عشية جولة محادثات جديدة بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، دعت طهران المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى زيارتها الإثنين المقبل، مشيرة إلى امكان التوصل لاتفاق اطار هذا الاسبوع، مع تشديدها على التزامها «المقاومة العقلانية». واعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في تصريح الى تلفزيون «فرانس 24»: « «اعتقد انه من الممكن التوصل الى هذا الاتفاق هذا الاسبوع، الا انني لا استطيع الكلام الا من وجهة نظرنا، ولا يمكنني الكلام باسم الطرف الاخر». وتكهنت مصادر في طهران، بأن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستطرح رفعاً محدوداً للعقوبات المفروضة على ودائع إيرانية في مصارف آسيوية. لكن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أكدت وجوب إبقاء «التركيبة الأساسية للعقوبات المصرفية والنفطية»، محاولةً إقناع الكونغرس بأن يؤخر «أسابيع» فقط، محاولته تشديد العقوبات على إيران، كما سعت إلى طمأنة إسرائيل القلقة من تسوية «مجتزأة» للملف النووي. وتعقد إيران والدول الست في جنيف، غداً وبعد غد، جولة مفاوضات على مستوى وزاري، تلي محادثات على مستوى خبراء عُقدت في فيينا الأسبوع الماضي، وأعقبت جولة مفاوضات بين الجانبين في جنيف الشهر الماضي، طرحت طهران خلالها «خطة سرية» لتسوية ملفها النووي. واعتبرت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن الخطة «تتّسم بواقعية وتحفظ مصالح الجانبين، كما تساهم في إخراج الأطراف من مأزق»، معربة عن أملها بأن تبدي الدول الست «مزيداً من الإرادة السياسية في المفاوضات». واعلن رئيس الوفد المفاوض في الملف النووي نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده والدول الست اتفقت في جنيف الشهر الماضي على «إطار تفاوض»، مضيفاً: «نريد الآن بدء المفاوضات على المضمون، للسير نحو اتفاق». وشدد على أن طهران سترفض «أي مبادرة لا تشمل رفع العقوبات». وأعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أنه دعا أمانو إلى زيارة طهران الإثنين المقبل، وأن الأخير أعرب عن «استعدادٍ للقيام بالزيارة». وزاد أنه يأمل ب»التوصل إلى اتفاق وإصدار بيان مشترك» خلال وجود أمانو في العاصمة الإيرانية، علماً أن المدير العام للوكالة الذرية زار إيران للمرة الأولى في أيار (مايو) 2012. وأكدت الوكالة أن أمانو يدرس دعوة صالحي الذي اعتبر أن «الوكالة اعتمدت توجّها إيجابياً»، ولفت إلى «بوادر انفراج في المفاوضات... نتيجة إدراك الطرف الآخر أن الضغط على طهران لا ينفع». وزاد: «نلتزم المقاومة العقلانية، ولن نألوَ جهداً في حفظ مصالحنا. نأمل بألا تكرّر الدول الست أخطاءها في المفاوضات». في المقابل، أعلنت ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي، أن واشنطن مستعدة لطرح «رفعٍ للعقوبات محدود جداً وموقت وقابل للعكس»، مع إبقاء «التركيبة الأساسية للعقوبات المصرفية والنفطية التي سنحتاج إليها من اجل (التوصل إلى) اتفاق شامل» مع طهران. شيرمان التي تقود الوفد الأميركي إلى محادثات جنيف، اعتبرت بعد لقائها نواباً، أن المفاوضات «في لحظة جدية»، مشيرة إلى أن إدارة أوباما حضت الكونغرس على تأجيل التصويت على عقوبات جديدة، و «إعطائنا فقط أسابيع لنتحقّق من إمكان إبرام اتفاق مبدئي لوقف تقدّم البرنامج النووي الإيراني». واستدركت: «أعتقد بأن الانتظار أسابيع لن يؤذي جهودنا، وأبلغت إيران أننا سنطلب من الكونغرس هذا التأجيل واستخدمت الأمر للضغط (عليها). إذا مضت إيران قدماً سيحدث التأجيل، وإن لم تفعل سيشدد الكونغرس عقوباته». في الوقت ذاته، حاول وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل طمأنة إسرائيل، إذ اعتبر أن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو لا يسعى إلى عرقلة المحادثات مع طهران، بل يبدي «قلقاً مشروعاً في شأن مستقبل الحاجات الأمنية» للدولة العبرية. ورأى أن إيران عادت إلى طاولة المفاوضات مع الدول الست، بسبب العقوبات وتهديدات إسرائيل.