استبقت طهران جولة جديدة من المحادثات اليوم، مع وفد بارز من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتقدة فشل الوكالة في التكتّم على «معلومات سرية» متصلة بالدول الأعضاء، لكنها كررت استعدادها لإبرام «اتفاق شامل» يشمل زيارة مجمّع «بارشين» العسكري قرب طهران الذي تشتبه الوكالة في أن ايران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح ذري. وانتقد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني «أداء» الوكالة الدولية، معتبراً أن «أجهزتها لا تتمتع بالأمن المطلوب للحفاظ على المعلومات السرية المتصلة بالدول الأعضاء». وشدد على «وجوب أن تأخذ المحادثات النووية مساراً أكثر عقلانياً، بعيداً من إثارة الخلافات»، مندداً ب»الضجيج الإعلامي الغربي» حول أجهزة طرد مركزي حديثة تنوي ايران تشغيلها في منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم. أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فأكد أن بلاده تحوّل بعضاً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، إلى وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وأعلن استعداد بلاده للتوصل إلى «اتفاق شامل مع الوكالة الذرية، يعترف بالحقوق النووية لإيران في شكل كامل، طبقاً لمعاهدة حظر الانتشار النووي». وأضاف أن «مناقشة زيارة بارشين، قد يشكّل جزءاً من اتفاق» مع الوكالة. وحذر مهمان برست من إحالة الملف النووي الإيراني مجدداً على مجلس الأمن، إن لم تتوصل طهران والوكالة الذرية إلى اتفاق، معتبراًَ أن ذلك سيكون «خطيئة وليس شرعياً». في المقابل، أقرّ هيرمان ناكيرتس، نائب المدير العام للوكالة، بأن «خلافات ما زالت قائمة» مع إيران، مضيفاً: «سنعمل بجدية لنحاول تسويتها». وذكّر قبل توجهه إلى طهران على رأس خبراء، بنية الوكالة «التوصل إلى مقاربة محددة وثيقة ستساهم في تسوية كل المسائل العالقة في شأن بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني». وفي موسكو، أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن أمله ب «اتخاذ خطوات إيجابية وبناءة لتسوية» الملف النووي لبلاده، خلال الجولة المقبلة من محادثاتها مع الدول الست المعنية بالملف، في كازاخستان في 26 من الشهر الجاري. صالحي الذي شارك في الاجتماع العاشر للجنة التعاون الاقتصادي مع روسيا، شدد على أن العلاقات بين البلدين «في أفضل مستوى»، مضيفاً أن طهرانوموسكو «تؤديان أدواراً مهمة في الساحتين الإقليمية والدولية». أما عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، فأعلن أن بلاده اقترحت «ضرورة إدراج أزمتي سورية والبحرين على جدول أعمال» المحادثات مع الدول الست. إسرائيل - أميركا في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي التقى روز غوتيمويلر، القائمة بأعمال وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من السلاح والأمن الدولي، أنها «كررت تعهدات أميركية بمنع ايران من امتلاك سلاح نووي، ومخاوف من سباق تسلّح إقليمي، إن أصبحت دولة نووية». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذر من أن أجهزة طرد مركزي حديثة ستشغلها ايران في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم، قد تختصر بنسبة «الثلث» الفترة الزمنية التي تحتاج إليها لصنع قنبلة نووية. وأضاف: «بات الإيرانيون أكثر قرباً من الخط الأحمر، ويجب وقف ذلك. علينا ممارسة ضغط أكثر قوة، وفرض عقوبات أكثر قسوة». ورأى «وجوب أن يعلم (الإيرانيون) انهم سيواجهون تهديداً عسكرياً يعتدّ به، إن فشلت العقوبات والديبلوماسية». على صعيد آخر، نفى مهمان برست أن يكون اتفاق أبرمته طهران وبوينس أريس لتشكيل «لجنة حقيقة» حول تفجير مركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية عام 1994، يتيح «استجواب مسؤولين إيرانيين»، بينهم وزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي. واعتبر ذلك مجرد «مزاعم» يثيرها أفراد «قلقون من الاتفاق».