب المنتجين ومن جانب الدولة التي كان من المفترض أن تحمي هذا الفن الذي يوثق تاريخ السينما المصرية. فالأفيشات، ثروة قومية، شأنها شأن لوحات الفنون التشكيلية، وتؤرخ لتطور الذوق والمزاج المصريين، وتعد جزءاً من ذاكرة الأمة. وعن الفارق بين الأفيشات قديماً وحديثاً يقول: «غالبية الأفيشات الموجودة حالياً مسروقة أو مقتبسة من الأفيشات العالمية، كما أن أفيشات الأفلام القديمة كانت تعبر أكثر عن مضمون الفيلم، فالفنان كان يشاهد العمل قبل تصميم الأفيش، ما كان يجعل له رؤية في التصميم». وعن أهم مصممي الأفيشات في السينما المصرية، يجيب: «يتمتع عبد العزيز بعين ثاقبة وصمم أفيش فيلم «إني راحلة» الذي اعتبره من أروع الأفيشات وأهمها خلال الفترة الماضية، والمصمم جوري صاحب أفيشات مثل «قاطع طريق» و «ملاك وشيطان». من أهم أفيشات المعرض فيلم «كفري عن خطيئتك» لعزيزة أمين، و «يحيا الحب» لعبد الوهاب وليلى مراد عام 1938، و «دنانير» لأم كلثوم وإخراج أحمد بدرخان عام 1940، و «انتصار الشباب» لأسمهان وفريد الأطرش عام 1941، و «أبو زيد الهلالي» لفاتن حمامة وسراج منير عام 1947، و «إسماعيل يس في الأسطول» لإسماعيل يس وزهرة العلا وإخراج فطين عبد الوهاب عام 1957. وكان فتحي أصدر سابقاً كتاباً بعنوان «الأفيش الذهبي في السينما المصرية» كما انتج فيلماً وثائقياً هو «دنيا الأفيش» ألقى فيه الضوء على أرباب هذه المهنة، وهو بصدد إصدار كتاب بعنوان» فن الأفيش في السينما المصرية».